كتبت - سلسبيل وليد:
نظّم مركز التفاؤل للمعاقين بالتعاون مع شجرة الخير احتفالاً بمناسبة اليوم الوطني والعالمي للمعاق في مجمع اللولو هايبرماركت في الحد وبحضور كريم من الممثل محمد ياسين الذي شارك الأطفال فرحتهم وقدم لهم المسابقات.
وهنأ مجمع «اللولو» الأطفال المشاركين في الاحتفال عبر تقديم شهادة تهنئة إلى القائمين على هذا الاحتفال، كما تنوعت المسابقات للأطفال والألعاب عن الأكلات الشعبية فضلاً عن الحناء والرسم والتلوين على الوجوه.
ويعتبر تفاؤل مركزاً خيرياً غير ربحي يقوم بتقديم خدمات تربوية لفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة لتعليمهم وتأهيلهم للاعتماد على أنفسهم ودمجهم في المجتمع، ويرأس المركز أسامة مدبولي أما رؤيته التمييز في شمولية البرامج والخدمات التأهيلية لكل الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
تنمية قدرات واحتياجات الأطفال المعاقين
يهدف المركز إلى تنمية قدرات الأطفال بعدة مبادئ علمية رائدة في هذا المجال منتقاة من برامج عالمية وذلك من خلال تنمية قدرات واحتياجات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة سواء بالسالب (الإعاقة الذهنية) أو بالموجب (الموهوبين)، تطبيق مبدأ الدمج للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المرحلة المبكرة وذلك من خلال الدمج العكسي، وتقديم برامج تربوية إسلامية مبسطة تناسب قدرات الأطفال، وتوفير مواد علمية متخصصة باللغة العربية تناسب المجتمع العربي وذلك بعد ترجمتها ودليل للخدمات على مستوى الوطن العربي، إضافة إلى استقبال خبراء عرب وأجانب لتدريب الكوادر البحرينية داخل المركز وخارجه من خلال الدورات المختلفة، وإنشاء مركز معلومات للإعاقة على مستوى العالم العربي، وإنتاج وتوزيع كتب للإعاقة على مستوى العالم العربي، كذلك إقامة مؤتمر سنوي متخصص في الإعاقة لزيادة التبادل العلمي داخل وخارج البحرين.
ويقسم المركز إلى 6 وحدات وهم: وحدة التربية (روضة لتنمية الطفولة المبكرة_ تربية خاصة)، وحدة الخدمات الاجتماعية والإرشادية، وحدة الخدمات النفسية والسلوكية، وحدة التخاطب، وحدة التربية الفنية والأشغال اليدوية، إضافة إلى وحدة المكتبة وصالة المحاضرات.
ويقدم المركز خدمة تأهيل نفسي وتعديل سلوك والإرشاد الأسري، وخدمات طبية واجتماعية. وخدمات التأهيل الفردي والجماعي لمختلف الأعمار والتي تشتمل على: برامج تربوية متخصصة، وتنمية المهارات الحركية، والاعتماد على الذات، والتدريب على مهارات الحياة اليومية، إضافة إلى ترفيه اجتماعي، وبرامج التدخل المبكر، كذلك تطبيق مبدأ الدمج العكسي باستقبال أبناء طبيعيين مع أبناء ذوي الاحتياجات الخاصة من أجل استفادة هؤلاء الأبناء من خلال برامج عالية الجودة ومميزة.
وتتنوع الحالات التي يتم قبولها وتشتمل على حالات الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية، وحالات الأطفال الذين لديهم اضطرابات نمائية، وحالات التأخر الدراسي وبطء التعلم، وأنواع الإعاقة الذهنية (سمات التوحد ....الخ)، إضافة إلى الأطفال الطبيعيين حيث يتم تطبيق برامج مميزه لهم.
وانطلاقاً من الإيمان بأن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لهم شخصيتهم المميزة ولهم قدراتهم الخاصة حتى لو كانت محدودة، ويملكون موهبة تميزهم عن غيرهم، وبأن لهم الحق في التعليم والتأهيل والحياة الاجتماعية الكريمة كما نص عليه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن ثم نصت عليه المواثيق الدولية، لذا أُنشئ «تفاؤل» فهم يستحقون الاهتمام الكامل حسب احتياجاتهم العقلية والجسدية.
خطط فردية للاستفادة من القدرات
ويركز المركز على إعطاء كل طفل ذوي احتياج خاص خطة فردية تساعده على الاستفادة القصوى من قدراته وإمكاناته في إطار منهج موضوع للمجموعة ككل والتي يتم وضع الطفل بها وذلك لتطوير وتنمية مهارات التفاعل الاجتماعي وطرق التواصل ومهارات الاعتماد على النفس وهي قابلة للتغيير حسب قدرات أطفالنا.
ويحرص المركز على المشاركة المستمرة للآباء في متابعة حالة أبنائهم ووضع الخطة العلاجية الخاصة بهم وذلك من أجل استكمال الحلقة التعليمية.
ويؤكد على استخدام الطرق الخاصة بالتعليم والتأهيل الشمولية لتدريبهم على الوظائف الأساسية وكذلك مدهم ببرامج توفر لهم وسائل البحث التي تمكنهم من الاندماج في حياة ذات معنى -أي توظف ما يدرسونه من برامج في مواقف الحياة اليومية العادية-حتى يكونوا أقرب إلى الطبيعيين.
ويركز على أن الإعاقة هي انحراف عن النمو وليست توقفاً عن النمو، فالطفل المعاق ينمو ويتعلم ولكن أبطأ من الأطفال العاديين أو بطريقة مختلفة عنهم، وأن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ليسوا غير قابلين للتعليم، فهم يتعلمون حتى ولو كانوا شديدي الإعاقة فيجب أن نحاول تعليمهم بالطريقة المناسبة لهم وليس بالطرق التي يتعلم بها الأطفال الآخرون وفي الوقت المناسب لهم.
ويهدف إلى تَوصيل المعلومة الأكاديمية وتوظيفها في مواقف الحياة اليومية المختلفة، فهو يؤكد على امتلاكه مناهج حديثة وأساليب وطرق مميزة تساعدهم في العمل معتمدين على الله تعالى ثم على القدرات الموجودة لدى الطفل من خلال تنميتها حتى يكون أقرب إلى الطفل الطبيعي.
وتعتبر الإعاقة قدراً من الله سبحانه وتعالى وهي موجودة في بني البشر لحكمة لا يعلمها إلا هو جلت قدرته, والإعاقة تختلف من فئة إلى أخرى بناءً على التصنيف الذي حدده المتخصصون، فهناك إعاقة ذهنية وإعاقة سمعية وإعاقة بصرية وإعاقة حركية, ويندرج تحت الجانب العقلي أنواع مختلفة مثل: صعوبات التعلم, التخلف العقلي بدرجاته، التوحد ومتلازمات مختلفة مثل (متلازمة داون، ترنر، باتو، كلين فلنتر ... ).
ويهتم مركز «تفاؤل» بالإعاقة النمائية والتي تعرف على أنها اضطراب ذاتي بيولوجي عصبي أو اضطراب في نمو المحاور التالية: (اللغوية والمعرفية والانفعالية والاجتماعية) أو فقدانها بعد تكوينها بما يؤثر سلباً على قدرات الطفل مستقبلاً.
وأما عن التوحد فهو اضطراب نمائي في النمو العصبي ويؤثر على ثلاثة مجالات أساسية: التواصل، المهارات الاجتماعية، والتخيل ويظهر التوحد في جميع أنحاء العالم وبمختلف الجنسيات والطبقات الاجتماعية بالتساوي, ويظهر في السنوات الثلاثة الأولى من عمر الطفل كنتيجة خلل وظيفي في المخ والأعصاب.
ومعنى كلمة التوحد فهي مترجمة من اليونانية والتي تعني الانعزال والانطواء على الذات، لذلك يطلق عليه أحيانا الذاتوية، وبشكل عام فإن نسبة الإصابة بالتوحد تكون 1:4 بين الذكور والإناث، ولكن التوحد يظهر في الغالب بدرجات شديدة لدى الإناث، ويكون مصحوباً بتأخر ذهني شديد، وفي فئة التوحد الشديد يوجد ذكران مقابل كل أنثى، وهكذا لو أننا لم نأخذ في اعتبارنا إلا من أصيب بالتوحد المقترن بتأخر ذهني شديد من الذكور والإناث فإن نسبة الإصابة تنخفض بينهما إلى 1:2، وتختلف درجات التوحد (أو سمات التوحد) من شخص إلى آخر من توحد بسيط إلى متوسط إلى شديد، كما إن درجة الذكاء لدى الأطفال التوحديين تختلف من بسيط إلى متوسط إلى شديد.