على الرغم من الحزن الذي ينتاب العالم على وفاته، يبقى نلسون مانديلا صاحب الفضل الأكبر في عودة جنوب أفريقيا للمنافسات الرياضية العالمية عقب عقود من العزلة بسبب سياسة الفصل العنصري، إذ استغل رئيس جنوب أفريقيا السابق الرياضة كأحد الوسائل للمصالحة بين الجماعات العرقية المختلفة في البلاد.
وكان مانديلا الذي توفي عن 95 عاماً الليلة الماضية أول من أعلن عن العودة للمشاركات الدولية، مشجعاً الشخصيات الرياضية في جنوب أفريقيا على ذلك، مبقياً على شعار رياضة الرجبي في البلاد كما هو ومنهياً بشكل حاسم جدلاً قوياً ثار بهذا الشأن. وأدى وجوده في المنافسات الكبيرة التي فازت بها فرق جنوب أفريقيا لظهور ما يسمى بنهج «سحر مابيدا» وهو تلاعب باسم قبيلته، في إشارة إلى التأثير الكبير الذي تحدثه مشاركة مانديلا في أي حدث. وكانت الرياضة في جنوب أفريقيا عرضة للعقوبات خلال حقبة الفصل العنصري وهو ما أدى لإيقافات طالت مشاركة جنوب أفريقيا في الألعاب الأولمبية وعدة نسخ من كأس العالم، وكانت في وضع أشبه بعزلة كاملة عند الإفراج عن مانديلا من محبسه عام 1990 عقب فترة سجنه الطويلة.
كما دخل مانديلا في صراع شرس حول رموز فرق جنوب أفريقيا، حيث ساند وبشكل مثير للدهشة مضطهديه السابقين من البيض وسمح لرياضة الرجبي بالإبقاء على شعار الرياضة.