أثار رحيل نلسون مانديلا أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا وبطل النضال ضد نظام الفصل العنصري الخميس موجة ردود فعل في أنحاء العالم لتوجيه تحية إلى هذه الشخصية الاستثنائية.
ولم يحظ أي رئيس دولة أو مقاوم سياسي أو حائز جائزة نوبل أو سجين رأي بمثل هذا الكم من تحيات الاحترام والتعبير عن الحزن من كل أنحاء العالم.
وأجمع القادة السياسيون الذين سيشاركون قريباً في مراسم جنازة الرئيس السابق الذي رحل عن 95 عاماً على التشديد على الصفات الإنسانية للمناضل الذي أمضى 27 عاماً في سجون نظام الفصل العنصري.
وقال الرئيس الأمريكي باراك اوباما، أول رئيس أسود أيضاً للولايات المتحدة، الذي أعلن تنكيس الأعلام في الولايات المتحدة «لقد خسرنا أحد الرجال الأكثر تأثيراً والأكثر شجاعة وأحد أطيب الأشخاص على هذه الأرض».
وأضاف «بفضل عزة نفسه وإرادته الصلبة للتضحية بحريته من أجل حرية الآخرين، قام بتغيير جنوب أفريقيا وأثر فينا جميعاً».
من جهته اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون أن مانديلا كان «مصدر إلهام» للعالم. وأكد للصحافيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك «علينا أن نستلهم من حكمته وتصميمه والتزامه لنسعى إلى جعل العالم أفضل». وعبر أعضاء مجلس الأمن الدولي عن «تقديرهم الشديد للصفات الأخلاقية والسياسية الاستثنائية» لنلسون مانديلا «الذي سيبقى على الدوام في الذاكرة كشخص ضحى بقسم كبير من حياته من أجل أن يتمكن الملايين من أن يحظوا بمستقبل أفضل». وفي بروكسل قال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو إنه «يوم حزين، ليس لأفريقيا وحدها بل للأسرة الدولية بأكملها. نبكي وفاة واحدة من أعظم الشخصيات في عصرنا».
أما رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، فقد قال إن «جنوب أفريقيا فقدت أباها والعالم فقد بطلاً. أشيد بواحد من أكثر الرجال إنسانية في عصرنا». وأكد باروزو وشولتز أن نلسون مانديلا «لم يلعب دوراً أساسياً في التحول في جنوب أفريقيا إلى الشعب الديموقراطي الذي نراه اليوم بل يمثل المعركة ضد العنصرية والعنف السياسي وعدم التسامح».
من جهته، صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن «نوراً كبيراً خبا». وقال على حسابه على تويتر إن «نلسون مانديلا كان بطل عصرنا». وتابع «طلبت تنكيس العلم أمام مقر رئاسة الحكومة».
كما قالت الملكة اليزابيث الثانية إن إرث مانديلا «هو جنوب أفريقيا يعمها السلام اليوم».
أما الرئيس الأسبق بيل كلينتون فقد وصف مانديلا «ببطل الكرامة الإنسانية والحرية». وقال إن «التاريخ سيذكر مانديلا كبطل من أجل الكرامة الإنسانية والحرية والسلام والمصالحة». وأضاف بيل كلينتون «نحن نعيش جميعاً في عالم أفضل بفضل مانديلا».
وفي باريس، أشاد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بمانديلا معتبراً أنه «مقاوم استثنائي» و»مقاتل رائع». وفي بيان أصدره قصر الإليزيه، قال الرئيس الفرنسي إن مانديلا «كان يجسد شعب جنوب أفريقيا وأساس وحدة وعزة أفريقيا بأكملها».
أما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فقد رأى في مانديلا «عملاقاً كان يتمتع بحضور قوي» و»أباً لجنوب أفريقيا».
واعتبر الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك أن مانديلا «شخصية استثنائية». واعتبرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أن اسلم مانديلا «سيبقى على الدوام مرتبطا ًبالنضال ضد الاضطهاد».
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن مانديلا «كان أحد أبرز السياسيين في عصرنا».
وفي الفاتيكان، وجه البابا فرنسيس تحية للرئيس السابق الذي توفي الخميس قائلاً إنه «رسم جنوب أفريقيا جديدة».
وفي برقية تعزية وجهها إلى الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما أشاد البابا «بالالتزام الذي أبداه نلسون مانديلا من أجل تقوية الكرامة الإنسانية لدى كل مواطني الأمة ورسم جنوب أفريقيا جديدة تستند إلى أسس عدم العنف والمصالحة والحقيقة». وفي آسيا أشاد الرئيس الصيني شي جينبينغ «بالمساهمة الاستثنائية التي قدمها مانديلا لتطوير الإنسانية» فيما شبهه رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ بالمهاتما غاندي.
وأعلنت الهند حداداً وطنياً لخمسة أيام على مانديلا «الصديق الكبير» للبلاد. وأعلن الدالاي لاما أنه فقد برحيل نلسون مانديلا «صديقاً غالياً» وأشاد بشجاعة الرئيس السابق «ومبادئه ونزاهته».
وأعلنت إيران أنها تشارك الجنوب أفريقيين حدادهم بعد رحيل مانديلا كما كتب وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف على تويتر.
وفي رام الله، نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس جنوب أفريقيا السابق الذي وصفه بأنه «فقيد شعوب العالم أجمع (...) وفقيد فلسطين الكبير الذي وقف معنا وكان أشجع وأهم رجالات العالم الذين وقفوا معنا».وأضاف «جمعتنا مع الزعيم الأممي مانديلا علاقات نضالية وتاريخية ستبقى راسخة إلى الأبد بين الشعبين الفلسطيني والجنوب أفريقي»، مؤكداً أن «مانديلا قائد ومقاتل من أجل حرية شعبه وكان رمزاً للتحرر من الاستعمار والاحتلال لكافة الشعوب من أجل حريتها».