كتب ـ حذيفة إبراهيم وزينب أحمد:
أكد وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل أن الاتفاق النووي مع إيران لا يعني تغيير الخطط العسكرية والقوى في الخليج، مشيراً إلى أن إيران عملت على تصدير الأزمات وعدم الاستقرار إلى الخارج.
وقال خلال كلمة ألقاها في حوار المنامة يوم أمس بعنوان «أولويات الأمن العالمي للولايات المتحدة» إن «حوار المنامة هذا العام يأتي بأهمية فريدة من نوعها وأكثر أهمية من أي وقت مضى بالنظر إلى التعقيدات والشكوك والتقلب الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، مما يؤدي إلى الإخلال بالاستقرار العالمي وفي هذه المنطقة.
وتابع «نحن بحاجة لفرص مثل حوار المنامة لتبادل وجهات النظر حول كل ما يحيط من تهديدات وتحديات تواجهها دول الخليج في هذه الفترة(..) والتعامل مع نظرائي في الإقليم، وهو أولوية بالنسبة لي كوزير دفاع».
وأضاف: «أنا اليوم عائد لاستمع إلى أوهام التهديدات اليومية التي تواجه المنطقة، والقلق الحالي الذي أعرفه جيداً في منطقة الخليج، والتي من ضمنها انفتاح الدبلوماسية الأمريكية على بعض المناطق في المنطقة، فضلاً عن البرنامج النووي الإيراني والصراع في سوريا، والقيود التي تواجهها وزارة الدفاع الأمريكية في الميزانية الجديدة».
وأكد أن «لدى الولايات المتحدة الأمريكية مصالح دائمة في هذه المنطقة الحساسة من العالم، وستبقى ملتزمة تماماً لأمن حلفائها وشركائها في المنطقة(..) وهناك تغير كبير في الشرق الأوسط منذ زيارتي في العام 2008، حيث أنهت الولايات المتحدة حربها في العراق، وهي تقوم بتخفيض لقواتها في أفغانستان، إضافة إلى التغييرات في الأنظمة العربية سواء في مصر أو ليبيا أو تونس».
وقال هيغل إن «العديد من من زعماء المنطقة وعدوا بالإصلاح السياسي، وهو ما تستحقه شعوب هذه المنطقة»، مشيراً إلى أن «كل دولة تأثرت بالتيارات التي بداخلها، ما أدى إلى وجود صراعات مسلحة في بعض منها».
وأعلن عن قيام الجيش الأمريكي ببناء استراتيجية جديدة في الشرق الأوسط وأماكن أخرى من العالم تتمثل في خفة الحركة، معتمدة على نفوذ الولايات المتحدة الواسع والحكمة وليس على القوة فقط.
وقال إن الولايات تسعى لنشر «تأثيرها» والعمل بشكل وثيق مع الشركاء في دول الخليج والشرق الأوسط على بناء القدرات العسكرية وغيرها، مشيراً إلى أن التجارب أثبتت أن القوة العسكرية ليست وحدها الحل، حيث يجب استخدام جميع الأدوات للسياسة الخارجية سواء الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، فضلاً عن المساعدة والتنمية والقوة العسكرية.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت نهج الضغط في سوريا، حيث أعلن الرئيس الأمريكي أوباما اتخاذه خطوات عسكرية ضد نظام الأسد بعد استخدام الأخير للأسلحة الكيميائية، إلا أن العمل الدبلوماسي مع روسيا أدى إلى الوصول لاتفاق لتفكيك الأسلحة الكيمائية وتدميرها، مؤكداً «نحن على الطريق الصحيح لتدمير ترسانة سوريا من الأسلحة الكيمائية».
وقال إن العمل جارٍ عن كثب مع الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة التي بدورها عرضت قدراتها التقنية الفريدة في التخلص من الأسلحة الكيمائية، حيث سيؤدي ذلك إلى استفادة المنطقة بأسرها، فيما العمل جارٍ مع الشركاء في جميع أنحاء المنطقة للمساعدة في إيجاد تسوية لإنهاء الصراع الجاري في سوريا، وضمان عدم وصول المساعدات التي تقدمها «الولايات المتحدة» إلى «الأيدي الخطأ».
وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المانح الأكبر للمساعدات الإنسانية للنازحين السوريين، وأنها ستستمر في تقديم الدعم للأردن وتركيا ولبنان لتوفير الملجأ لضحايا الصراع الدائر هناك، داعياً النظام السوري إلى السماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى سوريا.
وأضاف وزير الدفاع الأمريكي: «حتى في الوقت الذي قادت فيه الولايات المتحدة جهوداً للتوصل إلى حل سياسي في سوريا، لم تقلص تركيزها على التحديات التي تأتي من إيران سواء تصدير العنف وعدم الاستقرار إلى الخارج في جميع أنحاء المنطقة».
وتابع «صدرت إيران عدم الاستقرار والعنف في جميع أنحاء المنطقة وخارجها، واستمرت في الوقت ذاته بتطوير برنامجها النووي، وهو أمر غير مقبول إقليمياً لحفظ الاستقرار».
وأشار إلى أنه «منذ تولي الرئيس باراك أوباما منصبه منذ 5 أعوام كان من أهم أولوياته منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وتابع الهدف لحين الوصول له من خلال استراتيجية شاملة مع الحلفاء الدوليين، من خلال الجمع بين الدبلوماسية والضغوط المتمثلة بالإبقاء على الخيارات العسكرية على الطاولة لحين الانتهاء من مفاوضات 5+1».
وتابع أن «الاتفاق مع إيران ليس سوى خطوة أولى ولكنها «هامة» تغلق الباب أمام المزيد من آفاق التوسع في برنامج إيران النووي.
وقال إن التحقق من نوايا إيران خلال المفاوضات لم يكن سهلاً، حيث كان من الممكن أن تستغل فترة المفاوضات وتطويلها لخداع العالم لحين الانتهاء من إعداد القنبلة النووية.
وأكد أن التهديدات التي يشكلها برنامج إيران النووي هو السبب وراء التزام الولايات المتحدة الأمريكية في إمداد الشركاء في المنطقة بصواريخ بالستية للدفاع.
واستطرد «لا توجد استراتيجية خالية من المخاطر، والدبلوماسية تحتاج إلى شجاعة، ولكن تركيزنا على الأدوات الدبلوماسية لا ينبغي أن يساء تفسيره، نحن نعرف الدبلوماسية وعملنا لا يمكن أن يأتي من فراغ».
وأشار إلى أن المصالح الأمنية الأساسية للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة هي، الدفاع ضد عدوان خارجي، وضمان التدفق الحر للطاقة والتجارة، وتفكيك الشبكات الإرهابية التي تهدد أمريكا أو حلفائها، ووقف انتشار أسلحة الدمار الشامل .
وبيّن أن وزارة الدفاع الأمريكية ستواصل الحفاظ على الموقف العسكري القوي في منطقة الخليج للاستجابة بسرعة تامة للأزمات وردع أي عدوان محتمل.
وأعلن أن وزارة الدفاع الأمريكية لن تجري أي تعديلات على قواتها في المنطقة أو التخطيط العسكري نتيجة لأي اتفاق مع إيران، وذلك التزاما منها بأمن الخليج من خلال تعزيز القدرات العسكرية في المنطقة.
وقال «لدينا أكثر من 35 ألف من الأفراد العسكريين في الخليج، ولايزال الجيش الأمريكي يحافظ على 10 آلاف جندي في المنطقة بسلاح ومعدات ثقيلة.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة نشرت الطائرات المقاتلة الثقيلة الأكثر تطوراً لديها وهي F-22 لضمان تمكنها من الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ، مزودة بمعدات فريدة من نوعها، فضلاً عن نشر المعدات الأكثر تقدماً في الاستخبارات والمراقبة.
وبيّن أن الأسطول الخامس أجرى أكثر من 50 طلعة خلال الـ 6 أشهر الماضية لضمان حرية الملاحة في جميع أنحاء منطقة الخليج.
وأشار إلى أن الأسطول الخامس بدء ببرنامج لتوسيع قدرات الأسطول بـ 580 مليون دولار، بالإضافية إلى انطلاق منصة فريدة من نوعها للعمليات الخاصة.
واستطرد “على الرغم من أن وزارة الدفاع الأمريكية تواجه قيودا خطيرة في الميزانية، إلا أنها ستستمر في إعطاء الأولوية في التزاماتها تجاه الخليج، للتأكد من أن القوات العسكرية جاهزة لمواجهة أي تحديات.
وأكد أن الإنفاق على الدفاع الخارجي في الولايات المتحدة يبلغ 40?، مشدداً «لن يتم التراجع عن التزاماتنا في أي جزء من العالم».
وبيّن أن الولايات المتحدة تعمل على زيادة قدرات «شركائها» في المجال العسكري، وتسعى لذلك من خلال التمويل، حيث وعلى مدى السنوات العشرين الماضية، ساهمت في تغيير التوازن العسكري في المنطقة لصالح الخليج بعيداً عن إيران، ووافقت وزارة الدفاع الأمريكية على أكثر من 75 مليار دولار من مبيعات الأسلحة الأمريكية لدول الخليج منذ عام 2007.
وأشار إلى أن مواكبة التهديدات يشمل الفضاء الإلكتروني، حيث وبعد شهدت شركة أرامكو وشركة راس غاز هجمات خطيرة من قبل القراصنة، مما يؤكد الحاجة إلى المساعدة وبناء بنية تحتية إلكترونية آمنة.
وقال إن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها في المرحلة الانتقالية خصوصاً دعم التحول الديموقراطي في مصر، مشيراً إلى الولايات المتحدة تريد التحول الديمقراطي في مصر لتحقيق النجاح، بالإضافة إلى علاقة قوية مع مصر.
وأوضح أنه أبلغ «الجنرال السيسي بضرورة إثبات التزام الحكومة المؤقتة بالتحول الديمقراطي غير العنيف.
وقال إنه ومنذ إنشاء دول الخليج قبل 30 عاماً، عملت الولايات المتحدة مع دول مجلس التعاون على بناء علاقات قوية ومتينة، وسيستمر هذا خلال السنوات القادمة بوتيرة أسرع.
وأعلن عن مبادرات جديدة تتضمن «تدريبات مشتركة على نطاق الخليج»، والعمل مع دول مجلس التعاون الخليجي على تحقيق تكامل أفضل لقدرات الدفاع الصاروخي لأعضاء المجلس.
ودعا دول مجلس التعاون الخليجي للمشاركة في اجتماع وزراء الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة و دول مجلس التعاون الخليجي السنوي.
وقال «لا يمكن التنبؤ إلا بمستقبل جيد لا أحد كان يعلم أن ينتهي اجتماع الوساطة في تايلند إلى إنشاء دول الآسيان. ووصول دول الاتحاد الأوروبي إلى ما هي عليه الآن. التقدم جارٍ في مجلس التعاون الخليجي».