كتب ـ حذيفة إبراهيم:
دعا مشاركون في جلسة «الأزمة السورية وتأثيرها على المنطقة» ضمن فعاليات مؤتمر الأمن الإقليمي «حوار المنامة» إلى ضرورة الحل السلمي للأزمة السورية بانتهاج الحلول الدبلوماسية، مؤكدين أهمية التعامل مع الظرف الإنساني في سوريا سيما بعد تضرر البنية التحتية وتفشي الأمراض سيما في فصل الشتاء الحالي، وضرورة تكاتف الجهود الدولية لإغاثة الشعب واللاجئين السوريين.
وأكد وزير الخارجية القطري د.خالد العطية ونظيره العراقي هوشيار زيباري والسناتور في الكونغرس الأمريكي توم كين، خلال المنتدى الذي تستضيفه البحرين خلال الفترة من 6 إلى 8 ديسمبر الحالي، ضرورة سرعة إنهاء مأساة الشعب السوري، داعين إلى حماية الشعب السوري من آلة القتل التي يتعرض لها حالياً من قبل قوات النظام.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن بلاده لا تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، ولن تذرف الدموع حال رحيله، مشدداً على ضرورة احترام رغبات الشعب السوري، الذي انتفض على نظامه ضمن «الربيع العربي»، واصفاً أهدافه بالمشروعة في تغيير النظام، فيما انتقد وزير خارجية قطر د.خالد العطية عجز المجتمع الدولي ومجلس الأمن في عدم توفير الحماية للشعب السوري.
التعامل مع الظرف الإنساني
وفي بداية كلمته أشاد وزير خارجية قطر د.خالد العطية بجهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء التي وفرت النجاح لحوار المنامة، مثمناً كذلك جهود وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة لإنجاح المؤتمر، ودوره الفعال على المستويين المحلي والإقليمي.
وأضاف أن دولة قطر تحملت مع الدول العربية دورها في الوقوف مع الشعب السوري الذي يعاني من أحد أخطر الأزمات في المنطقة، منتقداً عجز المجتمع الدولي ومجلس الأمن في عدم توفير الحماية للشعب السوري.
وعبر عن أسفه لعدم تنفيذ البيان الرئاسي لمجلس الأمن الصادر في 2 أكتوبر الماضي حول سوريا، لعدم احتوائه على آليات تطبيقه، مقابل بدء تنفيذ التخلص من السلاح الكيماوي السوري لوجود آليات محددة ستساعد على تطبيقه.
وقال إنه يتعين التعامل مع الظرف الإنساني في سوريا سيما بعد تضرر البنية التحتية وتفشي الأمراض سيما في فصل الشتاء الحالي. من جهة أخرى جدد وزير الخارجية القطري ترحيب بلاده بالاتفاق بين مجموعة «5 + 1» مع إيران بشأن ملفها النووي باعتباره خطوة أولية لحل شامل، مشدداً على أهمية إشراك دول المنطقة في المبادرات الدولية التي تخص المنطقة.
ودعا إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل دون استثناء، مطالباً بحل جميع المشكلات عن طريق التفاوض.
وحول عملية السلام طالب مجلس الأمن الدولي وشركاء السلام في الضغط على إسرائيل من أجل وقف بناء المستوطنات، وإيقاف القمع والتمييز الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني.
ونوه إلى أن هذه الممارسات لن تساعد على استقرار وأمن المنطقة حتى إسرائيل نفسها، مرحباً بجهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الداعمة لعملية السلام في المنطقة.
لن نذرف دموعاً حال رحيل الأسد
من جهته، أعرب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في بداية كلمته عن أسمى آيات الشكر للبحرين لنجاح استضافتها لمؤتمر «حوار المنامة» للعام التاسع على التوالي. وأكد أن بلاده لا تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، ولن تذرف الدموع حال رحيله، مشدداً على ضرورة احترام رغبات الشعب السوري، الذي انتفض على نظامه ضمن «الربيع العربي»، واصفاً أهدافه بالمشروعة في تغيير النظام.
وقال إننا لن نساعد نظام بشار الأسد ولن نسمح بوجود جسر جوي بين إيران وسوريا، مضيفاً أنه تم إبلاغ الإيرانيين بأن العراق ليس جزءاً من النزاع في سوريا، ولن يقدم أي أسلحة لأي طرف هناك.
وأشار إلى ضعف القوات الجوية في بلاده التي لا تمتلك أي طائرة حربية مقاتلة، مؤكداً أن البحرين لديها حالياً قوات جوية أقوى من العراق.
وأوضح أنه ليس لحكومة بلاده أي قوات مسلحة على الأراضي السورية، بينما هناك أفراد يذهبون بأنفسهم للمشاركة في القتال في سوريا حتى ضمن قوات جبهة النصرة، أو قوات لواء أبي الفضل العباس.
وحذر من وجود تقديرات تشير إلى وجود نحو 25 ألف عنصر من القاعدة في العراق وأن تتحول إلى إمارات «إسلامية»، مبيناً أنه قال للرئيس الأسد في العام 2004 إن الإرهابيين يمكن ينقلبوا إلى «ثعبان» ضد من يتعامل معهم. وبين أن بلاده التي لديها أكثر من 600 كيلومتر مع سوريا عانت ويلات النظام السوري الذي كان يساعد الإرهابيين والمتشددين في تنفيذ عمليات دموية في العراق. ودعا إلى ضرورة الحل السلمي للأزمة السورية، والتغلب على عجز المجتمع الدولي ومجلس الأمن نتيجة الاستقطاب الروسي الصيني من جهة، والأمريكي الأوروبي من جهة أخرى للوصول إلى حل للصراع الذي يعاني منه ملايين السوريين. ونوه إلى فشل المبادرات العربية في حل الأزمة السورية، مطالباً النظام والمعارضة بالجلوس إلى طاولة المفاوضات في إطار جنيف2 الشهر المقبل، قائلاً إن ذلك يعطي المعارضة الشرعية والمطالبة بنظام برلماني في المستقبل على سبيل المثال.
وبين أنه كان ينتظر عدم التدخل المباشر من قبل المجتمع الدولي في سوريا نتيجة التجربة الأمريكية في العراق، مشيراً إلى أنه لم يكن أحد يتخيل أن يقصف النظام السوري شعبه بالأسلحة الكيماوية.
ولفت إلى أن النزاع في سوريا يمتد إقليمياً، مشيراً إلى تأثر تركيا بالقضية الكردية في سوريا فضلاً عن تأثر لبنان الذي يتكون من طوائف متعددة.
حلول سياسية للأزمة السورية
من جانبه، حدد السناتور في الكونغرس الأمريكي توم كين أربعة أسباب لعدم التدخل العسكري من قبل الولايات المتحدة في سوريا في أعقاب استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين.
وأوضح أن هذه الأسباب هي الشكوك من أن العمل العسكري سيأتي بنتيجة إيجابية، طالما هناك أيضاً طريق سياسي، والقلق من أن الضربة العسكرية ستحقق نتائجها على الأرض سيما وأن أمريكا فقدت الكثير من أبنائها ومواردها في العراق، واعتبار جنودها في أفغانستان كقوة احتلال، والسبب الثالث هو إشكالية وجود شركاء لأمريكا في الحرب ضد النظام السوري، إضافة إلى وجود تساؤل جوهري وهو من سيكون بديل نظام الرئيس الأسد. ونوه إلى أن هذه الأسباب هي التي جعلت أقلية في الكونغرس توافق على شن ضربة عسكرية ضد نظام الرئيس الأسد، فيما تبعه انفتاح سياسي من النظام السوري بالتخلص من أسلحته الكيماوية.
ودعا إلى انتهاج الحلول الدبلوماسية من أجل الوصول إلى حل للأزمة السورية، مطالباً بضرورة تكاتف الجهود الدولية لإغاثة الشعب واللاجئين السوريين.