وقع الروائي عبدالعزيز الموسوي روايته «قلبي في رقبتك» أمس خلال فعالية «كي لا نفقدهم» الخاصة بمرضى السكلر. الفعالية أقامتها جمعية مدينة عيسى الخيرية، عصر أمس في ممشى مدينة عيسى، بالتعاون مع جمعية السكلر، علق الموسوي على مشاركته فيها بقوله «للمصابين في محبتهم، للحاملين مناجم من دم تجتر أحلامهم لمرضى السكلر». يشار إلى أن رواية «قلبي في رقبتك» تعد الثانية في مشوار الموسوي وسبقها «القبار الأعرج».كتب - أحمد الجناحي:تواصل النسخة الثالثة من مهرجان المسرح الخليجي لذوي الإعاقة تقديم عروضها على خشبة الصالة الثقافية حتى العاشر من ديسمبر الحالي، وفي هذا الإطار قدمت الشقيقة قطر مسرحية «الحياة حلوة» للكاتبة منية شريف إخراج سلمان المري، شارك في أدائها فنانون معاقون تفوقوا على أنفسهم في أداء أدوارهم. «الحياة حلوة» سلطت الضوء على المسؤولين المستهترين التي يشغلون مناصب مهمة بالدولة بشكل غير مباشر، حيث دارت الأحداث حول صراع ترويه المواقف الحقيقة الواقعية التي يعاني منها المجتمع الخليجي والقطري بشكل خاص كالواسطة وغيرها التي جرت بين هؤلاء المسؤولين المستهترين المنتسبين للتعليم المسائي كطلبة في المسرحية بأسلوب كوميدي. وجرت أحداث المسرحية عبر مواقف تمت بين أربعة من الطلاب المستهترين المنتسبين للتعليم المسائي، الذين يشغلون مناصب مهمة، فأحدهم مسؤول رخص القيادة، وآخر مسؤول بهيئة التقاعد والمعاشات، وآخر مسؤول بوزارة الرياضة، والأخير يشغل منصب مسؤول عن رخص السجل التجاري، واعتمدت الفكرة على تضاد الإمكانات التي تفترض بمثل تلك المهن مع ممثلي العرض، سواء من ناحية الإعاقة أو الحجم أو العمر.وعلى هامش العرض وفي الندوة التطبيقية التي تليها، قال الناقد يوسف الحمدان: شاهدنا مسرحية الحياة حلوة القطرية، تحية أولاً للفريق القطري على جهودهم وعلى تقديمهم تجربتهم، ونحن هنا لنتحاور الآن عقب العرض، وإن حتى اختلفنا، خلافنا يعملنا أن نزداد حبنا لبعضنا بعضاً، وهذا جمال المسرح، يجعلنا نحب بعض أكثر عندما نقف على أسألتنا، خصوصاً وأن المهرجان متصل بالمناسبة لا بالعروض وتواصل العروض الأمر الذي أتمنى أن يحل، وأنا لا أريد أن أختلف مع العرض القطري، ولكن أنا أتعاطى هذه التجربة من منطلق حب، ولنا وجهة نظر في العرض. وأضاف الحمدان: إن عنوان المسرحية يعطي أكثر من تفسير وأكثر من شكل، فالمسرح يحمل العاملين فيه مسؤولية غير عادية، وعلى من يتصدر المسرح أم يعرف إجابات الأسئلة مثل، ماذا يعني العنوان؟، لماذا نخرج هذا العمل؟، ماذا يعني العرض والفضاء المسرحي؟، وماذا يعني أن نمثل؟ إن المسرح فضاء، كيف علينا أن نشغل هذا الفضاء والحيز بفكرنا ووعينا، لو اسأل المخرج الآن هل أنت راضٍ عما قدمت، ربما يكون مقتنعاً في جانب وغير راضٍ عن جانب آخر، الأمر الآخر، النص مشروع وبالتالي من حق المخرج أن يشتغل على النص بشكل آخر ويقترح رؤيته، وعندما نأتي للمسرحية نقف ونتساءل، ما هي هوية المدرسة في العرض؟، من هم هؤلاء الطلبة؟، لماذا تم وضعهم في خانة الموظفين المستهترين وبالنسبة لهم العلم عبارة عن شيء تافه وعابر وغير مهم، وسؤال آخر، فيم اختلف المدرس عن الطلبة؟ المسألة التربوية مسألة خطيرة، فهو الآخر أيضاً تجاوز الدروس وذهب مع الطلبة وانسجم في حالهم ولعبهم بعيداً عن الدرس، وفجأة يقترح أن هذا العليم ينبغي أن نهتم فيه ومع العلم هناك رفعة وتقدم وعمل نجاح، قضية تقبل هذا التحول المفاجئ في شخصية المدرس تبقى سؤالاً عالقاً. ورأى الحمدان أن الشغب المفاجئ في الفصل لم يكن مفهوماً بما فيه الكفاية، بمعنى ماذا بعد الشغب؟، كان العرض قبل بدايته يسكنه صمت جميل فتح الفضاء المسرحي وكون جمالاً بالإضاءة وأدخل المتلقي في حالة تأويل لما سيحدث، غير أن هذه الحالة كسرتها وانتهبت بمجرد دخول المجموعة على خشبة المسرح بالفوضى، مردفاً: لم أتفهم كفاية لماذا الصوت الجميل الذي كان ينشد بالمسرحية لم يستثمر بشكل جيد، وعازف الموسيقى الحية بالعرض أيضاً، والمساحات الفارغة بالعرض التي لم تستغل بشكل جيد وتكرار النمطية في الاستماع للشخصيات المتعلمة بالمسرحية من قبل المدرس، بالطريقة نفسها والأفقية، المخرج شيء مهم، الإخراج هو فن التفاصيل، لديك فضاء ليس حيزاً رقمياً، بل هذا الفضاء حيز نقطي له نقاط كثيرة ممكن استثمارها مع الديكور. وذكر أن التعامل مع هذه الفئة بحاجة لمخرجين متدربين قادرين على التعامل معهم، مبيناً أنه لابد العمل على شخصية الممثل أولاً وقبل كل شيء، وتساءل الحمدان عن أفق هذه التجربة قبل أن يشكر الفريق القطري ويؤكد أنهم طاقة إبداعية لم تستغل بما فيه الكفاية، وأن من الممكن أن يقدموا شيئاً أجمل من عرض اليوم.من جانبه عبر مخرج المسرحية سلمان المري عن سعادته بالمشاركة ذاكراً أن الرسالة الأولى من وراء العرض هي أن فئة ذوي الإعاقة جزء من المجتمع وهم بشر قد يفقدون قدماً أو بصراً أو حركة، طالما لا يعانون من أي إعاقة ذهنية، من الممكن أن يتفقوا على الأشخاص السليمين في بعض الأحيان، موضحاً أن لديهم إمكانات إبداعية وهم في النهاية بشر ليسوا من كوكب آخر، ولابد من التعامل معهم واكتشاف مواهبهم.ومن جهتها عبرت الفنانة البحرينية سكينة عن استمتاعها بالعرض، وحيت جانب الفكاهة التي كانت مسيطرة على معظم الجو العام، مؤكدة أن المخرج وفق في إدماج اللغة العربية الفصحى بالعامية ورأت أن هذا التلوين باللغة أمر جميل، مردفة: الفعالية جداً جميلة، وأنا نادمه لأني لم أحضر من اليوم الأول، وكل التوفيق لكل المشاركين. وأشار الفنان محمد سعد إلى أن العمل هذا بسيط من الناحية التقنية التي لم تصل للمستوى المطلوب، مبيناً أن مهرجان الاحتياجات الخاصة مولود جديد بالخليج لم تستوعبه الحركة الفنية لأنه في بدايته، متوقعاً أن تحمل الدورات المقبلة على أكتافها مخرجين ومؤلفين من ذوي الإعاقة.