الكويت – وليد صبري:
وصف رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية د. أنور ماجد عشقي أن تصريحات وزير خارجية عمان يوسف بن علوي حيال رفض بلاده الاتحاد الخليجي بـ»الانفعالية والمتناقضة»، إلا أنه دعا إلى «احترام وجهة نظر مسقط ودراسة الاتحاد الخليجي بتأنٍ، ومحاولة إقناع عمان بالانضمام للوحدة الخليجية».
وقال عشقي لـ«الوطن» على هامش فعاليات القمة الخليجية في الكويت، إن «من واجب دول التعاون تذليل العقبات ومحاولة التعامل مع مخاوف عمان من الانضمام إلى الاتحاد الخليجي»، مشدداً على «ضرورة انضمام عمان للاتحاد».
من جهة أخرى، قال عشقي إن «حزب الله» اللبناني يتخبط، وتتراجع قوته تدريجياً سواء خارجياً أو داخلياً خاصة مع استهدافه بشكل كبير داخل معاقله في جنوب لبنان»، موضحاً أن «هناك قيادات داخل الحزب ترفض سياسات الأمين العام للحزب حسن نصرالله وتندد بالتدخل في سوريا والقتال إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد». وتوقع أن «تتخلى إيران عن الرئيس بشار الأسد في المرحلة المقبلة خاصة مع تحديد موعد انعقاد مؤتمر «جنيف 2» للسلام حول سوريا في يناير المقبل»، مشيراً إلى أنه «إذا لم تتخلَ إيران عن الأسد الآن فإن علاقتها بسوريا قد تنقطع للأبد، خاصة مع تراجع قوات الأسد رغم قتال ميليشيات «حزب الله» و»أبو الفضل العباس» الشيعية إلى جانب جيش النظام».
وأوضح عشقي أن «الملف الأمني والاتحاد الخليجي أبرز الملفات على طاولة قمة مجلس التعاون الخليجي بالكويت خاصة بعد الاتفاق النووي الإيراني الأخير، والمتغيرات الإقليمية والدولية التي تؤكد الحاجة إلى الترابط القوي بين دول الخليج سواء بمزيد من التعاون والتنسيق أو من خلال الاتحاد، إضافة إلى الاضطرابات في المنطقة في كل من سوريا ولبنان ودول ما يسمى بـ «الربيع العربي».
ولم يخف عشقي قلقه من إيران و»محاولة تقربها من دول الخليج» موضحاً أن «الجميع يترقب مواقف طهران في المرحلة المقبلة خاصة وأن البعض يعتبر أن السياسات المتشددة للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، والنهج المعتدل للرئيس الحالي حسن روحاني ربما تكون وجهان لعملة واحدة يقود سياساتها المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي، ومن ثم على الجميع أن ينتظر ولا يستعجل الحكم على سياسات إيران في المنطقة من الآن ولكن علينا التريث لبيان ما سيحدث في سياسات إيران بالمستقبل»، مضيفاً «محاولات التقارب الإيراني تحتاج مزيداً من الدراسة وعدم التسرع خلفها».
وبشأن موقف دول مجلس التعاون حيال الأوضاع في مصر، أوضح عشقي أن «هناك تقارباً في وجهات النظر داخل مجلس التعاون بشأن الأوضاع في مصر ومساندة الحكومة الانتقالية، خاصة مع ملاحظة التراجع التدريجي لتأييد قطر لجماعة الإخوان المسلمين، وتراجع تغطية قناة «الجزيرة» تدريجياً في هجومها على النظام الحالي»، لافتاً إلى أن «جماعة الإخوان أساءت استخدام السلطة في مصر بسعيها للتمكين والاستحواذ على مقدرات الدولة»، بينما شدد على «الدعم الكامل لمجلس التعاون للقيادة المصرية في المرحلة المقبلة».
وبشأن الأوضاع في البحرين، قال عشقي إن «المعارضة البحرينية أخذت أكبر من حجمها وإذا كانت هناك أصوات شاذة فهي قليلة ووجهة نظر المعارضة يجب أن تطرح بالحوار وليس بالمقاطعة».