رفضت إيران أمس (الثلاثاء) اقتراحاً تقدم به مسؤول سعودي بارز يرغب في مشاركة الدول العربية الخليجية في المفاوضات النووية مع القوى العظمى.
وقد توصلت طهران إلى اتفاق في نوفمبر مع مجموعة 5+1 ينص على تجميد بعض أنشطتها النووية لمدة ستة أشهر مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على اقتصادها.
لكن السعودية عبرت عن ريبتها من الاتفاق خشية أن يشجع ذلك طهران في مطامحها الإقليمية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم إن مثل هذا الطلب «لا مكان له»، مضيفة أن إيران تملك «آلياتها الذاتية للتشاور والحوار مع جيرانها».
وكان الأمير تركي الفيصل، مدير المخابرات السعودية سابقاً والسفير السابق في بريطانيا والولايات المتحدة، اقترح الأحد «ألا تقتصر المفاوضات حول إيران على مجموعة الدول الست؛ بل أن تضاف إليها مجموعة مجلس التعاون الخليجي لكي يكون هناك جمع كامل للدول المعنية في هذا الشأن».
وأضاف الأمير تركي الفيصل أن «إيران تقع على الخليج وأي مجهود عسكري أو غيره سيؤثر علينا كلنا ناهيك عن الاعتبارات البيئية التي تواجهنا جميعاً من أي منظومة نووية» في إيران.
واعتبر أن «الحوار القائم الآن منقوص ووجود دول مجلس التعاون على الطاولة سيكون له مردود جيد للجميع».
من جانب آخر رفضت إيران أمس عرضاً من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز للقاء نظيره الإيراني، ووصفت ذلك بالدعاية لتخفيف العزلة الإسرائيلية بسبب اتفاق نووي بين طهران والقوى العظمى.
وقالت المتحدثة مرضية أفخم للصحافيين «هذه الدعاية لمساعدة النظام على الخروج من عزلته ستثبت عدم جدواها».
وقالت إن عرض بيريز يهدف إلى مساعدة إسرائيل، العدو اللدود لإيران، على الخروج من عزلتها اثر معارضتها الصريحة للاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي في جنيف.
ورداً على سؤال الأسبوع الأحد الماضي حول لقاء محتمل مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، أجاب بيريز «لم لا؟ ليس لدي أعداء. المسألة لا تتعلق بشخص بل بسياسة».
غير أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية قالت إن إيران لن تعترف بالدولة العبرية ولن تغير موقفها. وقالت أفخم «لم ولن يكون هناك أي تغيير في موقف إيران ووجهة نظرها تجاه النظام الصهيوني».
إلى ذلك؛ دافع وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف عن نفسه ضد ما وصفه «بافتراءات وبذاءات وإهانات» من المحافظين المتشددين في الداخل الذين يتهمونه بتقويض الدولة ويطالبون بإعادة النظر في توليه منصبه.
ويشكو بعض المتشددين في إيران من أن المفاوضين قدموا الكثير من التنازلات في جنيف بموافقتهم على وقف تخصيب اليورانيوم لمستويات أعلى مقابل مجرد تخفيف محدود للعقوبات.
وتبرز هذه المعارضة من جانب أقلية صغيرة لكنها عالية الصوت التحديات التي يواجهها الرئيس حسن روحاني في سعيه لتحسين العلاقات مع الغرب دون استفزاز المحافظين الذين يهيمنون على البرلمان.
وذكرت وكالة أنباء فارس أن 20 من أعضاء البرلمان البالغ عددهم 290 كتبوا إلى روحاني يطالبونه بإعادة النظر في استمرار ظريف في منصبه بعد أن أدلى بتصريحات وصفوها بأنها «غير لائقة».