الكويت - وليد صبري:
حذّر الكاتب والمحلل السياسي عبدالوهاب بدرخان من أن «يقود الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة «5+1» الذي أبرم في جنيف في 24 نوفمبر الماضي، إلى هيمنة إيرانية على الشرق الأوسط بتكريس غربي أمريكي، رغم محاولات الولايات المتحدة والغرب طمأنة دول مجلس التعاون والعرب بوجه عام»، موضحاً أن «هناك قلقاً عربياً من الهيمنة الإيرانية، خاصة أن اتفاق «جنيف النووي» قاد إلى تحديد موعد مؤتمر «جنيف 2» حول سوريا والذي أعلن عن انعقاده الشهر المقبل».
وأضاف عبدالوهاب بدرخان، في تصريح لـ»الوطن، أنه «تم تحديد مؤتمر «جنيف 2» للسلام حول سوريا بعد ساعات من إنجاز الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى بإيعاز من الولايات المتحدة وروسيا، خاصة مع إجراء المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لقاءات في جنيف مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تزامناً مع إبرام الاتفاق النووي، وأعقبه إعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون موعد المؤتمر ما يدل على أن هناك تفاهمات أعمق واتفاقات دولية تتحكم بمجريات الحل السياسي بسوريا، قد لا يكون نظام الأسد والمعارضة أصحاب قرار فيها، وإنما مجبرون عليها».
وقال إن «هناك تسريبات وصيغ متداولة بشأن ما سيؤول إليه «جنيف 2» أبرزها تخلي إيران عن الرئيس السوري بشار الأسد كشخص، وليس عن سوريا أو نظام دمشق، فيما يتحدد دور «حزب الله» الشيعي اللبناني في المستقبل وفق الرؤية الإيرانية»، مشيراً إلى أنه «إذا تم انعقاد المؤتمر فإن نظام الأسد والمعارضة سيجلسان وجهاً لوجه على طاولة المفاوضات، ولا مناص من ذلك، وربما لا مجال للرفض من قبل أي منهما».
وقال إن «الحزب الشيعي ليس له دور محوري في جنوب لبنان ضد إسرائيل، وكأن هناك هدنة ضمنية بين الحزب الشيعي وإسرائيل بإيعاز من إيران خاصة بعد قرار 1701 الصادر من مجلس الأمن بعد حرب 2006».
وأوضح أن «إيران تركز على توجيه الحزب الآن للقتال بسوريا إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد والدفاع عنه دون أي مهمة أخرى، وبالتالي ما يقوم به الحزب الآن هو العبث بالخارطة السورية بإشراف طهران».
وبشأن تأثير التقارب الإيراني الغربي على قمة مجلس التعاون الخليجي بالكويت، قال بدرخان إن «القمة تراجع ما لديها على مستوى الخليج وعلى مستوى العالم العربي المشترك، والاتفاق لم يؤثر على مناقشات القمة، ومن جهة أخرى، من عام لآخر يعلن عن إنجاز خليجي ومشروع جديد يخدم شعوب دول مجلس التعاون، وأعتقد أن الاتفاق النووي الإيراني لن يؤثر على دول المجلس لكن المخاوف تكمن في بسط هيمنة إيران على الشرق الأوسط بتكريس أمريكي غربي».