أعلنت بريطانيا أمس (الأربعاء) أنها علقت المساعدات غير الفتاكة للمعارضة السورية في شمال البلد المضطرب بعد أن سيطر مسلحون إسلاميون على قواعد رئيسة للجيش السوري الحر، وذلك بعد خطوة مماثلة قامت بها الولايات المتحدة
وكانت السفارة الأمريكية في أنقرة أعلنت أن واشنطن علقت مساعداتها غير القاتلة لشمال سوريا بعد استيلاء الجبهة الإسلامية على منشآت للجيش السوري الحر المرتبط بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المدعوم من الغرب، عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
وقال ناطق باسم السفارة تي جي غروبيشا «بسبب هذا الوضع، علقت الولايات المتحدة تسليم أي مساعدة غير قاتلة لشمال سوريا».
إلا أن غروبيشا أوضح أن القرار لا يشمل المساعدات الإنسانية، لأنها توزع عن طريق منظمات دولية وغير حكومية. فيما صرح متحدث باسم السفارة البريطانية في أنقرة «ليست لدينا أية خطط لتسليم أية معدات طالما بقي الوضع غير واضح».
وكانت الجبهة الإسلامية المؤلفة من أبرز الألوية والكتائب الإسلامية المقاتلة في سوريا والداعية إلى إنشاء دولة إسلامية سيطرت مطلع الشهر الجاري على مقار تابعة لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر وبينها مستودعات أسلحة عند معبر باب الهوى بعد معارك عنيفة بين الطرفين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء أن هذه الجبهة سيطرت كذلك على المعبر الذي كانت تديره مجموعات عدة تابعة للجيش الحر، وعلى مقار هذه المجموعات الموجودة في المكان.
كما أشار إلى أن «جبهة النصرة» المتطرفة التي لا تنتمي إلى الجبهة الإسلامية سيطرت على كميات من الأسلحة الموجودة في المخازن على المعبر. وتستخدم هذه المخازن لتمرير الأسلحة وغيرها من المساعدات التي تتلقاها المعارضة المسلحة من الخارج عبر الأراضي التركية.
وكانت واشنطن أعلنت بدء تقديم مساعدات عسكرية «غير قاتلة» إلى المعارضة السورية في نهاية فبراير، وهي عبارة عن حصص غذائية وأدوية للمقاتلين وألبسة وأجهزة اتصالات ومناظير ليلية... وأعلنت بعد بضعة أشهر زيادتها بنسبة الضعف.
وفي لندن؛ حذّر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون من انتشار التطرف في سوريا في حال توقفت بلاده وحلفاؤها عن العمل مع الجماعات الراغبة بإقامة الديمقراطية فيها.
وقال كاميرون في جلسته البرلمانية الأسبوعية، رداً على سؤال حول سوريا، إن بريطانيا تنخرط بشكل كامل في جميع الجهود الرامية إلى جلب الأطراف المشاركة بالحرب المروعة الدائرة على أراضيها إلى طاولة المفاوضات في مؤتمر (جنيف 2) المقرر الشهر المقبل.
وأضاف علينا أن نواصل في الوقت نفسه العمل الذي نقوم به في مجال الإغاثة الإنسانية، لمساعدة الناس المتضررين من الحرب الدائرة في سوريا.
من جانب آخر اعتبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، دان حالوتس، أن إسرائيل تفضل بقاء حكم الرئيس السوري، بشار الأسد، لأن البديل للنظام في الوقت الحالي هي تنظيمات الجهاد العالمي مثل تنظيم القاعدة.
ونقلت صحيفة معاريف عن حالوتس إن النظام السوري يقتل مواطنيه يومياً، لكن علينا أن نعترف أن المعارضة السورية مؤلفة بالأساس من مسلمين متطرفين جداً مثل القاعدة.
وأردف أن السؤال حول ما هو جيد لإسرائيل، هو سؤال هام لأنه ينبغي أن نسأل أنفسنا إذا كنا نريد استبدال نظام سيء ونعرفه بأنه سيء جداً بما لا نعرفه، وهذا أمر ينبغي التفكير فيه بجدية.