قال لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه: «يا بني، ارجُ الله رجاءً لا تأمن فيه مكره، وخاف الله مخافة لا تيأس بها رحمته. يا بني، إذا جاءك الشيطان من قبل الشك والريبة، فاغلبه باليقين، وإذا جاءك من قبل السآمة، فاغلبه بذكر القبر والقيامة، وإذا جاءك من قبل الرغبة والرهبة فاخبره أن الدنيا مفارقةُ متروكة. يا بني، لا تكن حلواً فتبلع، ولا مراً فتلفظ. يا بني، ما ندمت على الصمت قط، وإن كان الكلام من الفضة كان السكوت من الذهب. يا بني، اعتزل الشر كيما يعتزلك، فإن الشر للشر خلق. يا بني، ليكن لك علو الهمة في طلب الجنة والعزم للشهادة في سبيل الله. يا بني، لا يأكل طعامك إلا الأتقياء، وشاور في أمرك الحكماء. يا بني، من كذب ذهب ماء وجهه، ومن ساء خلقه كثر غمه. يا بني، اعلم أن الجهاد ذروة سنام الإسلام».