كتب- حسن عدوان:
قال رئيس مجلس إدارة جمعية البحرين للإنترنت نواف عبدالرحمن، إن البحرين خطت، خطوات واثقة وسريعة على طريق التقدم في مجال الانفتاح على استخدامات التقنية الحديثة، منذ سنوات عديدة وكانت دائماً وأبداً السباقة إلى كل ما هو جديد ومفيد في هذا المجال الذي أخذ في الاتساع والتعقيد ليشمل ويمس كل مناحي الحياة.
وأضاف نواف عبدالرحمن في حوار مع «الوطن»، أن «ثورة الإنترنت وتقنية المعلومات والاتصالات جاءت في الـ 10 سنوات الأخيرة، لتدفع البحرين لفتح أبوابها لاستقبال أحدث الأجهزة والتقنيات وبرامج الحاسوب الآلي واستخدامات قنوات الإنترنت المختلفة وغيرها لتطبقها في المنزل والمكتب والمصنع وفي التعليم والصحة والإعلام والصحافة والبيئة وغيرها».
وأشار إلى أن» البحرين ضلت هي والمنطقة العربية بأسرها تفتقر إلى المحتوى الإلكتروني المحلي والإقليمي الذي يعكس هويتها وثقافتها وتاريخها واحتياجاتها في المجالات المختلفة سواء باللغة العربية أو الإنجليزية، التي تعد لغة الأعمال على مستوى العالم».
وقال إن:» المملكة أدركت، باختلاف قطاعاتها بدءاً بالحكومة الرسمية متمثلة في هيئة البحرين للحكومة الإلكترونية ومؤسسات القطاع المدني والقطاع الخاص، ضرورة الاهتمام بتنمية وتطوير المحتوى الإلكتروني لما لهذه العملية من نتائج إيجابية واضحة على تطور الاقتصاد الوطني، مضيفاً أن صناعة المحتوى الإلكتروني المحلي وعلى مستوى الإقليم ربطت البحرين بمن حولها من دول عربية وجعلتها تتعدى الحدود الجغرافية الطبيعية لتنطلق إلى العالمية ولتنافس في إنتاجها من المحتوى الإلكتروني على مستوى الوطن العربي بمعايير وضوابط عالمية مهدت الطريق لها للتنافس عالمياً في هذا المجال الهام والحيوي والمتغير في تقنيته، وأشار إلى أنه كل عام تظهر منتجات وتطبيقات إلكترونية جديدة تجعل الحياة أسهل وتدفع بالأعمال لتحقيق الفائدة والربحية وباقتصادات الدول إلى مستويات من التقدم لا حدود لها.
واوضح ان جمعية البحرين للإنترنت تأسست في عام 1999، تحت مسمى نادي الإنترنت ومن ثم تأسست رسمياً في يناير من عام 2003م وأصبحت امتداداً لجمعية الإنترنت الدولية وهي إحدى مؤسسات المجتمع المدني المتخصصة في مجال نشر الوعي ودعم وتمكين المجتمع بكل ما يخص استخدامات تقنية المعلومات والاتصالات والإنترنت مع توفير الفرص المناسبة لإطلاع المجتمع البحريني على أحدث التطبيقات والتطورات في هذا المجال عبر التجمعات والمؤتمرات والمنتديات والمعارض والمشاريع وعضوية المؤسسات والمنظمات العالمية المضطلعة بهذا الاختصاص. ولعبت الجمعية دوراً محورياً في عملية التوعية بأهمية وتشجيع المجتمع البحريني وبالأخص الشباب ومن ثم المجتمعات العربية الأخرى في إدخال التقنيات الحديثة في جميع مناحي الحياة وفي أهمية إنتاج وإثراء المحتوى الإلكتروني العربي. وبهذه الجهود والمبادرات أصبحت الشريك الأول والمساند لمبادرات حكومة البحرين في مجال تقنية المعلومات والاتصالات والإنترنت والتي تمثلها هيئة البحرين للحكومة الإلكترونية، بالإضافة إلى التعاون مع مؤسسات أخرى من القطاع العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات العالمية لتدعم جهودهما في تحقيق مسيرة التطور المحلي والإقليمي في هذا المجال ولكن بمقاييس عالمية.
وقال إن الجائزة العربية للمحتوى الإلكتروني «AEA» من قبل جمعية البحرين للإنترنت بالتعاون مع هيئة البحرين للحكومة الإلكترونية وجائزة القمة العالمية (WSA) من أجل تحديد المحتوى الإلكتروني ذو الجودة العالية وتشجيع الإبداع والابتكار في تطوير تطبيقات وسائط الإعلام الجديدة في العالم العربي. والهدف الرئيس للجائزة هو تعزيز وتشجيع الإبداع في مجال المحتوى الإلكتروني العربي وتخطيط التعاون بين الدول العربية في المنطقة فيما يتعلق بهذا المجال للوصول إلى مستوى دولي، ويتم تقييم المشاركين من خلال جائزة القمة العالمية وبنفس المعايير الدولية التي وضعتها.
الجائزة العربية للمحتوى الإلكتروني هي جزء من جائزة القمة العالمية لأنها تنفذ رؤيتها وتشاطرها الوعي بضرورة توفر المحتوى الرقمي المحلي بمعايير عالمية. والبروفيسور بيتر بروك هو رئيس لجنة التحكيم للجائزة العربية للمحتوى الإلكتروني، والإجراءات المتبعة في التسجيل والتقييم و عمل لجنة التحكيم تأتي وفقاً للمعايير الدولية التي حددها الخبراء من جميع أنحاء العالم في مجال المحتوى الإلكتروني.
ووفقاً للقواعد والضوابط التي يحددها مجلس إدارة جائزة القمة العالمية، فيحق للدول الناطقة باللغة العربية بالاشتراك في هذه الجائزة فمن بين 160 دولة أعضاء في الأمم المتحدة فقد أصبحت 22 دولة عربية مؤهلة للتنافس بالجائزة لعام 2013 من خلال مشاريع مبتكرة للمحتوى الإلكتروني تحت فئات الاختصاص التي حددتها جائزة القمة العالمية.
تعتبر الجائزة العربية للمحتوى الإلكتروني تجاوزاً منافسة جديدة على مستوى العالم العربي، حيث أطلقت رسمياً في عام 2009، إلا أن الاهتمام بالمشاركة فيها من قبل الدول العربية قد اتضح بشكل كبير في اشتراكات 2013 التي تم تقييمها في تالين بدولة أستونيا والنتائج المشرفة التي تمخضت عنها. ففي الوقت الذي قامت لجنة تحكيم جائزة القمة العالمية باختيار 40 فائزاً في أعمال المحتوى الإلكتروني على مستوى العالم قامت باختيار 23 فائزاً في الجائزة العربية لنفس العام، وهي قد خضعت جميعاً لنفس معايير المنافسة العالمية المعتمدة من جائزة القمة العالمية.
أما بالنسبة لجائزة البحرين للمحتوى الإلكتروني فهي أيضاً مبادرة لجمعية البحرين للإنترنت أطلقتها عام 2004 بالتعاون مع القطاع الخاص والعام. وكانت جائزة القمة العالمية «WSA» هي الدافع وراء تشكيلها لتكون المعنية بصناعة المحتوى الإلكتروني المحلي وتساعد على تحسينه وتطويره وتحفيز الإبداع والابتكار المحلي في هذا المجال. وتنظم جائزة البحرين للمحتوى الإلكتروني مرة كل سنتين تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات. وقد نظمت جمعية البحرين للإنترنت بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة الجائزة في عامي 2005 و2007، لكن منذ تأسيس وإطلاق هيئة البحرين للحكومة الإلكترونية في 2007، أخذت الجمعية بالتعاون معها في المجالات المختلفة لتقنية المعلومات والاتصال والإنترنت لتوعية المجتمع البحريني ونشر استخداماتها من أحدث تطبيقات وأجهزة عالية التقنية، حيث ركزت الجمعية تعاونها مع الهيئة في معظم نشاطاتها وجهودها الكبيرة فأصبحت هذه الجائزة تنظم منذ عام 2009 وحتى اليوم بالتعاون مع الهيئة. وبالنسبة للسنة فقد فاز في هذه الجائزة 20 مشروعاً في مختلف فئاتها والمشاريع تتفاوت بين مشاريع فردية ومشاريع من مؤسسات القطاع العام والخاص.
وعن منافسة البحرين للمستوى العالمي في جوائز المحتوي الإلكتروني، قال نواف عبدالرحمن « إحدى المشاريع الفائزة في جائزة البحرين للمحتوى الإلكتروني نافست في جائزة القمة العالمية للشباب هذا العام وقد كانت لمجموعة من الشباب البحريني الذين قاموا بإعداد المحتوى الإلكتروني لبوابة إلكترونية تقدم كل ما يتعلق بمرض السكري وهي بوابة هامة على مستوى البحرين حيث هذا المرض منتشر والمصابون به كثيرون، كما هو مهم للعالم بأسره وقد فازت بجدارة. كذلك كان هناك فائزون بحرينيون في الجائزة العربية للمحتوى الإلكتروني 2013 والذي تم تقييمه تبعاً للمعايير العالمية التي وضعتها جائزة القمة العالمية، نحن نطمح ومتفائلون برؤيتنا للمزيد من المشاريع البحرينية المنافسة في المستقبل سواء على المستوى العربي أو العالمي».
وأضاف «أرى أن الاهتمام في مجال إنتاج وتطوير المحتوى الإلكتروني في ازدياد وأتوقع أن عدد الاشتراكات سوف يزيد. وأما بالنسبة ما إذا كانت البحرين على مستوى التنافسية العالمية فجوابي نعم لأن اشتراكها في الجائزتين سواء العربية أو البحرينية خضع لمعايير جائزة القمة العالمية وهي معايير عالمية وضعت من قبل خبراء عالميين في المجال وطبقتها لجنتي تحكيم الجائزتين بدون أي تهاون أو استثناء. ثم إن عملية التحكيم تخضع لمعايير تضمن مستوى عالي ورفيع في التحكيم فهناك مراقبة وإشراف على العملية للتأكد من تطبيقها للمعايير لضمان نتائج سليمة بعيدة عن أي خطأ أو شبهة. وسوف تقوم الجمعية في تكثيف جهودها المستقبلية لدعوة الجميع للاشتراك للحصول على عدد أكبر يتيح تنافسية أكبر وفرص أكبر للاطلاع على المحتويات الإلكترونية المتداولة في البحرين على جميع المستويات وفي جميع الفئات الثمانية التي حددتها جائزة القمة العالمية».
وعبر عبدالرحمن عن فخرة بإعادة إنتخابه ضمن كبار المحكمين للجائزة القمة العالمية للشباب «WSYA». مشيرا الي ان إعادة الانتخاب وفرت لي فرصة جديدة لتمثيل مملكة البحرين في هذا المحفل العالمي، حيث إن هذه الجائزة بنفس أهمية جائزة القمة العالمية، حيث هي تشتمل على تحكيم العديد من المشاريع العالمية الرائدة في مجال تقنية المعلومات والمحتوى الإلكتروني والإنترنت ولكن في فئة الشباب ما بين 18 و35. لذلك إن إعادة انتخابي كمحكم للمرة الثانية دليل واضح على الثقة والتقدير الكبيرين الذي يوليه القائمون على الجائزة للكوادر البحرينية العاملة في هذا الميدان وهو الهدف الأساس والأسمى لأن هذه الخطوة ضمنت كرسياً هاماً لمملكة البحرين في إحدى الجوائز العالمية للمحتوى الإلكتروني وهي إحدى الخطوات التي خطوناها على طريق إيصال البحرين لمستوى التمثيل والمساهمة عالمياً في مجال استخدامات تقنية المعلومات والاتصالات والإنترنت.
وعن أبرز مشاريع الجمعية، قال «نعمل على عدد كبير من المشاريع لعام 2014 منها منتدى البحرين الدولي للحكومة الإلكترونية بالتعاون مع هيئة الحكومة الإلكترونية وعدد من مؤسسات المجتمع المدني، وأسبوع الإنترنت الخليجي بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة وعدد من مؤسسات المجتمع المدني علي مستوى الخليج العربي، وكذلك سوف تنظم الجمعية عدداً من ورش العمل المتخصصة وعدداً من المبادرات في مجالات تقنية المعلومات والاتصالات والإنترنت والمحتوى الإلكتروني.
ويعد نواف عبدالرحمن من الكوادر الوطنية الشابة التي تمتلك خبرات واسعة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات والإنترنت إذ يشغل حالياً منصب مدير تقنية المعلومات باللجنة الأولمبية البحرينية ويعمل على تطوير جميع الأنظمة والبنية التحتية لجهاز تقنية المعلومات للجنة.
و ساهم عبدالرحمن في العملية التحكيمية للأعمال الإلكترونية التي شاركت في القمة العالمية «WSA» الأخيرة مع 20 محكماً من مختلف دول العالم تم اختيارهم بعناية فائقة.