كتبت - زينب أحمد:
أكد إعلاميون عرب أن (حوار المنامة) كان نقطة انطلاق لحل كثير من الملفات العالقة في المنطقة، مشيرين إلى أن جلسات الحوار وهوامشه شهدت الوقوف على حقيقة العلاقات بين واشنطن ودول مجلس التعاون، وترحيباً بالاتفاق النووي بين دول (5+1) مع إيران، وأظهرت الجلسات شفافية متناهية في تطور مسيرة مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى قضايا سوريا ومصر، وسواها من قضايا.
وقالت الكاتبة في جريدة الحياة المحللة السياسية راغدة درغام: إن مؤتمر حوار المنامة الذي استضافته البحرين هذه السنة كان بمثابة أناقة دبلوماسية وشفافية سياسية، ظهرت في فتح باب النقاش الصريح بطرح هموم المنطقة الخليجية لعدة أسباب منها التغيرات والإحداثيات التي تمر بها، مردفة بأن جلسات مؤتمر حوار المنامة هذه السنة كانت متألقة دبلوماسياً لتناولها نقطة الاختلاف بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية.
وأكدت أن البحرين حققت نجاحاً كبيراً باستضافتها هذا النوع من الوسائل خصوصاً الكلمة التي ألقاها وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل بالنسبة للعلاقات الأمريكية وفتح العلاقات الثنائية.
بدورها بينت رئيسة مركز الإمارات للسياسة ابتسام الكتبي أن المؤتمر جمع بين النظرية التطبيقية والتحولات والتغيرات الجيوسياسية في الإقليم خصوصاً بمنطقة الخليج العربي، وجاء ليرسخ الدور البحريني وللاطلاع على مستجدات العمل الخليجي، مشيرة إلى أن جلسات مؤتمر حوار المنامة كانت مختلفة عن غيرها من خلال تواجد الأطراف الفاعلة الإقليمية وطرحها للقضايا السورية بشكل عام، وقد حققت البحرين مكانة دبلوماسية ويجب وضع لوغو المعهد الدولي ووزارة الخارجية البحرينية على مساهمتها في إنجاح المؤتمر.
ورجحت الكتبي أن يكون رفض سلطنة عمان الانضمام إلى الاتحاد الخليجي جاء لأسباب خاصة، وربما لا تكون جاهزة لذلك لأن لكل دولة اعتباراتها الخاصة، لكن تظل عمان من ضمن دول مجلس التعاون الخليجي.
وأوضحت الكتبي أن جلسات المؤتمر هذه السنة حرصت على طرح الإرهاب السري الذي تمارسه إيران في فتح جماعات إرهابية، مردفة بأن المؤتمر بشكل عام يعطي الأولوية للإرهاب وإيران.
من جانبه قال الصحافي في قناة العربية الفضائية ناجي الحرازي إن سعة الصدر التي يطرحها المؤتمر لا تتجلى بوضوح فقط في القضايا الحساسة التي يناقشها المؤتمر، والتي كانت حتى وقت قريب حكراً على دوائر ضيقة هنا وهناك، بل تتجلى أيضاً في ما قد يطرحه بعض المشاركين في أعمال الحوار بشكل رسمي أو شخصي أمام عدسات المصورين ومسجلاتهم أم خلف الأبواب المغلقة، وإنما هذه الحكمة وسعة الصدر أيضاً بوضوح لا يقبل الشك عندما دعت البحرين المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره الرئيس لندن، لفتح فرع له في المنامة العام 2010، كما تجلت ليس فقط في الحرص على انعقاد الحوار في موعده المحدد -قبل وبعد افتتاح فرع المعهد في المنامة- بل في زيادة أعداد الراغبين في المشاركة في مداولاته، وبالتالي في زيارة مملكة البحرين، رغم ما يقال عن أزمة داخلية تتناقل أخبارها بعض وسائل الإعلام من حين لآخر.
وأشار الحرازي إلى أن هذا الحضور المتنامي لم يقتصر فقط على مشاركة عشرات الخبراء والمستشارين وبعض واضعي سياسات واستراتيجيات بلدانهم المتعلقة بالقضايا التي تطرح في أعمال الحوار، بل اتسع ليشمل رؤساء حكومات ووزراء دفاع وخارجية وإعلام ومستشاري أمن قومي وصانعي قرار لا يشق له غبار في أنحاء مختلفة من العالم، وكل هؤلاء باتوا اليوم يحرصون على زيارة البحرين سنوياً والمشاركة في فعاليات حوار المنامة، الذي أصبح اليوم واحداً من أهم التجمعات والمؤتمرات المعنية بقضايا الأمن العالمي والإقليمي.
وأضاف: إن حوار المنامة بات اليوم بشهادة الخبراء والمتابعين وصانعي القرار واحداً من أهم الأحداث الدولية التي تحرص مملكة البحرين على تنظيمها أو استضافتها بشكل دوري وفي وقتها المحدد، منفردة أو بالتعاون مع منظمات وهيئات دولية متخصصة.