يوجّه الوالدان لأطفالهما الكثير من الأوامر المتعلقة بالطعام، مثل تناول كل الطعام الذي في الطبق أمامك أو أنت اليوم محروم من الحلويات أو لن نسمح لك باللعب قبل أن تأكل؛ ظناً منهم أنهم يحافظون بذلك على نظام غذائي سليم لأطفالهم.
وأظهرت دراسة قامت بها مجموعة من العلماء أن بعضاً من هذه الأوامر لا يعود بالنفع على الأطفال، وأن تدخل الأهل بهذه الطريقة يترك آثاراً عكسية في بعض الأحيان.
وتبين أن الأطفال الذين مُنعوا من تناول أنواع معينة من الطعام يعانون من الوزن الزائد، وعلى العكس من ذلك، تبين أن الأطفال الذين تم إجبارهم على الأكل أو تناول كل ما في طبقهم كانوا أقرب للوزن الطبيعي.
وبيَّنت الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن ما بين 50 و60% من الأهل يطلبون من أبنائهم إكمال وجبتهم حتى آخر لقمة في الطبق، بينما يشجع 30 إلى 40% منهم أبناءهم على الاستمرار بالأكل حتى بعد إحساسهم بالشبع.
مثل هذا السلوك الذي يتبعه الأهل لإجبار أبنائهم على تناول الطعام نراه يتكرر بنسبة أعلى لدى أهالي الأطفال الذين يتمتعون بوزن طبيعي أو يعانون من نقص في الوزن، إلا أن مثل هذا السلوك ليس حكراً على هذه الفئة من الأهالي، فهو يتكرر أيضاً لدى أهالي الأطفال الذين يعانون زيادة في الوزن وإن كان بنسبة أقل أي أن الأهل يتصرفون بهذه الطريقة بغض النظر عن وزن الطفل.
الآباء أكثر إلحاحاً من الأمهات
كما تبين أن الآباء أكثر إلحاحاً من الأمهات، ويمارسون ضغطاً أكبر على أبنائهم وبناتهم لتناول الطعام، ولُوحظ أيضاً أن نصيب الأطفال الذكور من هذه الضغوط أكثر من الإناث لحثهم على تناول المزيد من الطعام.
ويترك إجبار الطفل على تناول الأكل آثاره السلبية على الاستجابة الطبيعية للشعور بالجوع لديه، ما يؤدي إلى اضطرابات في تقبله للطعام وبالتالي لزيادة غير صحية في الوزن.
ووجدت الدراسة أيضاً أن منع أنواع محددة من الأطعمة عن الأطفال كانت ممارسة شائعة لدى الكثير من الأهالي لكلا الجنسين، وكانت النتيجة أنّ منع الطفل عن تناول نوع معين من الطعام يجعله أكثر اهتماماً به، ويجعله يتناول منه كميات أكبر كلما سنحت له الفرصة لذلك. وبالتالي يفضل ترك الأطفال يتناولون ما يرغبون من طعام لكن باعتدال.
وأخيراً قدم الباحثون نصيحة للأهل تقضي بمراقبة أوزان أبنائهم، والحرص على اتباع عادات غذائية صحيحة بدلاً من صبّ جلّ اهتمامهم بإنهاء الوجبة أو عدم تناول الحلويات والمأكولات الأخرى.
كما أكد الباحثون ضرورة تناول الأطفال وجباتهم مع العائلة، لأن ذلك يسهم في ترسيخ عادة اختيار الطعام الصحي. كما يفضل الباحثون تشجيع المراهقين على القيام باختيار الأسلوب المناسب للحفاظ على أوزانهم بأنفسهم، وأن يهتم الأهل بتغيير العادات الغذائية عند الطفل عبر تحسين علاقته بالطعام وتناول حمية متوازنة.