منذ العام 1971، ونحن نحتفل بيوم الاستقلال الذي تحقق بفضل من الله تعالى، ثم فضل قيادتنا في عهد المغفور له بإذن الله أميرنا الراحل عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة، وبمؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء طال عمره ودام عزه، الذي قاد فريق المباحثات مع شاه إيران والحكومة البريطانية، وبمساندة من مليكنا المفدى عندما كان ولياً للعهد وشعب البحرين الأبي قاطبة، وبذلك برز بوضوح ويقين أن البحرين وطن عربي إسلامي ذو سيادة كاملة، ووضع حد نهائي لتلك المطالبات الإيرانية الزائفة بأن البحرين ولاية تابعة لها، ومستعمرة لبريطانيا.
ومن حسن الطالع، وتفهم شعوب العالم لإرادة هذا الشعب، أن غدت البحرين عضواً في الأمم المتحدة، والجامعة العربية، والمنظمات الأممية المختلفة والمتعددة والمتخصصة، وأسهمت بإسهامات إيجابية، وكان للوفود البحرينية حضور ودفع إلى الأمام في إثراء تلك المنظمات والهيئات العربية والأممية.
واختطت بلادنا لها طريقاً وسطاً، يصادق الجميع، ولا يعادي أحداً، وظهر هذا جلياً من خلال عضويتها في منظومة دول عدم الانحياز، وبذلك كسبنا ود واحترام العالم أجمع.
إن ما حدث في البحرين من أحداث مؤسفة ومؤلمة بدءاً من 14-2-2011، بدعوات من إيران، وتحريض منها لفئة مغرر بها لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وتكرير النغمة الإيرانية النشاز عن طريق قيام ثورة في الداخل، تمهد لتدخل إيران سافر يساند «الثوار»، وإحداث انقلاب على الحكم والحاكم الشرعي، والذي هو ضد الإرادة الشعبية المتمسكة بالنظام والملك الشرعي.
فشل المخطط البغيض، وسقطت راياته بعون من الله جلت قدرته، ويقظة القيادة وأبناء البحرين الشرفاء عندما حبوا كرجل واحد تحت مسمى تجمع الفاتح، رافضين ومنددين بالمخطط الشيطاني، ومستعدين للدفاع عن الوطن وأهله ومكتسباته، بكل ما يملكون من أموال وأرواح، دون اعتماد على أي قوى خارجية متلونة، إلا درع الجزيرة. وها هي مملكة البحرين الغالية بعد النصر المبين تسير في طريق المجد والسؤدد والبناء والتقدم. وحقيقة، فمن الواجب أن يكون عيدنا الوطني المجيد هذا العام عيد الكرامة، ويحمل في طياته استذكار ملحمة القائد الفذ أحمد الفاتح وجنده، إضافة إلى استفتاء الاستقلال ونتائجه، والاستفتاء على الميثاق الوطني، وتدشين المشروع الإصلاحي، وإحباط الانقلاب، ودحر العدد الظاهر والمستتر.
وعليه، أقول إن عيدنا هذا العام يجب أن يختلف عن باقي الأعياد التي مضت، احتفال يليق بتلك المناسبات العظام، ولتعد لحمتنا الوطنية إلى سابق عهدها، بحرينيون عرب مسلمون بقيادة مليكنا المفدى وبهذه المناسبة السعيدة، أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، بمناسبة احتفالات البلاد بذكرى العيد الوطني وتسلم جلالة الملك مقاليد الحكم. وإلى شعب البحرين الوفي، قال تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون).
يوسف محمد بوزيد