تونس - (وكالات): قالت مصادر أمس إن الحزب الإسلامي الحاكم في تونس والأحزاب المعارضة اتفقوا على تسمية وزير الصناعة مهدي جمعة كرئيس للوزراء في حكومة انتقالية ستدير شؤون البلاد لحين إجراء انتخابات العام المقبل.
ويأتي تعيين جمعة في إطار اتفاق سيسلم بموجبه حزب النهضة الإسلامي السلطة في الأسابيع القليلة المقبلة كوسيلة لإنهاء أزمة هددت انتقال تونس إلى الديمقراطية بعد انتفاضة عام 2011.
وحصل مهدي جمعة على 9 أصوات من أصل 12 فيما امتنعت جبهة الإنقاذ عن التصويت. وفي وقت سابق أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل «المركزية النقابية» أمس أن جلسة أخيرة من المفاوضات تجري بين المعارضة العلمانية وحركة النهضة الإسلامية الحاكمة لاختيار شخصية مستقلة يفترض أن تشكل حكومة غير متحزبة تقود البلاد إلى انتخابات عامة.
والمركزية النقابية هي الراعي الرئيس لمفاوضات بين المعارضة وحركة النهضة لحل أزمة سياسية حادة تتخبط فيها تونس منذ اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي في 25 يوليو 2013.
وكان من المقرر أن تعقد المركزية النقابية وعمادة المحامين والمنظمة الرئيسة لأرباب العمل «أوتيكا» والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وهي المنظمات الأربع الراعية للمفاوضات، مؤتمراً صحافياً لإعلان «فشل» أو «نجاح» المفاوضات. وقالت المركزية النقابية على صفحتها الرسمية في «فيسبوك» إن المؤتمر الصحافي سيعقد «مباشرة بعد انتهاء الجلسة العامة الحالية والتي يتم فيها حالياً الاستماع إلى مواقف الأحزاب». وصرح مولدي الجندوبي الأمين العام المساعد في المركزية النقابية لوسائل إعلام أنه «لم يسجَل أي تقدم في المشاورات بعد مرور أكثر من ساعة على انطلاق الجلسة العامة للحوار الوطني».
وقال إن «المصلحة الوطنية تستوجب مزيداً من الانتظار قبل عقد المؤتمر الصحافي». وكانت الحكومة التي يرأسها علي العريض القيادي في حركة النهضة وافقت على خارطة طريق طرحها المنظمات الأربع الراعية للمفاوضات لإخراج تونس من الأزمة السياسية التي فجرها اغتيال محمد البراهمي. وقبلت الحكومة بموجب الخارطة التنحي وفسح المجال لحكومة مستقلة لكنها اشترطت قبل ذلك مصادقة المجلس التأسيسي على الدستور الجديد لتونس وتحديد تاريخ الانتخابات العامة المقبلة.
وقال فتحي العيادي رئيس مجلس الشورى وهو أعلى سلطة تقريرية في حركة النهضة إن الحركة لاتزال «متمسكة» بترشيح أحمد المستيري لرئاسة الحكومة المقبلة. ورفضت أبرز أحزاب المعارضة ترشيح المستيري بسبب تقدمه في السن.