بحرين.. تسامي الروح على معنى الألم، بحرين.. عشق العربي لترابه، لهوائه، لمائه، لاختلاج الذكرى على ضفاف الخليج. بحرين سفينة عبرت والبحر ما أقساه وما أهوجه. بحرين وردة بيضاء حمراء نبتت، غير أن الريح العاصفة مرت من هنا والوردة ما انحنت ولا ذبلت.
يشعر الأب المؤسس بالفخر وهو يراقب وردته 230 عاماً عيناً تقاوم المخرز، يداً تناهض الانقسام، تعبر منعطفات التاريخ فتخرج أكثر رسوخاً، عربية إسلامية مستقلة يقودها أهلها بكثير من الأمل وكثير من العمل.
42 عاماً والبحرين دولة في الأمم المتحدة لم تمد يدها يوماً إلا للسلام، ولم تحن رأسها، وهي الدولة الصغيرة، أمام أحد، ولم تغمض عينها عن مأساة أحد، كل ما تبغيه أن يعيش مواطنوها في دولة عصرية محترمة، وألا يموت العرب والمسلمون ببنادق الظلم والقهر.
14 عاماً والبحرين في قلب جلالة الملك المفدى، وهو في قلبها، يقودها نحو الإصلاح بثبات رغم وعورة الطريق وكثرة الطامعين، يشد على أيدي كبيرها وصغيرها، يجمع قلوبهم، يدعوهم إلى هدف واضح لا لبس فيه: الإصلاح مع الحفاظ على عروبة البحرين وإسلاميتها. ويفتح الباب أمام الجميع تحت سقف الوطن.
يحق لهذه الدولة الصغيرة أن تفرح بأعيادها، ويحق للبحريني أن يقبّل علمه، فللعلم هنا رمزيته التي تتجاوز حتى ثنائية الانتماء والولاء.
فالعلم الذي تمزقه التفجيرات في العراق، والعلم الذي لم يعد يقي السوريين برد الشتاء، والعلم الذي يلف فيه الفلسطينيون شهداءهم، هو غير العلم الذي يزين بيوت البحرينيين بهجة وانتصاراً وبقاءً. فتحية لكل من صان هذا العلم، تحية لكل من يقف في برد الشتاء وحر الصيف ليحفظ أمن هذه البلد ورمزية علمها. إنه العلم الذي يؤوينا جميعاً.