أكد رئيس رابطة علماء الشريعة لدول مجلس التعاون الخليجي، د. عجيل النشمي أن دبي وقطر والبحرين والكويت لديها القدرة على أن تكون مركزاً مالياً إسلامياً في المنطقة.
وأضاف النشمي في كلمة أمس-خلال مؤتمر شورى الفقهي الخامس في الكويت تحت رعاية بنك الكويت المركزي- أن منطقة الخليج قادرة على صناعة سوق مالية تكون مركزاً لقطاع الصيرفة الإسلامية، ومن بين المشاريع المؤهلة تطوير المدينة الاقتصادية في شمال جدة بالسعودية بقيمة 27 مليار دولار.
وأوضح أن تحديات المؤسسات الإسلامية تكمن في محدودية السيولة لديها، مقارنة بالبنوك والشركات العملاقة وشركات التأمين الكبيرة، إضافة إلى أن العديد من البدائل الشرعية لايزال تطبيقها أمراً عسيراً، كما إن المنافسة من خلال تلك البدائل الشرعية مقارنة بالمنتجات المالية التقليدية محدود للغاية.
وأشار إلى أن المؤسسات المالية الإسلامية أثبتت قدرة كبيرة على مواجهة الأزمات المالية العالمية، ما جعلها تتبوأ مكانة كبيرة في الصناعة المالية العالمية، مستدلاً على أن فرنسا أعلنت ترحيبها بالأدوات المالية الإسلامية من خلال الهيئة الفرنسية العليا للرقابة المالية التي أصدرت قراراً بتقديم تسهيلات للمؤسسات الإسلامية والمتعاملين في الأسواق المالية الفرنسية .
وقال: «يكفي أن نعلم أن عدد البنوك الإسلامية بلغت 22 بنكاً في إنجلترا، و3 في فرنسا، و4 في سويسرا، و2 في ألمانيا، بالإضافة إلى فرع واحد في كل من روسيا وأيرلندا وتركيا واليابان وأمريكا».
إلى ذلك، قال محافظ بنك الكويت المركزي، د. محمد الهاشل إن العمل المصرفي والمالي أظهر على المستوى العالمي مدى تقدم الصناعة المالية الإسلامية وانطلاقها خارج الحدود المحلية والإقليمية، موضحاً أن هذه الصناعة انتقلت إلى مرحلة النضج الحقيقي في الرؤية والأهداف والاستراتيجيات ومنهجية العمل والنشاط. وقدر الهاشل حجم السوق العالمية للخدمات المالية الإسلامية مقاسا بحجم الأصول بأكثر من 1.7 تريليون دولار، مسجلاً بذلك نقلة نوعية واسعة مقارنة بمستواها البالغ نحو 150 مليار دولار في منتصف التسعينات. كما زاد عدد المؤسسات المالية الإسلامية الى أكثر من 600 مؤسسة تعمل في أكثر من 75 دولة حول العالم. وقال الهاشل إن أبرز التحديات التي تواجهها الصناعة المالية الإسلامية توفر مواصفات القائمين على الرقابة الشرعية للعمل في المصرف الإسلامي، إضافة إلى ذلك فإن حجم المخاطر التي تنطوى عليها المعاملات المصرفية والمالية سواء كانت تقليدية أو إسلامية، قد أضحى حقيقة، لاسيما مع تكرار الأزمات التي يتعرض إليها النظام المالي العالمي.