عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان «مقتل العشرات بينهم 28 طفلاً في قصف جوي نفذته القوات النظامية السورية على أحياء في مدينة حلب شمال سوريا، في حصيلة هي الأكثر دموية منذ لجوء النظام إلى سلاح الطيران في مواجهته مع المقاتلين المعارضين قبل 18 شهراً. وفي جنيف، أعلنت الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين يمكن أن يتجاوز 4 ملايين لاجئ نهاية 2014. وأعلن المرصد السوري أن قوات النظام قصفت بـ «البراميل المتفجرة» أحياء في مدينة حلب يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، ما تسبب بمقتل العشرات هم «28 شخصاً دون سن الـ 18 و4 سيدات و44 من الذكور». وهذه الحصيلة هي الأعلى جراء قصف جوي منذ بدء النزاع قبل 33 شهراً. وشملت الغارات 6 أحياء. ووصف مركز حلب الإعلامي الذي يضم مجموعة من الناشطين الإعلاميين القصف بأنه «غير مسبوق». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن النظام «غالباً ما يلجأ إلى البراميل المتفجرة» في حملات القصف الجوي التي يقوم بها في مناطق مختلفة من سوريا. وأوضح أن أدوات القصف عبارة عن «براميل من الحديد توضع في داخلها طبقة من الإسمنت المسلح وتحشى بمادة تي ان تي وقضبان من الحديد لتؤدي إلى قدرة قتل وتدمير أكبر».
ويتم إلقاء البراميل من الطائرات الحربية والمروحية من دون أي نظام توجيه، ما يتسبب بقتل الكثيرين ويجعل القصف بواسطتها غير دقيق تماماً في إصابة أهدافه، لكنه، بحسب خبراء عسكريين، أقل كلفة بكثير من الصواريخ أو القنابل. في غضون ذلك، حذرت الأمم المتحدة من أن عدد السوريين اللاجئين خارج بلادهم قد يصل إلى 4.1 ملايين لاجئ بحلول نهاية 2014 مقابل 2.4 مليون مسجلين حالياً.
وتتوقع الأمم المتحدة لعام 2014 حاجات تمويلية بمستوى 6.5 مليار دولار لتلبية حاجات اللاجئين السوريين، مشيرة إلى أن التمويل الذي تم تأمينه لبرنامج المساعدات خلال 2013 لم يصل سوى إلى 67% من الحاجات حتى 15 ديسمبر. ويتحمل لبنان، البلد الصغير المجاور لسوريا، أكبر عبء بين الدول المضيفة للاجئين. وأفادت أرقام وزعتها المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين في لبنان ارتفع إلى 842 ألفاً، وعدد اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا إلى 52 ألفاً. مضيفة أن «واحداً من كل 5 من سكان لبنان المقدر بـ 4.2 ملايين «20%» هو من اللاجئين الجدد».
وأعلن برنامج الغذاء العالمي أن نحو نصف السكان داخل سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن ثلثهم في «حاجة ملحة» لمساعدة غذائية للبقاء على قيد الحياة. وارتفعت أسعار الخبز في سوريا بنحو 5 أضعاف منذ اندلاع النزاع الدامي في البلاد منذ 33 شهراً، بحسب ما أعلنت لجنة الإغاثة الدولية.
سياسياً، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن المساعدة الأمريكية غير القاتلة للجيش السوري الحر التي علقت قبل أيام إلى شمال سوريا قد تستأنف «سريعاً جداً». وعلقت المساعدات الأمريكية والبريطانية إلى المعارضة بعد سيطرة مقاتلين من الجبهة الإسلامية التي تضم أبرز التنظيمات الإسلامية المقاتلة ضد النظام، على مخازن للجيش السوري الحر على مقربة من الحدود مع تركيا.
وقد ذكرت صحيفة «حرييت» التركية استناداً إلى وثائق رسمية تركية وأممية أن تركيا سلمت مقاتلي المعارضة السورية منذ يونيو الماضي، 47 طناً من الأسلحة والذخيرة رغم نفي أنقرة المتكرر.
من جهة أخرى، زار السفير القطري الجديد في لبنان علي بن حمد المرِّي نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في زيارة ذات طابع بروتوكولي لكن ملفتة نتيجة المواقف المتباعدة لكل من الحزب وقطر من المسألة السورية، وفقاً للمكتب الإعلامي لـ «حزب الله». وتأتي الزيارة بعد أسبوعين من إعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن موفداً قطرياً زاره، قائلاً «إن قطر في الآونة الأخيرة ربما تعيد النظر بموقفها في المنطقة واستراتيجيتها».