أكد الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب د.محمد كومان أن بعض الجهات التي تناسبها أوضاع البلبلة والانفلات الأمني ما تفتأ تضع العقبات في سبيل العمل الأمني، باستهداف رجال الشرطة وتشويه سمعتهم، بتدنيس تضحياتهم والتشكيك في دوافعهم، بالأراجيف الكاذبة والشائعات المغرضة التي تفكك لحمة المجتمع وتفتُ في عضده.
وأوضح د.محمد كومان، في رسالة له بمناسبة يوم الشرطة العربية، «لكننا في أجهزة الشرطة العربية لا نبالي بالتضحيات ولا نلتفت إلى المعاناة، لا تهمنا الأراجيف ولا تعنينا الأكاذيب، أرواحنا على أكفنا قرباناً للوطن، وآذاننا صماء عن كل ما يثبط العزيمة ويحول دون الرسالة الشريفة، وأن الجهة الوحيدة التي تعنينا هي المواطن الذي نذرنا أنفسنا لحمايته والذي لا غنى لنا عن مساندته ومعاضدته، لأن أي عمل أمني لا يحظى بدعم ومساندة المواطنين محكوم عليه بالفشل سلفاً».
وأضاف «يأتي احتفالنا هذا العام بيوم الشرطة العربية في ظروف أمنية دقيقة تعيشها أغلب بلدان المنطقة العربية، ظروفٍ تتميز باستفحال الجريمة والإرهاب وانتشار السلاح والقرصنة الإلكترونية وتهريب البشر والمخدرات وسائر السلع الاستهلاكية...في ظروف كهذه يجب أن نستلهم المعاني النبيلة التي تحملها ذكرى يوم الثامن عشر من ديسمبر عام 1972م، يوم تلاقت فيه إرادة صناع القرار الأمني في الدول العربية، في أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن العرب بمدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة، على الوقوف صفاً واحداً في وجه الإجرام، وعلى تسخير كل الإمكانات وبذل كل التضحيات من أجل أمن المواطن وسلامة الوطن». وأشار إلى أن إنجازات كبيرة تحققت منذ ذلك التاريخ جعلت العمل الأمني العربي المشترك يحظى بالتقدير عربياً ودولياً، لكن ميزة الأمن العربي- وسر نجاحه أيضاً – تكمن في عدم الاكتفاء بما أنجز أو الركون إلى ما تحقق، في الحرص على التطوير المستمر وعلى ارتياد الدروب المستجدة.
وأكد أنه في هذه الظروف التي تشهد تحديات أمنية متنوعة وتحولاً شبه يومي في مجالات الإجرام وأدواته نحن بحاجة إلى استحضار روح الثامن عشر من ديسمبر، إلى رص الصفوف وتعزيز التعاون واستجلاء سبل المواجهة الفعالة للإجرام المتنوع المتجدد.
وقال إن من أولويات جهودنا العمل على تعزيز العلاقة مع المواطن ومع فعاليات المجتمع المدني، خاصة أن الذين لا يناسبهم استتباب الأمن لا يدخرون جهداً لتوتير هذه العلاقة.
وأوضح د.محمد كومان أن كثيراً من المواطنين يؤمنون أصلاً بضرورة العمل الأمني ويقدرون التضحيات التي تقدمها أجهزة الشرطة والأمن في هذا المجال، والقليل من المواطنين الذين لم يكونوا على وعي تام بأهمية العمل الوطني أفاقوا – مع الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية – على هول الانفلات الأمني وعلى حجم المعاناة التي يتكبدها رجال الشرطة في سبيل راحتهم وطمأنينتهم.
وشدد على أنه «ينبغي لنا اليوم أن نعمل على تعزيز هذا الشعور من خلال تمتين اللحمة بين الشرطة والمجتمع عن طريق المضي قدماً في تعزيز احترام حقوق الإنسان ورعاية المواطنين وتقديم كل أوجه الدعم لهم في إطار شرطة مجتمعية قريبة من هموم المواطنين حريصة على مد يد العون والمساعدة لهم في كل مناحي الحياة».
وأضاف «ينبغي لنا أيضاً أن نعمل على تعزيز شعور آخر نبيل لا غنى عنه لنجاح العمل الأمني، ألا وهو شعور المواطن بمسؤوليته الشخصية عن استتباب الأمن والاستقرار، وهو شعور كشفت الأحداث الأمنية التي شهدتها المنطقة عن تجذره لدى كثير من الناس، فكم هي رائعة تلك المظاهر التي رأيناها خلال الأحداث لاضطلاع المواطنين بمهام الحراسة وتسيير دوريات وإقامة متاريس لمواجهة المجرمين، وتواصل دائم مع الوحدات الأمنية».
وأكد أنه «يجب أن نعمل على بقاء هذا الشعور حاضراً في وجدان المواطنين على الدوام غير محدود بأوقات الأزمات .. أن يكون هذا الشعور دافعاً إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية، حاملاً على التشارك معهم في مواجهة الجريمة، مستنداً إلى وعي حقيقي بأن مواجهة الشر والإجرام لا تتأتى بالجهود الأمنية فحسب بل لا بد من رفدها بجهود المواطنين وفعاليات المجتمع المدني المختلفة».
وقال الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب د.محمد كومان إنه «عندئذ نكون قد أقمنا شراكة مجتمعية فعالة في مواجهة الجريمة، تعزز التضحيات التي يقدمها رجال الشرطة العرب، والتي يشكل تقديرها والاعتراف بها وتكريم أصحابها معنى آخر نبيلاً من معاني الثامن عشر من ديسمبر المجيد».