عواصم - (وكالات): قتل العشرات في غارات جوية جديدة نفذها الجيش السوري على مدينة حلب شمال سوريا، في تصعيد متواصل لليوم الثالث على التوالي ضد الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 15 شخصاً بينهم طفلان وفتى وسيدة قتلوا في قصف بالطيران الحربي على مناطق في حي الشعار» شرق حلب.
كما قتل 3 أشخاص في قصف الطيران الحربي على حي المعادي، وتعرض حيا القاطرجي وضهرة عواد كذلك لقصف جوي. وتقع هذه الأحياء في الجهة الشرقية من مدينة حلب.
وقتل 20 شخصاً أمس الأول في قصف «بالبراميل المتفجرة» ألقتها طائرات على حيين آخرين في المدينة، بحسب المرصد، وهم 12 بينهم 4 أطفال في حي الإنذارات، و8 رجال في حي الأنصاري. وكان 76 شخصاً بينهم 28 طفلاً قتلوا الأحد الماضي في قصف «بالبراميل المتفجرة» نفذته القوات النظامية على 6 أحياء في حلب، في حصيلة هي من الأكثر دموية لقصف جوي منذ لجوء النظام إلى سلاح الطيران في مواجهته مع المقاتلين المعارضين قبل 18 شهراً، بحسب المرصد.
ومع استمرار النزاع الذي أودى بأكثر من 126 ألف شخص، أكدت الأمم المتحدة رسمياً أن المؤتمر الدولي الهادف للتوصل إلى حل للنزاع، والذي اصطلح على تسميته «جنيف 2»، سيعقد في بلدة مونترو السويسرية.
وقالت خولة مطر الناطقة باسم الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إن المؤتمر «سيعقد في مونترو لأسباب لوجستية»، وذلك بسبب إشغال الفنادق في جنيف خلال فترة عقد المؤتمر المحدد في 22 يناير المقبل.
وأضافت أن أعمال المؤتمر ستتوقف لبعض الوقت بعد ذلك «على ان تستأنف في 24 يناير في قصر الأمم «مقر الأمم المتحدة» في جنيف»، حيث سيعقد وفدا النظام السوري والمعارضة لقاءً ثنائياً لبدء مفاوضات السلام في حضور الإبراهيمي.
ولا يزال النظام والمعارضة على خلاف عميق حول المؤتمر وأهدافه، رغم إعلان الطرفين المشاركة فيه. وفي سياق التحضير للمؤتمر، تشهد مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق اجتماعات للأطراف الكردية السورية تبحث مسألة توحيد الخطاب خلال مؤتمر «جنيف 2»، وذلك بإشراف رئيس الإقليم مسعود بارزاني. ووقعت مؤخراً خلافات بين المجلس الوطني الكردي السوري الذي يشكل جزءاً من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ومجلس الشعب لغرب كردستان، وصلت إلى حد القطيعة بعد إعلان حزب الاتحاد الديموقراطي الذي يمثل التيار الرئيس في مجلس الشعب لغرب كردستان، تأسيس إدارة محلية بشكل منفرد في شمال سوريا. في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن بلاده لم تلتق بممثلين عن الجبهة الإسلامية في سوريا لكن من الممكن عقد مثل هذا الاجتماع لتعزيز تمثيل جماعات المعارضة المعتدلة في محادثات مقبلة ترمي إلى وقف الحرب السورية.
وأوضح كيري في مؤتمر صحافي بمانيلا أنه «لم تجتمع الولايات المتحدة حتى الآن مع الجبهة الإسلامية لكن من الممكن أن يحدث هذا». وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية إن المحادثات مع الجبهة الإسلامية قد تضم مسؤولين أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين من مستوى أقل.
وتفوقت الجبهة الإسلامية التي تضم 6 جماعات رئيسة لمقاتلي المعارضة على ألوية الجيش السوري الحر الذي يقوده المجلس العسكري الأعلى وتدعمه قوى غربية وعربية.
وترفض الجبهة سلطة المجلس العسكري الأعلى وهو الجناح العسكري الرئيسي للمعارضة السورية. وسيطرت الجبهة قبل أسبوع على مستودعات أسلحة المجلس شمال سوريا لكن لم تتضح أسباب ذلك.
في شأن متصل، قال المركز الدولي لدراسة التطرف وهو شراكة من 5 جامعات مقره جامعة كينجز كوليدج في لندن أمس إن ما بين 3300 و11 ألف مقاتل من أكثر من 70 دولة توجهوا إلى سوريا لقتال قوات الرئيس بشار الأسد.
وفي لبنان، سقطت 6 صواريخ مصدرها الأراضي السورية على مدينة الهرمل شرق البلاد أصاب أحدها ثكنة عسكرية، بحسب ما أفادت قيادة الجيش اللبناني، وتسببت الصواريخ بإصابة 4 أشخاص بينهم عسكريان بجروح.
وتبنت «سرايا مروان حديد»، وهي مجموعة من المعارضة السورية المسلحة، باسمها وباسم «جبهة النصرة في لبنان»، الهجوم الصاروخي، قائلة إنه رد على مشاركة حزب الله الذي تعد منطقة الهرمل أحد معاقله، في القتال إلى جانب النظام السوري.
من جهة أخرى، تجتمع المنظمة المكلفة بالإشراف على تدمير الأسلحة الكيميائية السورية لوضع اللمسات الأخيرة على خطة التدمير رغم ازدياد احتمالات التأخير.