عواصم - (وكالات): حذر السفير السعودي في بريطانيا الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز آل سعود في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية من أن «سياسات الغرب حيال إيران وسوريا تنطوي على مجازفة خطيرة»، مؤكداً أن «السعودية على استعداد للتحرك بمفردها لضمان الأمن في المنطقة».
من ناحية أخرى، أعلن السفير الأمريكي في سوريا روبرت فورد أن «الجبهة الإسلامية التي تشكلت مؤخراً في سوريا رفضت الاجتماع بمسؤولين أمريكيين»، مضيفاً أن «بلاده ترفض مشاركة إيران بمؤتمر «جنيف 2» بشأن سوريا، فيما شدد على أن «موقف بلاده من الرئيس بشار الأسد لم يتغير وعليه التنحي».
ميدانياً، شن الطيران السوري غارات جديدة على أحياء في مدينة حلب شمال سوريا في رابع يوم من القصف الجوي الدامي على مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة أدى إلى مقتل 135 شخصاً.
وفي لاهاي كشفت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن تفاصيل خطة تدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية التي ستنقل خارج البلاد.
وتواصل القصف على بعض أحياء حلب حيث تنتشر قوات المعارضة وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط 135 قتيلاً نتيجة هذا القصف منذ الأحد الماضي بينهم عشرات الأطفال.
وأشار المرصد إلى أن القصف الجوي الدامي والمركز تواصل أمس مستهدفاً أحياء في شرق المدينة وشمالها.
وأفاد المرصد بأن الطيران المروحي «قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في حي مساكن هنانو وفي محيط دوار الحاووظ قرب حي قاضي عسكر»، بينما قصف الطيران الحربي «منطقة السكن الشبابي في حي الأشرفية».
واعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أن «الغارات الممنهجة» على حلب تكشف «عن حقيقة الموقف الذي يتبناه النظام من جنيف 2 ومن أي حل سياسي»، في إشارة إلى مؤتمر السلام المقرر عقده في سويسرا في 22 يناير المقبل، سعياً للتوصل إلى حل للأزمة.
في شأن متصل، قطع عناصر جهاديون مرتبطون بتنظيم القاعدة، رؤوس 3 رجال قالوا إنهم من الطائفة العلوية، في منطقة عدرا العمالية شمال شرق دمشق، والتي تشهد معارك ضارية مع محاولة النظام طرد مقاتلين إسلاميين دخلوها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
من جهة ثانية أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المكلفة الإشراف على الخطة الدولية لتدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية أن العناصر الكيميائية السورية ستنقل خارج البلاد عبر شاحنات مصفحة روسية وسط مراقبة كاميرات صينية وأنظمة أمريكية لتحديد المواقع «جي بي اس».
من جانبه، حذر السفير السعودي في بريطانيا الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز آل سعود من أن سياسات الغرب حيال إيران وسوريا تنطوي على «مجازفة خطيرة» مؤكداً أن «السعودية على استعداد للتحرك بمفردها لضمان الأمن في المنطقة».
وقال في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية «إننا نعتقد أن الكثير من سياسات الغرب حيال إيران وسوريا يجازف باستقرار الشرق الأوسط وأمنه».
وأضاف السفير السعودي مشيراً إلى دعم إيران لدمشق أنه «بدل أن يواجهوا الحكومتين السورية والإيرانية، فإن بعض شركائنا الغربيين امتنعوا عن القيام بتحركات ضرورية ضدهما».
وتابع أن «الغرب يسمح لأحد النظامين أن يستمر وللآخر أن يواصل برنامجه لتخصيب اليورانيوم، مع كل ما يتضمن ذلك من مخاطر عسكرية».
واعتبر أن المفاوضات الدبلوماسية الجارية مع إيران قد «تضعف» عزيمة الغرب على مواجهة كلاً من دمشق وطهران. ونتيجة لكل هذه الاعتبارات أكد أن السعودية «لا خيار أمامها سوى أن تصبح أكثر حزماً في الشؤون الدولية: أكثر تصميماً من أي وقت مضى على الدفاع عن الاستقرار الحقيقي الذي تعتبر منطقتنا بأمس الحاجة إليه».
وفي تلميح واضح إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال السفير إنه «بالرغم من كل كلامهم عن «خطوط حمر»، حين اشتدت المحنة، أبدى شركاؤنا استعداداً للتنازل عن أمننا والمخاطرة باستقرار منطقتنا».
من جهة ثانية، أكد السفير الأمريكي في سوريا روبرت فورد في مقابلة مع قناة العربية أن الجبهة الإسلامية التي تشكلت مؤخراً في سوريا رفضت الاجتماع مع مسؤولين أمريكيين.
وقال فورد غداة إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن اللقاء مع الجبهة الإسلامية «ممكن»، إن «الجبهة الإسلامية رفضت الجلوس معنا من دون ذكر الأسباب لذلك».
وأضاف «نحن مستعدون للجلوس معهم لأننا نتحدث مع جميع الأطراف والمجموعات السياسية في سوريا».
من ناحية أخرى، قالت مصادر بالمعارضة السورية إن الدول الغربية نقلت للمعارضة رسالة مفادها أن محادثات السلام التي ستجرى الشهر المقبل، قد لا تؤدي إلى خروج الرئيس بشار الأسد من السلطة وأن الأقلية العلوية التي ينتمي إليها ستظل طرفاً أساسياً في أي حكومة انتقالية.
وذكرت المصادر أن الرسالة نقلت إلى أعضاء قياديين في الائتلاف الوطني السوري أثناء اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا الأسبوع الماضي في لندن. وأضافت أن سببها هو اتساع نفوذ القاعدة وغيرها من الجماعات المتشددة واستيلائها على معبر حدودي ومستودعات أسلحة تابعة للجيش السوري الحر المعتدل قرب حدود تركيا.
وقال عضو كبير بالائتلاف «أوضح أصدقاؤنا الغربيون في لندن أنه لا يمكن السماح بإبعاد الأسد الآن لاعتقادهم بأن ذلك سيؤدي إلى حدوث فوضى وسيطرة الإسلاميين المتشددين على البلاد».
من جانب آخر، بدا وفد من الائتلاف السوري المعارض برئاسة أحمد الجربا زيارة إلى أربيل لبحث مسألة مشاركة القوى الكردية السورية في مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا، في وقت تجري هذه القوى مباحثات فيما بينها.