يتطلب ابتكار مقاعد سيارة مريحة أكثر من أدوات عالية التقنية مثل أنظمة رسم خرائط ضغط المقاعد ومجسّم متعدد الأجزاء على شكل إنسان مهمته إيصال البيانات إلى نظام ضبط الأبعاد، حيث طبق مهندسو العوامل البشرية في «جنرال موتورز» الذين يتمتعون بمعرفة كبيرة في مجال الميكانيك الحيوي وعلم النفس والأبحاث الكمية والهندسة، جميع تلك المبادئ للمساعدة على إبداع مقاعد مريحة في سيارة شفروليه إمبالا 2014.
ويرغب العملاء في كل فئة من السيارات بالكثير أو القليل من الدعم والصلابة في مقاعد سياراتهم. وتساعد الطريقة التي سيتم بها استخدام السيارة -مثل الانتقال بين الأماكن والقيادة في المدينة أو ضمن حلبات السباق- المهندسين على وضع مقاييس دقيقة للراحة. وأمضى المتطوعون الذين تنوعت مجموعاتهم الطولية والوزنية ما بين النساء (152 سنتيمتراً و50 كيلوغراماً) والرجال (183 أو أطول و111 كيلوغراماً)، مئات الساعات، قاطعين آلاف الأميال في تصاميم نموذجية لسيارة السيدان المُعاد تصميمها، بهدف تقييم مستويات الراحة في مقاعدها. ويقوم المتطوعون باختبار المقاعد عبر القيادة أو الركوب في نماذج السيارة لمرات عديدة فترة كل واحدة منها 60 دقيقة، حيث يقومون بتسجيل ردودهم وآرائهم بعد الدقائق العشر الأولى. وفي كل واحدة من هذه المرات، يضعون تقييماتهم بطريقة رقمية لجميع أجزاء المقعد: الوسادة وظهر المقعد ومسند أسفل الظهر ومسند الرأس والمساند الجانبية. ويقول مدير مختبر راحة المقاعد في «جنرال موتورز»،جيل غرين: «يتطلب تطوير مقاعد مريحة الفن والعلم في آن واحد، حيث يكمن الفن في معرفة كيفية ترجمة التعابير الفسيولوجية إلى عناصر تصميم ملموسة، في حيث يأتي دور العلم في إيجاد الطريقة المناسبة لتنفيذ التصميم». وتم استخدام تكنولوجيا رسم خرائط الضغط الرقمية والفريدة من نوعها لمسح الانطباعات النهائية للأشخاص بجميع الأشكال والأحجام من على سطح المقعد، ما سمح برسم خريطة تتضمن أكثر من 4,600 نقطة بيانات. من جانبه قال محرر السيارات في Edmunds.com، مارك تاكاهاشي: «بعد خضوعها لساعات من اختبارات القيادة، خرجنا من السيارة بنفس مستوى الراحة الذي دخلناها به. تتمتع المقاعد الخلفية الخارجية بحيز رأس وقدمين كافٍ للرجل البالغ العادي، لتوفر راحة تستمر خلال الرحلات الطويلة أيضاً».