أكدت جمعية المنبر الوطني الإسلامي أن الاتحاد الخليجي بات ضرورة ملحة وخياراً استراتيجياً، وأيضاً رغبة شعبية تترقبها جميع الشعوب الخليجية بلهفة منقطعة النظير، لتحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم في وحدة قوية وقادرة على الدفاع عن بلدانها ضد أي معتد، ومواجهة المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد منطقة الخليج العربي بصفة خاصة، والأمة العربية بشكل عام، فضلاً عن أن الوحدة هي أقوى سلاح في وجه الطامعين الذين يتربصون بالمنطقة، وأنها -الوحدة- وحدها هي القادرة على إحداث تنمية حقيقية تستفيد منها جميع الشعوب الخليجية.
وأشادت الجمعية، في بيان لها أمس، بمبادرة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للدعوة إلى عقد قمة خاصة في الرياض لإعلان قيام الاتحاد الخليجي، وتأكيد جلالته على استعداد المملكة الفوري للانضمام إلى الاتحاد الخليجي، داعية بقية دول الخليج إلى أن تحذو حذو البحرين والمملكة العربية السعودية في تبني الاتحاد الخليجي الذي يحمي كيانها ويحافظ على خصوصيتها ويحقق مطلب الشعوب.
وأكدت أنه لم تعد هناك رفاهية لتضييع الوقت في ظل المؤامرات المستمرة ضد منطقتنا الخليجية لتفتيتها وإضعافها، والتي باتت ملامحها وخرائطها واضحة للعيان ، بل تنشر بعض تفاصيلها في الصحف ووسائل الإعلام. مشددة على أن عدم التوصل للوحدة الخليجية في أقرب فرصة ممكنة يمثل نقطة ضعف كبيرة لدول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة هذه المخططات والمؤامرات، ويمثل إهداراً للجهد والوقت في مواجهة عدو لا يترك فرصة إلا استغلها أفضل ما يكون الاستغلال من أجل تنفيذ مشروعه التوسعي.
وأوضحت أن الاتحاد ليس فقط الخيار الاستراتيجي الوحيد، ومطلباً شعبياً عارماً، إنما هو أيضاً واجب ديني حثت عليه تعاليم الإسلام، عملا بقوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون).
وأشارت المنبر إلى أن «العالم اليوم باتت تحكمه التكتلات القوية، ولذا لا مكان للدول الصغيرة على خريطة صناعة القرار في العالم، وأن على الأنظمة الخليجية أن تدرك أن توحدَها سيجعل منها رقماً صعباً في المنطقة والعالم، خاصة وأن لديها الكثير من المقومات والإمكانات التي تجعلها قادرة على إنجاح هذه الوحدة والتكتل، والتي هي غير متوفرة لغيرها من التكتلات وفي مقدمتها الدين واللغة والمقومات والمزايا الاقتصادية والموقع الجغرافي. كما إن زمن الكيانات الصغيرة قد مضى والمثال على ذلك الاتحاد الأوروبي الذي يتوسع ويندمج لتحقيق طموحات شعوبه».
وشددت المنبر على أن الاتحاد سيكون بمثابة ميلاد جديد لدول مجلس التعاون الخليجي ولكل شعوب المنطقة، ويخدم شعوبها وقادتها على حد سواء فالتكتل في وحدة واحدة يساهم في التنمية الشاملة في كل بلدان الخليج العربي، ويعمل على تنشيط الأسواق الخليجية، وبالتالي تستفيد منها جميع الشعوب الخليجية، فضلاً عن أن الاتحاد سوف يحافظ على سلامة وأمن الدول والشعوب الخليجية، لأنه بمثابة حائط الصد في مواجهة كل المؤامرات التي تحاك لدول الخليج العربي.