بقلم - الشيخ زياد السعدون:
تكفل الله عزوجل لكل زوجين من بني آدم أن يجعل بينهما مودة ورحمة، وهذه آية من آيات الله الدالة على ربوبيته للخلق، «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة»، إذن المودة بين الزوجين يجعلها الله ابتداءً، وهذا أمر مجرب مشاهد، فإننا نرى في أيام الخطوبة والعقد وأيام الزواج الأولى من الألفة بين الزوجين وشوقهما لبعض، ونسمع من الكلام الجميل الذي يدل على محبة عظيمة ومودة عميقة، ولا شك في أن تلك الحالة متجذرة في سويداء القلوب، وما إن تبدأ هموم الحياة واحتكاكاتها، حتى يبدأ الحب يضعف، وفي بعض الحالات يختفي تماماً، بل في بعض الحالات يتحول إلى بغضٍ وكرهٍ شديدين، فحين تحدث المشاكل والخلافات نجد بعض الأزواج بدل أن يبحث عن حلٍ لهذه المشاكل ويعمل لتنمية المحبة بينه وبين شريك حياته نجده لا يفكر إلا بكيفية التخلص منه بأقل الخسائر وبأسرع الطرق، فكيف ننمي الحب بين الزوجين ونحمي الزواج من مخاطر الخلافات أو الانفصال؟
كما ذكرت آنفاً، أن الله عزوجل يجعل المحبة بين الزوجين ابتداءً، فإن استطاعا أن يحافظا على هذا الحب وينميانه فإنه يكبر، ويصمد أمام أعتى الخلافات، وأشد عواصف المشكلات، ومن الأمور والتصرفات التي تنمي الحب بين الزوجين الاعتدال وعدم الإفراط بالرومانسية في أول الزواج، حيث يشعر الطرف الآخر، بفتور في العلاقة وبرودة في المشاعر والأحاسيس، بعد الانشغال في الحياة والانغماس في متطلباتها، ولابد من تبادل الهدايا ولو رمزية أو معنوية وإظهار الإعجاب بالهدية، ولابد من تكريس جزء من الوقت للطرف الآخر، وعدم الانشغال بأي شاغل عندما يكونان مع بعضهما، ولابد أيضاً من تدريب النفس على كبح جماح الغضب وسرعة الرضا عن المحبوب، ولاشك في أن التعبير عن مشاعر المحبة بالقول والفعل ضرورة، والاهتمام بما يهتم به الطرف الآخر أمر لا غنى عنه، ولابد من إظهار الإكرام والاحترام لأهل كل طرف، وتقليل العتاب قدر المستطاع، لأن كثرة العتاب تفسد المودة، والرقي في الألفاظ والعبارات حتى عند الغضب.