عواصم - (وكالات): اتهمت روسيا الرئيس السوري بشار الأسد بتصعيد التوتر في سوريا بتصريحاته حول احتمال مشاركته في الانتخابات الرئاسية في 2014 في ظل النزاع المسلح الجاري في البلد منذ مارس 2011.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في مقابلة مع وكالة «إنترفاكس» إن «مثل هذه التصريحات تؤجج التوتر ولا تساهم بتاتاً في تهدئة الوضع».
وأعلن نظام بشار الأسد مراراً أن من حق الرئيس السوري أن يترشح إلى الانتخابات الرئاسية في 2014.
ودعا بوغدانوف الرئيس السوري والمعارضة إلى عدم تصعيد التوتر قبل مؤتمر «جنيف 2» للسلام في سوريا المقرر في 22 يناير المقبل في سويسرا.
من ناحية أخرى، اعتبرت لجنة التحقيق الدولية بشأن سوريا في تقرير نشر أمس في جنيف أن الاختفاءات القسرية التي تنفذها قوات النظام تشكل جريمة بحق الإنسانية.
وقال بيان اللجنة التابعة للأمم المتحدة «هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن الاختفاءات القسرية التي تنفذها القوات الحكومية في إطار هجمات واسعة ومنهجية ضد السكان المدنيين تشكل جريمة بحق الإنسانية».
واتهمت لجنة التحقيق التي يرأسها القاضي البرازيلي باولو سيرجيو بينيرو ومن أعضائها المدعية الدولية السابقة كارلا ديل بونتي، سلطات دمشق بممارسة الإخفاء القسري منذ بداية الاضطرابات في 2011. وقالت إن حملة الترهيب هذه استخدمت كتكتيك حرب.
وذكر التقرير أن «مدنيين معظمهم رجال بالغون خطفوا من قبل القوات المسلحة والأمن السوري وميليشيات موالية للحكومة خلال عمليات اعتقال جماعية ومداهمة منازل وعلى حواجز وفي المستشفيات».
وتابع أن «عمليات الخطف كانت ترتدي في معظم الأحيان طابعاً عقابياً باستهدافها أفراد عائلات فارين من الجيش وناشطين وأشخاصاً يقدمون عناية طبية للمعارضين».
من جهته، رفض زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني مسبقاً نتائج مؤتمر السلام حول سوريا المقرر في يناير المقبل في سويسرا، وذلك في مقابلة أجرتها معه قناة «الجزيرة» الفضائية هي الأولى مع هذا التنظيم المرتبط بالقاعدة.
وقال الجولاني «لن نعترف بالنتائج المنتظرة لمؤتمر جنيف 2، والمشاركون لا يمثلون الأشخاص الذين ضحوا بأنفسهم وبدمائهم».
وأكد زعيم جبهة النصرة، أنه يسعى إلى إقامة دولة إسلامية في سوريا «بالشورى» مع التنظيمات الإسلامية الأخرى.
واعتبر الجولاني أن «تدخل «حزب الله» الشيعي اللبناني وقتاله إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد حماسة سياسية».
سياسياً، أكد وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية الذي تدعم بلاده المعارضة السورية أنه «لا يوجد غير الحل السياسي» للخروج من الأزمة في سوريا.
في الوقت ذاته، تقود الولايات المتحدة حملة لدفع مجلس الأمن الدولي إلى إصدار بيان يدين تصاعد العنف في سوريا، وفق ما نقل دبلوماسيون.
ويعرب مشروع البيان الذي أعده دبلوماسيون أمريكيون عن «استياء» المجلس من الهجوم الذي يشنه الطيران السوري النظامي على مدينة حلب شمال البلاد، حيث أسفرت الغارات عن 189 قتيلاً و879 جريحاً منذ الأحد الماضي بحسب منظمة «أطباء بلا حدود».
وقد واصل الطيران الحربي السوري شن غارات مناطق في مدينة حلب شمال سوريا لليوم الخامس على التوالي، موسعاً قصفه الجوي ليطال مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف المحافظة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون.
وأفاد المرصد بأن الغارات أدت إلى مقتل 11 شخصاً بينهم 4 أطفال و4 سيدات في بلدات بريف حلب، في هذه الأثناء تواصلت أعمال العنف في مناطق سورية عدة.
إنسانياً، أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية في المنظمة نايجيل فيشر أن نحو 60 دولة دعيت للمشاركة في مؤتمر المانحين الذي تستضيفه الكويت في 15 يناير المقبل ويهدف إلى جمع 6.5 مليار دولار لصالح المتضررين من النزاع السوري.
وبحسب فيشر، فإن الأموال التي ستجمع ستخصص لإغاثة نحو 13.4 مليون سوري من المتوقع أن يكونوا من المتأثرين بالنزاع في بلدهم.
وقال فيشر إن الأمم المتحدة ستكون بحاجة إلى 2.3 مليار دولار عام 2014 لإغاثة 9.3 مليون سوري داخل سوريا، و4.2 مليار دولار لإغاثة 4.1 مليون لاجئ سوري في الخارج.
من جهته، طالب الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بالإفراج عن 4 ناشطين سوريين بارزين بينهم رزان زيتونة، والذين خطفهم مجهولون في وقت سابق من هذا الشهر قرب دمشق.