أنقرة - (وكالات): أقيل قائد شرطة إسطنبول حسين جابكين من مهامه في إطار حملة واسعة لفضيحة فساد تستهدف مقربين من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وفق ما فادت وسائل الإعلام التركية.
وأوضحت قناة «سي إن إن ترك» الإخبارية أنه «قبل جابكين، عوقب 30 من كبار ضباط الشرطة منذ 3 أيام بعد أن اتهمتهم قيادتهم والحكومة بـ «استغلال النفوذ» في هذا التحقيق.
وما زالت حملة مكافحة الفساد التي بدأت الثلاثاء الماضي واستهدفت مقربين من رئيس الوزراء الإسلامي رجب طيب أردوغان تثير ضجة سياسية في تركيا وتزيد وضعه هشاشة عشية بداية سنة انتخابية حاسمة. ورد أردوغان الذي اتهمته المعارضة وطالبت باستقالته، مندداً «بعملية قذرة» ضد الحكومة. لكن وضعه ما زال هشاً في مواجهة الانتقادات خاصة الناجمة عن جمعية الداعية الإسلامي فتح الله غولن النافذة.
ويخضع 41 شخصاً للاستجواب بينهم أبناء وزيري الاقتصاد والداخلية والبيئة ورئيس مصرف «هالك بنكزي» سليمان أصلان ورئيس بلدية فاتح في إسطنبول مصطفى دمير العضو في الحزب الحاكم.
وأثارت المعلومات الواردة يومياً عن تورط تلك الشخصيات القريبة من الحكم، صدمة في تركيا.
واندلعت الفضيحة في أسوأ ظرف بالنسبة لرئيس الوزراء الذي باشر خلال الأيام الأخيرة بافتتاح الحملة الانتخابية لحزبه حزب «العدالة والتنمية» للانتخابات البلدية المقررة في مارس المقبل في مهرجانات ضخمة.
وافتخر أردوغان الذي قيل انه ينوي الترشح أيضاً إلى الانتخابات الرئاسية في أغسطس 2014، في كل تدخلاته بأنه رئيس حزب يحمل اسم «آك» الذي يعني بالتركية «أبيض» و«نظيف».
وازدادت انتقادات خصوصه واسهب محررو الافتتاحيات في التذكير بان النشاط العقاري للحكومة كان من اكبر المواضيع التي انتقدها المتظاهرون الذين طالبوا باستقالته في يونيو الماضي. ويرى العديد من المراقبين أن الثمن الذي سيدفعه أردوغان على الصعيد الانتخابي بسبب هذه القضية التي تدل يوميا على فداحة النزاع بين الحكومة وجمعية فتح الله غولن، قد يكون باهظا.
وقد تمكن تحالف أردوغان وأنصار حركة «غولان» الذين يتقاسمون الأنصار المحافظين والمتدينين منذ 2002 من الحد من نفوذ أنصار «النظام القديم» العلماني وخصوصاً الجيش.
وأعلن أورهان أرميدلي أحد محامي فتح الله غولان الذي يقيم في الولايات المتحدة أن «لا علاقة له وليس له أي معلومة حول التحقيقات الجارية أو الأشخاص المكلفين بها». لكن العديد من المراقبين يرون أن عملية مكافحة الفساد جزء من تلك الحرب بين الأشقاء في الأغلبية الحاكمة.