كتب – أحمد الجناجي:
قالت الفنانة اللبنانية غادة شبير إن التاريخ العريق للبحرين يدعو للدهشة، معربة عن فخرها بوقوفها على مسرح البحرين الوطني، والغناء عن حضارة دلمون، لشعب بحريني عريق بحضارته وجذوره.
وكشفت شبير لـ «الوطن» أنها تحضر للنسخة المقبلة من مهرجان ربيع الثقافة، بعمل كبير تعلن عنه قريباً، عبارة عن عمل فني موسيقي سيكون فيه لفن الصوت دور أساسي على المسرح، تعيد فيه شبير أشكال الغناء بنمط جديد محبب وقريب لقلوب الجمهور.
وأحيـــت شبيـــر، حفـــل «البحريـن... أرض الخلود» مسرح البحرين الوطني، أمس الأول، بمشاركة فرقة محمد بن فــارس للفنون الشعبية، بمناسبة احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية في يومي 16و17 ديسمبر، إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح ككيان عربي إسلامي العام 1783، والذكرى 42 لانضمامها في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى 14 لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى لمقاليد الحكم.
واعتبـــرت شبيـــر في حديثهــا لـ «الوطن» الجمهور البحريني ذويقا، مردفة: غنيت مواويل صعبة لا تغنى على خشبة المسرح، لكن الجمهور كان يصغي ويسمع بشغف ويصفق بحرارة عند نهاية كل مقطع وهذا الأمر قلما نجده عند أي جمهور، وهذا الأمر يشجعني لأعيد الخطوة وأفكر بعمل حقيقي على مستوى فني كبير من ناحية الصوت والأداء، وأنا فخوره أن أكون بالبحرين وواقفة على هذا المسرح العريق، وفخورة إني غنيت عن دلمون، التي قرأت تاريخا، حيث دهشت لتراثها العريق، إذ لم أكن أعرف أن التاريخ البحريني بهذه الصورة، واحتراماً للشعب البحريني ولذاتي قرأت كل التاريخ لكي أعرف وأفهم عن ماذا سأغني، وهذا الأمر أعطاني حافزاً للعطاء من القلب لشعب ذو جذور تاريخية وماض عريق، وأعد الجمهور بالمميز والرائع العام المقبل.
وأضافت: هذه هي المرة العشرين التي أزور البحرين فيها، فأنا أزور البحرين باستمرار للمشاركة في ربيع الثقافة وقدمت كثيراً من الحفلات، وسأكون السنة المقبلة معكم بالبحرين، لافتة إلى أن البحرين من أكثر البلاد التي تستوعب الأعمال على مستوى عالمي من ناحية الأداء الفني، والبلدان العربية هي البلدان الوحيدة التي يمكن الغناء فيها من غير موسيقى وهذا الأمر أقدمت على فعله كثيراً بالبحرين ولاقى استحساناً كبيراً من الجمهور البحريني، وأنا أهنؤهم على ثقافتهم الكبيرة، التي تشجعها وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة.
وتابعت شبير: سجلت ألبوماً غنائياً جديداً ولكنه لم ينزل بالأسواق حتى الآن بسبب ظروف خاصة، أهمها وفاة صديقتنا بالأوكسترا عازفة القانون إيمان حمصي، التي كانت مع الفرقة لأكثر من 19 عاماً، وفراقها شكل مشكلة نفسية كبيرة لنا، ولكننا انتهينا للتو من 3 حفلات، وعمل ربيع الثقافة بالبحرين سيقدم لروح إيمان حمصي.
وواصلت شبير: إن الحياة مثل المد والجزر، أي مهما اهتم الشباب بالموسيقى الحديثة التي هم بحاجة لها ليعبروا عن ما بداخلهم، سيعودون إلى الجذور، ولا يوجد إنسان لا يعود للجذور ويحن إليها، الشعب العربي عنده القيم والأخلاق أمور أساسية لا ينساها أبداً، الشباب يحب الجديد وأنا مع حبه للجديده والتماشي معه، ولكن متأكده أن قلبوهم معلقة بالجذور والماضي والموسيقى القديمة، وهذا أمر جميل جداً.
ونظمت وزارة الثقافة أمس الأول حفلها الاستعراضــــي الغنائــــي «البحريـــن أرض الخلود» على خشبة مسرح البحرين الوطني. بحضور وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، حيث تألقت الفنانة اللبنانية غادة شبير في إحياءً الأمسية، بسيمفونية شرقية وغربية رائعة، رافقتها خلالها أوركسترا روس فيل هارمونيك من بلغاريا، إلى جانب مداخلات شفيفة لفرقة محمد بن فارس للفنون الشعبية، بمعية مجموعة من الراقصين الاستعراضيين. يذكر أن حفل «البحرين... أرض الخلود» هو العرض الفني الأخير على خشبة مسرح البحرين الوطني لهذا العام ضمن سنة اختيار المنامة عاصمة للسياحة العربية 2013.