كتبت - شيخة العسم:
تبرز «شجرة الحياة» وحيدة وسط الصحراء دون ماء، لتدلل على الجذور الراسخة لهذه الأرض، لكن شباب اليوم لا يعنون بها كما هو شأن كبار السن. ورغم أن الشجرة تستقطب 50 ألف سائح سنوياً، إلا أنها تشكو تنكر الكثيرين.
تقول نورة محمد -19 سنة- زرتها مرة مع والدي وكنا متوجهين إلى بلاج الجزائر فعرج بنا ليرينا إياها من بعيد، تمنيت أن أراها عن قرب ومعلوماتي عنها لا تتجاوز عن معرفتي بأنها الشجرة الأطول عمرا في العالم وأجهل السبب. ويعترف الشاب عبدالله جمال «لم أزرها قط، ولا أجد وقتا لمثل هذه الزيارات». أما الطفل عبدالرحمن يوسف -7 سنوات- فيسأل: «وين أحصل شجرة الحياة؟ »، وتقول نورة زين -10 سنوات- «أسمع عنها بس ما جفتها».
في المقابل يقول الجد صالح خمي: كانت شجرة مكاناً يجذبنا عندما كنا صغاراً فقد كنا نذهب لها لنستظل تحتها، نذهب لها من الصباح الباكر حتى نرجع قبل أن تغيب الشمس فالمكان مخيف نظراً لانقطاع الحياة ولا يوجد حولها طريق سلس نستطيع أن نمشي من خلاله. وتذكر الجدة سبيجة شاووش «كانت والدتي رحمها الله تقول لنا عن شجرة الحياة أنها مباركة وأوراقها تشفي المريض، وأذكر أن جارتنا كانت تأخذ خيوط خضراء لتعلقها في الشجرة دليل على بركتها ولكنها كباقي الشجر في العالم لا تضر ولا تنفع، وهذه كلها خرافات فالله وحده هو القادر على كل شيء».