عواصم - (وكالات): أخفق المفاوضون أمس في التوصل إلى اتفاق حول مسألة دعوة إيران إلى مؤتمر «جنيف 2» للسلام في سوريا والذي سيعقد في سويسرا الشهر المقبل، إلا أن طهران «ليست مستبعدة من القائمة» بعد، بحسب ما صرح الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص لسوريا. وصرح الإبراهيمي للصحافيين «بالنسبة لإيران لم نتوصل إلى اتفاق بعد. وليس سراً أننا في الأمم المتحدة نرحب بمشاركة إيران، ولكن شركاءنا في الولايات المتحدة ليسوا مقتنعين بعد بأن مشاركة إيران ستكون أمراً صائباً».
وأضاف «لقد اتفقنا على أننا سنجري مزيداً من المحادثات لنرى ما إذا كنا سنتوصل إلى اتفاق حول هذا الأمر». ومع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر «جنيف 2» في سويسرا في 22 يناير المقبل، يدور خلاف مستمر حول دور إيران التي تقوم بدور مهم في النزاع في سوريا.
فإضافة إلى أن طهران تدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فإنها تعتبر الداعم الرئيس لحزب الله الشيعي اللبناني الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام السوري ضد المعارضين المسلحين.
وأكد الإبراهيمي «إيران ليست مستبعدة من القائمة في الوقت الحالي»، مشيراً إلى أن المحادثات مع طهران تواصلت رغم التعثر، وأنه مقتنع أن إيران تستطيع أن تقوم بدور حتى دون أن تشارك رسمياً في المؤتمر. وصرح الإبراهيمي «لقد قالت لنا السلطات الإيرانية إنها ترغب في الحضور إلى جنيف إذا كان ذلك ممكناً، لكن إذا لم يكن ممكناً، لن يكون ذلك نهاية العالم، وأنهم يدعمون العملية وسيعملون معنا».
وتسعى روسيا، الحليف الرئيس للأسد، إلى إشراك إيران في المفاوضات. وتجلى دعم موسكو القوي للأسد مرة أخرى أمس الأول عندما حالت دون صدور بيان من مجلس الأمن الدولي يدين حكومة الأسد على هجومها الضاري على مدينة حلب شمال سوريا الذي أدى إلى مقتل عشرات المدنيين.
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى إن «من الصعب تصور» حضور إيران محادثات السلام الخاصة بسوريا. ودعمت دول غربية مشاركة السعودية في «جنيف 2»، وأكد الإبراهيمي أن السعودية على قائمة الدول المدعوة للمشاركة في المؤتمر.
وتعد السعودية ودول أخرى من بينها قطر، من أشد المؤيدين للمعارضين السوريين المسلحين في الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات. وعقد الإبراهيمي اجتماعات مغلقة مع مسؤولين أمريكيين وروسا كبار في مقر الأمم المتحدة في جنيف، ثم أجرى محادثات أوسع مع دول أخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن هي بريطانيا والصين وفرنسا.
ثم التقى بمندوبين عن الدول المجاورة لسوريا وهي العراق والأردن ولبنان وتركيا التي من المقرر أن تشارك في المحادثات والتي تأوي نحو 2.4 مليون لاجئ سوري شردتهم الحرب التي أدت إلى مقتل ما يزيد عن 126 ألف شخص حتى الآن.
وإضافة إلى مسألة المشاركة الإيرانية، تتجه الأنظار إلى قائمة وفدي الحكومة والمعارضة السورية.
واعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيرأس وفد بلاده إلى محادثات «جنيف 2». إلا أن المعارضة تعاني من الانقسام بشان المشاركة في المؤتمر حيث يؤيد الائتلاف الوطني السوري المشاركة، بينما يقول المتشددون إن مجرد الحديث مع نظام الأسد يعد خيانة. وقال الإبراهيمي «لقد التقينا بممثلين عن الائتلاف وقالوا لنا إنهم يتصلون مع الآخرين في داخل وخارج سوريا»، مشيراً إلى توقعات باحتمال تشكيل وفد المعارضة خلال الأيام المقبلة. ودعت مجموعة الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب، إلى توحيد صفوف المقاتلين. وكان هذا الجيش أقوى مجموعة معارضة مسلحة إلا أنه أصبح مهمشاً بعد هيمنة الإسلاميين على ساحة القتال.
وأعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا في أربيل شمال العراق أن أكراد سوريا سيشاركون في مؤتمر جنيف 2 ضمن وفدين، الأول مع المعارضة، والثاني مع النظام.
وحذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من أن مؤتمر جنيف 2 للسلام لن يكون ناجحاً إذا أكد بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.
ومؤتمر «جنيف2» مسؤول عن بدء تنفيذ خطة تم اعتمادها في مؤتمر جنيف الأول في يونيو 2012 من قبل القوى العظمى لتسوية النزاع الدامي في هذا البلد، وتشكيل حكومة انتقالية للإعداد للانتخابات الرئاسية.
من جانب آخر، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن الدبلوماسيين الغربيين يقولون بشكل متزايد إن بقاء الرئيس السوري في السلطة خيار أفضل لسوريا من أن يطيح به متشددون إسلاميون. ووصف الموقف في سوريا بأنه وضع «يزيد فيه الجهاديون والإرهابيون نفوذهم سريعاً ويسيطرون على أراض ويفرضون على الفور أحكام الشريعة الإسلامية هناك».
من جهة أخرى، قال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة تخلت في مجلس الأمن الدولي عن مشروع بيان يدين تصاعد عمليات القصف في حلب شمال سوريا وذلك بسبب معارضة روسيا. ويعرب مشروع البيان الامريكي عن «سخط» المجلس ازاء هجمات طيران الجيش السوري الذي يقوم بقصف المتمردين في حلب منذ 5 ايام. من جانب اخر، قالت الحكومة البريطانية إن بريطانيا وافقت على تدمير جزء من مخزون الأسلحة الكيماوية السورية في منشأة تجارية ومرافقة سفن اسكندنافية تنقل الشحنات السامة. ميدانيا، لم تعد غارات الطيران الحربي السوري المحملة بالبراميل المتفجرة مقتصرة على حلب بل وسع نطاقها ليصل إلى مناطق يُسيطر عليها مقاتلو المعارضة في درعا.