بقلم- عارف باوجاني:
من المعروف أن رجال النظام الحاكم في إيران يعتبرون الشعوب غير الفارسية القابعة تحت سيطرتهم «أقليات» ولا يعتبرونهم شعوباً كبقية الشعوب، ولا يعترفون بحقوقهم، ويتم تعريفهم على أنهم سكان محليون ليس لهم أي حقوق كقوميات.
كذلك تم تعريف لغاتهم «كالكردية والبلوشية والعربية والتركية» باللهجات المحلية، وليست لهم أية خصوصية، ولا يختلفون كثيراً عن اللغة الفارسية!
ومن وجهة نظر الاختصاصيين وخبراء اللغة فإن القومية تتكون من مجموعة أفراد أصحاب لغة وتاريخ وثقافة وعادات وتقاليد ووطن، ضمن حدود متعارف عليها.
وإذا ألقينا نظرة على التاريخ واللغة والثقافة والآداب القومية الكردية والقوميات الأخرى المحتلة قسراً من قبل الدولة الإيرانية، فإننا نرى أن جميع هذه الشعوب والتي تمتلك كل الصفات آنفة الذكر فإنها تختلف اختلافاً جذرياً عن الإيرانيين ويعيشون في أوطانهم وفوق الأراضي الخاصة بهم منذ آلاف السنين، ولكن مع الأسف الشديد فإن هذه الأراضي المملوكة والخاصة بتلك القوميات احتلت احتلالاً كاملاً من قبل الدولة الإيرانية والحكومة المركزية تتحكم بها كيفما تشاء وتفرض عليها حكمها التام، رغم أنه لدى هذه الشعوب المحتلة كل الخصائص والامتيازات الكاملة لبقية شعوب العالم ولا ينقصها أيّ شيء آخر.
إذا عدنا إلى التاريخ النضالي لهذه القوميات من أجل نيل الحقوق الخاصة بهم نجد أن هذا التصدي والنضال من أجل السيادة ظهر في الوقت الذي ظهرت فيه الديكتاتورية واللامساواة والاضطهاد ووصلت إلى أوج ذروتها، حيث أصبحت هذه الصفات السمة البارزة لتلك الأنظمة في هذه المنطقة، وهناك الكثير من الشعوب والقوميات تعاني من الظلم والجور ولهم كثير من المعاناة والمشاكل تحت حكم الديكتاتوريات الحاكمة التي لم يتم القضاء التام عليها في بعض المناطق إلى يومنا هذا.
هناك الكثير من بلدان الشرق الأوسط مازالت على هذه الحالة، وإيران التي يوجد فيها شعوب وقوميات مختلفة ولغات وثقافات متعددة تعتبر نموذج حي وواقعي لهذه الأنظمة القمعية المحتلة والتي تسيطر على أراضي كثير من البلدان والقوميات المختلفة التي احتلت أراضيها وأوطانها بقوة السلاح، وفرضت سيطرتها الكاملة على هذه القوميات ومقدراتها وأراضيها، وسلبت حقوقها بالكامل، وصادرت الحريات الشخصية والسياسية والاجتماعية لهم.
ليس مخفياً على أحد أن أنظمة الحكم في إيران ومنذ القرن التاسع عشر وما بعده تحاول جاهدة توحيد الدولة الإيرانية تحت وطأة حكم القومية الفارسية، ودمج كل اللغات الموجودة في هذه البلدان المحتلة من قبلها مع اللغة الفارسية.
لقد أنكرت الأنظمة المتعاقبة على الحكم في إيران وباستمرار وجود تلك القوميات المختلفة والمحتلة من قبل الدولة الفارسية، لكن هذه الشعوب المنكوبة وبإرادتها وكفاحها ونضالها الدؤوب من أجل نيل حقوقها المسلوبة، على عكس الإرادة الشوفينية الفارسية من أجل تفريسهم وسلب حقوقهم تحت خيمة الدولة الإيرانية الفارسية - استطاعت أن تفشل كل تلك الرغبات الشوفينية واللاإنسانية المبيتة من قبل القومية الفارسية، وأن تضع حداً لها.
إن أبناء القوميات والشعوب المضطهدة في إيران وبإرادة قوية لا تلين استطاعت تحدي كل أنواع الظلم والقهر الذي يمارس ضدهم من قبل الأجهزة القمعية لنظام الحكم، وضحوا بالغالي والنفيس من أجل البقاء وعدم الاستسلام للإرادة الفارسية القمعية، وعدم القبول بالخضوع لسيطرتهم وتفريسهم. لقد بدأت السلطة الحاكمة في إيران بالاعتراف بالواقع المرير الذي تفرضه الظروف الإقليمية والدولية لصالح الشعوب المنكوبة تحت سيطرة السلطات الديكتاتورية الإيرانية من أجل نيل تلك الشعوب لحقوقها الكاملة، وعدم الخضوع للضغوطات والإرهاب الذي يمارس ضدهم من قبل السلطات القمعية.
نظام قمعي
إذا نظرنا بدقه كاملة للأفعال والممارسات من قبل النظام الحاكم في إيران، المسلط على رقاب الشعوب غير الفارسية، وكذلك الممارسات المتبعة من قبل ما تسمى المعارضة الإيرانية، وأوجه التشابه والاختلاف فيما بينهم فإننا لم ولن نجد فرقاً شاسعاً ما عدا الاختلاف في الوجوه والشخصيات، أما بخصوص النوايا العدوانية وفرض السلطات والسيطرة بالقوة على رقاب هذه الشعوب المغلوبة على أمرها فلهم نفس الأفكار والأساليب الإرهابية، ولكن في بعض الجوانب فإن النظام الحاكم يظهر للناس بأن له بعض المرونة، ويستخدم بعض التكتيكات والخديعة من أجل الغطاء على الجرائم البشعة التي يرتكبها ضد الشعوب المضطهدة كالإعدامات والاعتقالات وتهجير الأهالي من ديارهم وأماكنهم الأصلية بالقوة من خلال طردهم قسرياً، وفي بعض الأحيان تظهر سيناريوهات وهمية مختلفة من قبل النظام الحاكم في إيران يوهم العالم بها على أنه يريد منح هذه الشعوب لبعض حقوقها كـاللغة والثقافة وما شابه ذلك، لكن الذين يسمون أنفسهم بالمعارضة الإيرانية ضد النظام الحاكم والمتواجدين خارج إيران ونظراً لحقدهم الدفين تجاه الشعوب المنكوبة فليس لديهم نية صادقة تجاه هذه الشعوب، ويحاولون جاهدين من أجل ضرب أهدافهم وأمانيهم متناسين نضالهم السياسي ضد الحكم الديكتاتوري في إيران والذي جاؤوا من أجله.
وإذا ألقينا نظرة إلى الوراء نرى أن الحكومات الإيرانية المتعاقبة والمتسلطة على رقاب الشعوب المظلومة «بالقوة» تحت راية البلد الواحد نرى بأنها كانت لديها وعود كبيرة لتحقيق الأماني والطموحات لهذه الشعوب المظلومة، ولكن هذه الوعود كانت كلها تعطى من أجل الوصول إلى السلطة ودفة الحكم فقط ليس إلا.
وفور وصولهم للسلطة وبدلاً من أن يحققوا طموحات وآمال هذه الشعوب قاموا بقمعهم وقتلهم واضطهادهم بكل الوسائل المتاحة كالإعدام شنقاً أو رمياً بالرصاص، ومصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة.
ونظراً للوضع غير الجيد وغير المستقر الذي يمر به ما يسمون أنفسهم «المعارضة الوطنية» ضد النظام الحاكم في إيران، ونظراً لفقدانهم الكثير من الخصائص كمعارضين ضد النظام الحاكم ولفقدانهم ثقة الجماهير بهم، فإن إعلان الفيدرالية اللامركزية للشعوب التي يسمونها بالإيرانية وإعطاءهم حقوقهم الكاملة ما هي إلا خطة تكتيكية هدفها فقط الوصول إلى كرسي الحكم ولكن هذه الألاعيب والأقوال الكاذبة أصبحت مكشوفة للجميع وليس مخفية على أحد وأيضاً باتت مجربة من قبل الجميع، وعرف الجميع ليس في مدونة هذه المعارضة المزيفة ولا في أفعالهم ولا في تقديرهم أي نية للقبول بتقسيم إيران، ويعتبرون هذه الخطوة خيانة عظمى وخطاً أحمر لكل الذين يفكرون بهذا الاتجاه، وأن هدفهم الرئيس من وراء كل تلك الشعارات والوعود هو الوصول إلى كرسي الحكم على أكتاف ومصالح هذه الشعوب المظلومة من أجل إسكات أصواتهم المطالبة بحقوقهم وحرياتهم المسلوبة.
إننا نعرف هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم معارضي النظام جيداً، ونعرفهم بأنهم وعند وصولهم إلى الأهداف المرجوة وحصولهم على ما يطمحون إليه يقومون فوراً بتصفية المعارضين لسلطتهم وحرمانهم من حقوقهم وحرياتهم.
نرى وبشكل واضح ظهور حالات من الهستيريا السياسية والفكرية والجسدية بين الشوفينيين الفرس وهي التفكير والمحاولة على بقاء الشعوب المضطهدة ولو «بالقوة» ضمن الدولة الفارسية الإيرانية وتحت راية إيران الواحدة وعدم إعطائهم حتى فرصة التفكير بتقسيم هذا البلد أو تفكيكه.
الجدير بالذكر أن الشوفينيين والعنصريين الإيرانيين لم يترددوا ولا للحظة واحدة لمنع الجهات المطالبة بأي حقوق أو أي حريات تحت أي ذريعة من أجل تقسيم البلد، وهناك محاولات وأفكار متعددة تشترك بها السلطات الإيرانية والمعارضة الفارسية من أجل إرضاء الشعوب المطالبة بالاستقلال، على سبيل المثال قررت الحكومة الجديدة برئاسة حسن روحاني تسليم بعض من السلطات في كردستان إلى مواطنين أكراد وتعيين المحافظين من القومية الكردية، ولكن ليس هناك أي خطوة جدية لتحقيق هذه التعهدات من قبل السلطات لحد الآن. وهذه تعتبر من الحقوق البديهية والمشروعة لكل المجتمعات المدنية في أي بلد من بلدان العالم، ولكن مثلما قلنا ليس هناك أي خطوات جدية من قبل السلطات، بل تنفيذ هذا المطلب أدى إلى خلق مشاكل بين حسن روحاني وباقي السلطات في إيران، وفي نفس شاكلة كردستان فإن هذه الأفكار والمقترحات طرحت لباقي مناطق الشعوب غير الفارسية، كألاحواز، وبلوشستان، واذربيجان، وتركمنستان، لكنها ليست جدية ولا يتم تنفيذها بأي شكل من الأشكال، و مجمل هذه الخطوات تعتبر وهم لدى القوميين الفرس، لأنها خطوات قد تؤدي إلى تفكيك وتقسيم البلد في النهاية حسب رأيهم.
مشاكل حكومة روحاني
إذا نظرنا نطرة جدية لوضع حكومة حسن روحاني الجديدة فإننا نرى ظهور مشاكل وتحديات جدية بين السلطات المركزية من جهة وحكومته من جهة أخرى، لأن دائرة الاستخبارات الإيرانية تحاول خلق مشاكل ومعوقات لحكومة روحاني من أجل إضعاف هذه الحكومة وبرامجها لأربع سنوات قادمة، على سبيل المثال في أولى أيام حكم روحاني أي بعد شهرين أو ثلاثة أشهر فقط من رئاسته قاموا بإعدام الكثير من أعضاء المجتمع المدني والسياسي والقائمة تطول، وذلك لضعف ثقتهم بحكومة روحاني، حيث أدت هذه المشاكل إلى عدم الاتفاق على كيفية تسيير دفة الأمور في البلاد بين أركان النظام نفسه، وزادت من تفكير الشعوب المضطهدة للوقوف بوجه هذه الأهداف القمعية والمبيتة ضد هذه القوميات من قبل السلطات، وأوصلت هذه الشعوب إلى جدية التفكير بأنه ليس للشعوب الخلاص من هذا الوضع المزري والمفروض من قبل السلطات الحاكمة على رقاب الشعوب المظلومة غلا التفكير بتقسيم البلد إلى دويلات ويأخذ كل ذي حق حقه.
المطالبة بالاستقلال
ومن أجل تشكيل الحكومات الخاصة بهم ووضع نهاية حتمية لهذا المأساة، ما هي الواجبات المهمة التي تقع على عاتق القوى السياسية المطالبة بالاستقلال وماذا يجب عليهم أن يفعلوا؟
البحث في كيفية إبقاء هذا النظام من عدمه وعلى كثير من الأصعدة مستمر، ولكن الصفة المميزة لهذا النظام والتي تظهره على حقيقته هي الضعف في الأداء السنوي من كل النواحي الاقتصادية والدبلوماسية والإدارية والمالية، وأن هذا الضعف في الأداء هو شاهد حي على ضعف الحكومة نفسها، وقد يؤدي إلى قصر عمر هذا النظام الديكتاتوري المقيت.
من المعلوم أن الشعوب الكردية والعربية في الأحواز والبلوش والتركمان والآزريين بدؤوا يتهيؤون بشكل جدي من أجل إعادة حقوقهم المسلوبة من قبل السلطات الإيرانية منذ عشرات السنين والخلاص من هذا الوضع المتردي والتحضير لإعلان الاستقلال التام ونيل حقوقهم الكاملة من خلال إعادة دولهم التي كانت قائمة فوق أراضيهم قبل الاحتلال الفارسي لها، على الرغم من أن هناك جهات سياسية لها أجنداتها الخاصة بها لتحقيق هذه الأهداف ولكن هناك جهات سياسية أخرى تفكر بجدية الحسم من أجل إعادة دولهم الخاصة بهم، وأن مجرد التفكير بانتظار الوقت المناسب هو فقط لقتل الوقت وضياع الأماني، لذلك يجب على كل القوى السياسية التفكير الجاد بكيفية اتباع الأسلوب المباشر والأمثل من أجل تحريك الجماهير وتهيئتهم من أجل إعلان الاستقلال التام والحصول على حقوقهم الكاملة.
إن لكل هذه الشعوب وضمن الحدود الجغرافية لبلدانهم وسائل ومنابع اقتصادية من أجل المعيشة مثل الثروات النفطية والمعدنية والزراعية والحيوانية وأمور أخرى، وبإمكانهم أن يعيشوا في حالة التبادل الاقتصادي والمعيشي مع البلدان المحيطة بهم بدون الرجوع إلى الحكومة المركزية.
بالنسبة للشعبين «القومي الكردي والعربي الأحوازي» يمتلكون اقتصاداً قوياً من الممكن أن يجعل أبناء هذين الشعبين يعيشون برخاء وازدهار وبدون أية مشاكل أكثر من باقي الشعوب المنطقة، إذا ما حصرنا هذا الاقتصاد فقط في الثروة النفطية والغازية، حيث يمتلك الشعب الكردي الثروة النفطية الهائلة والذي تم اكتشاف قسم منها من قبل الحكومات الإيرانية المتعاقبة، ولكن هناك أكثر من 50% من هذه الثروة النفطية تحت الأرض، والذي لم يتم إخراجها بعد، و لم يتم الإعلان عنها. على سبيل المثال الحقل النفطي الكبير في مدينة سربيل الزهاو «تقع ضمن محافظة كرماشان وهي أكبر مدينة كردستانية»، والذي تم الإعلان عن اكتشافه مؤخراً، هذا بالإضافة إلى مناجم الذهب والثروة الزراعية والحيوانية والسياحية الكثيرة الموجودة في المنطقة.
وأما بالنسبة للقومية العربية في الأحواز تمتلك كثير من المقومات المعيشية الهائلة على سبيل المثال، بالإضافة إلى الحقول النفطية الموجودة. هناك مصادر هائلة أخرى في المنطقة مثل مصادر المياه والذي يحاول النظام جاهداً مصادرتها وتحويل مجراها إلى مدن فارسية تقع في العمق الإيراني مثل أصفهان ويزد واراك وذلك من خلال التضحية بنهر كارون وتجفيفه كليا وحرمان الناس من المياه لاستعماله للشرب وللزراعة والثروة الحيوانية، وسياسة القضاء على هذه المصادر من قبل السلطات مستمرة لكي يبقى هذا الشعب فقيراً فاقداً لمصادره المعيشية.
استقلال الشعوب
أخيرً وليس آخراً أقول انتظروا إعلان استقلال دولنا من جديد إن شاء الله، ومع فائق احترامي وتقديري للشعب الفارسي، وليس التقليل من شأنه كتبت هذا المقال، الهدف الرئيس لكتابة المقال هو أن كل الشعوب المحتلة والمظلومة تحاول جاهده الخلاص من هذا الاحتلال، وتحاول استغلال كل الظروف المواتية والمتاحة لها من أجل اعلان استقلالها والتحرر من قيود المحتلين المعتدين.
خير مثال على ما نقوله هو الاتحاد السوفيتي القديم الذي تفكك وانقسم الى دويلات وأخذ كل ذي حق حقه، وأن النظام الديكتاتوري والحزب الواحد ما بين 1917 الى 1991، التابع للاتحاد السوفيتي، انتصرت عليه الإرادة القويه للشعوب المنكوبة التي نالت حقوقها وتخلصت من الديكتاتورية التي كانت مسلطة على رقابها.
إن إعلان ألاستقلال التام لدول الاتحاد السوفيتي السابق مثل بيلاروسيا، واوكرانيا، ومولدافيا، وجورجستان، وأرمنستان، واذربيجان، وكازاخستان، واوزبكستان، وتركمانستان، وقرغيزستان، وطاجيكستان، واستونيا، وليتوانيا، ولاتفيا، رسالة حية لكل الشعوب المحتلة من أجل الخلاص وإعلان التحرير الكامل لأراضيهم وإعادة حقوقهم المسلوبة من قبل المحتلين منذ مئات وعشرات السنين.
إن الإرادة الحقيقية لهذه الشعوب من أجل الخلاص ونيل الحقوق قد أعطت ثمارها أخيراً، وإننا والعالم يرى بأم عينيه كيف إن هذه البلدان المحررة يعيش شعوبها بأمان ورضاء تام بعيداً عن الظلم والدكتاتورية.
إن الشعوب المسلوبة حقوقها والمنسوبة قسراً وبالقوة إلى الدولة الإيرانية ناضلت وتناضل من أجل الحصول على استرداد تلك الحقوق والحصول على الحريات والعيش في الرخاء ضمن حدودها الخاصة بها مثلها مثل بقية الشعوب في المنطقة.
أود أن أذكر بأن الدولة الإيرانية الحالية سوف تتفكك وتنقسم إلى دويلات مستقلة عاجلاً أم آجلاً، وكل الشعوب الرازحة تحت السيطرة الفارسية كالكرد والعرب والبلوش وتركمان والآذريين سوف ينالون حقوقهم ويعلنون دولهم الخاصة بهم، ويكون حالهم حال القومية الفارسية.
ليس لدي أدنى شك بان الذين لم يجربوا احتلال بلدانهم لو أنهم ذاقوا طعم مرارة الاحتلال لسنة واحدة فقط لعرفوا مدى معاناة هذه الشعوب المنكوبة التي ذاقت مرارة وويلات الاحتلال لعشرات أو لمئات السنين من الظلم والجور المتبعة والممارسة اللاإنسانية والوحشية من قبل المحتلين الأوغاد.
قبل أسابيع قليلة مضت، تم إصدار أحكام الإعدام شنقاً أو رمياً بالرصاص من قبل جلاوزة النظام بحق الأبرياء من أبناء هذه الشعوب غير الفارسية، وهناك الكثير ممن ينتظرون وهم في السجون نفس المصير، وسيتم حتما تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقهم بحجة المتاجرة بالمواد المخدرة.
بعد كل هذا الذي ذكرناه نؤكد ونقول: «نعم هذا هو مفهوم الاستقلال والتحرير للشعوب المحتلة أراضيهم من قبل الدولة الفارسية والذين ذاقوا طعم مرارة الاحتلال والاضطهاد من قبل المحتلين منذ مئات أو عشرات السنيين، وتمت سرقة وهدر ثرواتهم وسفك دمائهم غدراً وجوراً على أيدي هؤلاء». إن مؤتمر أوسلو الخاص بالشعوب المضطهدة في إيران والذي صادف انعقاده في 5 ديسمبر 2013 وفي البند الثالث من بيانه الختامي أكد على استمرار نضال هذه الشعوب ضد الاحتلال الإيراني وديكتاتورية ولاية الفقيه حتى نيل حقوقها العادلة، وماضاع حق وراءه مطالب.

* أمين عام حزب «سربستي كردستان» والناطق الرسمي لـ «اتحاد الشعوب المضطهدة من قبل إيران»