كتبت- زينب أحمد:
أكد مدير قناة «العرب» الفضائية جمال خاشقجي، ضرورة تحديد مسار حرية التعبير، الذي يخدم الأمن القومي عند الحديث عن الحياد.
وأضاف خاشقجي خلال الجلسة الثانية «مستقبل الإعلام السياسي»، التشريعات والمواثيق العربية والوطنية المنظمة لحرية الإعلام، «معوقات التطبيق»عندما ننتقد الحكومات من وسائل الإعلام نقوم بدعم إصلاحها وإصلاح المجتمع، ذلك أن الصحافة مرآة المجتمع»، داعياً المؤسسات الرسمية إلى التزام الحياد في طرح رسائلها الإعلامية.
وقال خاشقجي، إن:» الرسائل الإعلامية حيال الأزمة التي مرت بها البحرين، انقسمت إلى ثلاثة محاور، الأولى مجموعة تتبنى رسائل الدولة وتنقلها بأمانة، والثانية مارست الحيادية، أما الثالثة أخذت الرأي المعارض، مشيراً إلى أن دور المواطن يأتي هنا في جمع هذه الآراء للخروج بنتيجة إيجابية».
وأكد خاشقجي أن الصحافة الخليجية لا تمارس الطائفية، لكن يشوبها بعض الأخطاء، التي نشأت من خلال محطات أوجدتها حكومات تتضمن برامج طائفية لمواجهة إيران، مضيفاً أن قناة العرب عندما اتخذت البحرين مقراً للبث، قلنا بالحرف الواحد:» إذا رأيتم علي سلمان بقناتنا لا تلومونا».
وتابع أن «الهجمة الإعلامية الشرسة على المتلقي ترجع إلى المؤسسة نفسها، وعلى الإعلام أن يكون الأفضل للتعامل مع الشعوب لأنهم أذكى.
وتعارض طرح خاشقجي في هذه الجزئية مع محمد العرب، الذي رأى أن الإعلام الاجتماعي، يتميز بقوته الهائلة على الإعلام التقليدي في قربه للجمهور، فيما قال خاشقجي، إن حجم المحتوى الإعلامي يأتي من الإعلام الجديد وأن بعض المؤسسات والوزارات في الدول يجب أن يكون لها مراقب على وسائل الإعلام الجديد.
وأضاف خاشقجي أن الصحافة لا تمارس الطائفية، داعياً إلى إغلاق المحطات التي تعمل على الطائفية، حتى لا يكبر الوحش الطائفي فينا.
ردود الأفعال
فيما وصف كبير مراسلي قناة العربية بالبحرين محمد العرب، إن:» الإعلام العربي السياسي يقوم على ردات الفعل ولم يصل لمرحلة الجودة في نقل الإنجازات الخليجية. وقال إن الربيع العربي، أطلق رصاصة الرحمة على وسائل الإعلام العربية، على اعتبار أن المواطنين يذهبون لمصادر عديدة لاستقاء المعلومات حتى أصبح الإعلام العربي مشلولاً. وليس هناك دائرة لصنع الفعل لذلك إننا نأخذ الحدث ونسوقه، وإعلامنا العربي والخليجي كان في دائرة لكل الأزمات التي حدثت.
وأكد أن الحيادية، أكذوبة كبيرة تدرس في جامعاتنا، مضيفاً أن من الصعب السيطرة على أي شي، ذلك أن العلاقة بين الإعلام والجماهير، مثل العلاقة الزوجية، وقال إن الإشكالية الحقيقية، تكمن في عدم تصديق الناس لنا كإعلاميين باعتبار أن الجماهير تأخذ أخبارها بطرقها الخاصة.
وأشار العرب إلى أن استمرار الإعلام العربي السياسي في التدهور، أدى إلى ضعف إطلاق المصطلحات الخاصة والصحيحة، فعلى سبيل المثال، قضية البحرين عندما يقتل رجل أمن هل هو شهيد أم ماذا؟ مشيراً إلى أننا كعرب فاشلين في صنع المصطلحات وإطلاقها، داعياً إلى نقل ما نراه وليس العمل بحيادية لأن الحيادية خيال علمي لا يوجد إلا في الأكاديميات، لكن في الميدان يوجد المهنية.
وأضاف أنه» لا يمكن أن تكون هناك استراتيجية للإعلام العربي، بالرغم من احتياجاتنا لها ونحتاج إلى مصطلحات واحدة والـ»بي بي سي»، التي تتحدث عن الحيادية نشرت خبرها الأول عن أحداث البحرين بأنها حركة مخربين وفي الخبر الثاني أنهم ثوار فأي حيادية تتحدث عنها الوسائل الغربية».
وأوضح أستاذ الإعلام بجامعة البحرين د.عدنان بومطيع، أن» الإعلام في الخليج هو إعلام سياسي، مضيفاً أنه لو تم الرجوع إلى نشأة الإعلام في البحرين لوجدنا أن أول جريدة وإذاعة، كان سبب نشأتهما السياسة، وقال إن الإعلام هو السياسة، مشيراً إلى أننا أمام حالة لا تنفك من الإعلام المرتبط بالسياسة وفشلنا لأن نشأتنا غير صحيحة.
وقال مدير إدارة التشريع والجريدة الرسمية بهيئة التشريع والإفتاء القانوني د. مال الله الحمادي إن:» المواثيق الدولية نصت على مسؤوليات وليست قيوداً قانونية، إضافة إلى واجبات الإعلامي وهي المادة 17 من المعهد الدولي «لا ينص التعرض لأي شخص»، والمادة 19 «لكل إنسان الحق في حرية التعبير».
وأشار الحمادي إلى أن الطائفية تنبع من المنزل فيجب أن تبدأ بمعالجتها في المنزل وأن نثقف أبناءنا على تعلم ثقافة التسامح.