عواصم - (وكالات): قتل 300 شخص بينهم 87 طفلاً في 8 أيام من القصف الجوي المكثف الذي تشنه قوات النظام السوري على مناطق المعارضة المسلحة في حلب شمال البلاد، قبل شهر من المؤتمر الدولي المخصص لحل الأزمة السورية، المعروف إعلامياً باسم «جنيف 2».
وتأتي هذه الحملة الجوية الدامية التي تستخدم فيها «براميل متفجرة» بحسب منظمات غير حكومية وناشطين، في وقت تستفيد فيه قوات نظام الرئيس بشار الأسد التي حققت تقدماً على الأرض خلال الفترة الماضية، من صمت دولي مطبق، بحسب محللين. وفي اليوم التاسع من الحملة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 21 شخصاً في القصف الجوي بالبراميل المتفجرة والصواريخ على مناطق في حيي المرجة والسكري ومناطق أخرى في مدينة حلب»، مرشحاً ارتفاع عدد الضحايا لوجود حالات خطرة.
وأكد مصدر أمني سوري أن القوات النظامية تلجأ إلى الغارات الجوية في كبرى مدن الشمال السوري وريفها بسبب نقص عديدها على الأرض، عازياً ارتفاع الحصيلة لوجود مراكز المقاتلين وسط المناطق السكنية.
وتتهم المعارضة السورية ومنظمات غير حكومية نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام «براميل متفجرة» محشوة بمادة «تي ان تي» لتسبب دماراً واسعاً، وتلقى من الطائرات من دون نظام توجيه للتحكم بأهدافها.
وفي حين لا يقر النظام رسمياً باستخدام هذه الأسلحة، إلا أن مصدراً أمنياً سورياً أكد أن كلفتها أقل من القنابل أو الصواريخ الموجهة. وترى المعارضة أن هذه الضربات الجوية هدفها تحطيم معنويات سكان المناطق التي تسيطر عليها، وتأليبهم على المقاتلين المعارضين.
وتشهد حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد قبل بدء النزاع منتصف مارس 2011، معارك يومية منذ صيف 2012. ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على أحيائها.
وأوضح مصدر أمني سوري أن «الطيران الحربي يستهدف مواقع محددة للمسلحين، إلا أن هذه المواقع متواجدة وسط مناطق مدنية»، مشدداً على أن الجيش النظامي ينقصه العديد اللازم لشن حملة برية شاملة في حلب، على عكس الحال في محيط دمشق حيث حقق تقدما في الأشهر الأخيرة بدعم من حزب الله الشيعي اللبناني.
ويرى محللون أن النظام يصعد من قصفه الجوي على حلب، من دون أن يكترث لرد فعل محتمل من المجتمع الدولي.
من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن بلاده الحليفة للنظام السوري، أرسلت جواً إلى سوريا 75 شاحنة ومعدات أخرى للمساعدة في عملية إزالة وتدمير الأسلحة الكيميائية.
في غضون ذلك، نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» عن الرئيس الأسد قوله «إن ما تواجهه البلاد من فكر تكفيري متطرف هو إرهاب لا حدود ولا وطن له، هو آفة دولية يمكن أن تضرب في أي زمان ومكان»، وذلك خلال استقباله وفداً أستراليا.ً
في موازاة ذلك، اتهمت وزارة الخارجية الأمريكية عبر سفارتها في العراق تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش» بالوقوف وراء الهجمات الأخيرة في العراق، ودعت قادة المنطقة إلى وقف تجنيد وتدفق المسلحين الأجانب إلى سوريا حيث يشن العديد منهم هجمات انتحارية في العراق.
وتستضيف سويسرا في 22 يناير المقبل مؤتمراً للسلام في سوريا اصطلح على تسميته «جنيف 2» بمشاركة النظام والمعارضة بحثاً عن حل للازمة السورية. ويبدأ المؤتمر أعماله في مدينة مونترو، ويستكملها بعد يومين في جنيف.