بغداد - (وكالات): عاش العراق أمس يوماً دامياً جديداً شهد مقتل 5 صحافيين في هجوم شنه انتحاريون ضد قناة فضائية، ومقتل 6 عسكريين بينهم 4 ضباط في هجوم ضد ثكنتهم، وهجمات متفرقة أخرى قتل فيها 11 شخصاً.
ووقعت أعمال العنف في وقت بدا النزاع السوري وكأنه المحرك الأكبر لأعمال القتل الأخيرة، حيث أعلنت السلطات رصد 11 مخيماً لتنظيم القاعدة قرب حدود سوريا وتدمير اثنين منها، متحدثة عن نقل أسلحة ومقاتلين عبر الحدود.
وفي تكريت شمال بغداد، قتل 5 صحافيين في هجوم شنته مجموعة من الانتحاريين ضد مقر قناة صلاح الدين الفضائية العراقية. وقتل في العراق منذ أكتوبر الماضي 12 صحافياً في هجمات متفرقة، في أحد أسوأ محطات العنف ضد الصحافيين العاملين في البلاد منذ اجتياحها في عام 2003. وقبيل الهجوم على القناة، قال مصدران مسؤولان في وزارة الداخلية إن أمر الفوج الرابع من اللواء 23 للفرقة 17، و3 ضباط آخرين وجنديين، قتلوا بهجوم بقذائف هاون على ثكنتهم في منطقة أبو غريب.
وجاء الهجوم بعد يومين على مقتل 15 عسكرياً بينهم 5 ضباط كبار في عملية عسكرية استهدفت معسكراً لتنظيم القاعدة في محافظة الأنبار التي تسكنها غالبية سنية وتفصلها منطقة أبوغريب عن بغداد.
ودفع الهجوم رئيس الوزراء نوري المالكي للقول إن ساحة الاعتصام المناهضة له في الأنبار تحولت إلى مقر لتنظيم القاعدة، مانحاً المعتصمين فيها منذ نحو عام أسبوعاً للانسحاب منها قبل أن تتحرك القوات المسلحة لإنهائها، علماً أن رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي دعا إلى التخلي عن الخيار العسكري وعقد مؤتمر وطني في البرلمان.
في هذا السياق، قال المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع الفريق الركن محمد العسكري إن «المعلومات والصور الجوية المتوفرة لدينا تفيد بوصول أسلحة ومعدات متطورة من سوريا إلى صحراء الأنبار الغربية وحدود محافظة نينوى». وأضاف أن «هذا الأمر شجع تنظيمات القاعدة و»داعش» على إحياء بعض معسكراتها التي قضت عليها القوات الأمنية في عامي 2008 و2009». وأشار إلى أن «صوراً ملتقطة من قبل القوة الجوية العراقية رصدت 11 معسكراً للقاعدة قرب الحدود السورية» التي تمتد على طول 600 كلم بين البلدين، يقع معظمها في محاذاة محافظة الأنبار السنية.