عواصم - (وكالات): يستعد جيش جنوب السودان لشن هجوم على القوات المتمردة الموالية للنائب السابق للرئيس رياك مشار بينما ينزلق البلد تدريجياً إلى حرب أهلية على الرغم من جهود دبلوماسية دولية مكثفة. وقال رئيس جنوب السودان سلفا كير أمام النواب الجنوب سودانيين «إن قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان والقوات الموالية للحكومة جاهزة الآن للتقدم نحو بور شمال العاصمة جوبا. وفي مواجهة هذه التطورات تتوقع الأمم المتحدة أن يحتاج مئات الآلاف من الأشخاص إلى مساعدات.
وأعلن الناطق باسم جيش جنوب السودان أن قوات جنوب السودان تستعد لهجوم على المتمردين في بور. وقال إن «قوات مشار ما زالت تسيطر على المدينة لكننا نستعد لاستعادتها».
وقد اندلع النزاع المسلح في 15 ديسمبر الجاري بين قوات رياك مشار والقوات الموالية للرئيس كير ما يمزق الدولة الفتية المستقلة منذ 2011 بعد حرب أهلية طويلة ضد السودان.
وفي العاصمة جوبا وحدها خلفت المعارك 500 قتيل بحسب حصيلة جزئية.
ويتهم سلفا كير نائبه السابق الذي أقيل في يوليو الماضي بمحاولة القيام بانقلاب قبل أسبوع. لكن مشار ينفي ذلك بشدة ويتهم رئيس جنوب السودان بانه يريد تصفية خصومه.
وأوضح سلفا كير أن الهجوم على المتمردين أرجئ ليتمكن الأمريكيون من إجلاء رعاياهم.
وتقوم الولايات المتحدة وبريطانيا وكينيا واوغندا بإجلاء رعاياها من البلاد.
من جهة أخرى، أكد الرئيس سلفا كير أمام البرلمان أنه مستعد للحوار مع مشار «لكن بدون شروط مسبقة»، بينما كان مشار أعلن انه مستعد للتفاوض حول رحيل للرئيس.
وقال إنه مستعد للحوار لإنهاء الصراع في البلاد وقال إنه يتعين على الرئيس الإفراج أولاً عن حلفائه السياسيين المعتقلين.
وتأتي هذه التطورات بينما حذر الرئيس الأمريكي باراك اوباما من أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات جديدة «إذا اقتضى الأمر» بعد تعزيز القوة الأمريكية في جنوب السودان، فيما قررت الأمم المتحدة القيام بإعادة انتشار لجنودها الموجودين في البلاد في مهمة لحفظ السلام.
وجاء تحذير أوباما بعد إصابة 4 جنود أمريكيين بإطلاق نار لم يعرف مصدره. وكان هؤلاء الجنود ضمن مجموعة من «نحو 46 « عسكرياً وصلوا على متن طائرات من طراز سي في 22 اوسبري للمشاركة في إجلاء أمريكيين من جنوب السودان كما أوضح الرئيس.
وهذه القوة تضاف إلى 45 جندياً أمريكياً آخر سبق وأرسلوا إلى البلد هذا الأسبوع.
وقد وصل المبعوث الأمريكي للسودان وجنوب السودان دونالد بوث إلى جوبا أمس.
ويستخدم كل من كير ومشار اللذان تمرسا على حرب الاستقلال الطويلة مقاتلين من قبيلته، الدينكا بالنسبة لسلفا كير والنوير بالنسبة لمشار.