كتبت - سلمى إيهاب:
قالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب «نحن بحاجة إلى مناهج دراسية توجه وتعزز الثقافة السياسية في نفوس الطلبة، إضافة إلى كليات متخصصة ومعاهد مستوعبة أساس الفكرة».
ونفت سميرة رجب، في تصريح لـ»الوطن» على هامش المنتدى الخليجي الأول للإعلام السياسي، وجود مصطلح «الإعلام السياسي»، مؤكدة «نحن بحاجة إلى ترتيب مصطلحتنا السياسية وأن هناك ما يسمى بالثقافة السياسية وهو ما نفتقده في مجتمعاتنا العربية».
وأوضحت أن «الثقافة السياسية ترتكز على المواطنة وعلى الهم الوطني بشكل أساسي، فيجب أن يعرف الشعب كيف يحافظ على وطنه وأن يطالب بحقوقه، وألا تكون مطالبه بالحقوق تدميراً للأوطان. فتلك المعادلة صعبة ولذلك تحاول بعض الثقافات الأخرى أن تفرضها علينا».
وأشارت إلى أن الثقافة السياسية هي التي تنظم الرأي العام والثقافة العامة في البلد وهو شيء معروف في كل الدول الديمقراطية، مؤكدة أن هناك توجيهاً كاملاً نحو الثقافة السياسية بحيث تخلق مواطناً وإنساناً عادلاً وقوياً.
فيما أكد رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة العلوم التطبيقية د.بهاء الدين مكاوي أن موضوع الإعلام السياسي ينبغي أن يكون حاضراً في كل الأوقات لأنه يتعلق ببناء الدولة والوحدة الوطنية وتحقيق الاستقرار وفي ذات الوقت يتحدث عن الولاء للوطن، وهذا الولاء يجب أن يتأدى من خلال استراتيجيات واضحة تضعها الدولة وتسعى من خلالها إلى غرس قيم فكرية ثقافية محددة في المجتمع هذه القيم هي التي تسهم في الولاء الوطني. وأشار د.بهاء الدين مكاوي إلى أن الحكومات هي مصدر القيم والاتجاهات وهي التي تقود المجتمعات فبالتالي الحكومات هي التي تقوم ببث هذه القيم السياسية والثقافية داخل المجتمعات، فهذه الحكومات تمثل صفوة المجتمع وبالتالي تمتلك من الفكر والقدرات أكثر من المواطن العادي لأن هي من ترعى المصلحة العامة أما الفرد فربما تكون المصلحة الفردية أقوى من المصلحة العامة فالحكومات هي التي تبث القيم السياسية وليس العكس.
وأوضح أن الوعي العام من وسائل الإعلام المختلفة سواء العالمية أو الإقليمية ليس كافياً لتحقيق أهداف الدولة في داخلها بل والعكس ففي بعض الأحيان يتلقى المواطن أفكاراً من خارج محيطه الذي يعيش فيه وتكون مضرة بالوحدة الوطنية. لذلك يجب على الدول أن تسعى إلى بث قيم سياسية لتحقق الوحدة وتدرأ المخاطر الخارجية أو الأفكار الخارجية التي قد تضر بالوحدة الوطنية. وقال إن التقنية هي وسيلة من أجل تحقيق المزيد من التوعية السياسية والاجتماعية فبالتالي الآن تصل إلى مرحلة الوعي السياسي يجب أن تتسم بالوعي التقني فكلما تمكنت من التقنية كلما استطعت الوصول إلى أكبر قدر من الوعي السياسي فهما عمليتان تكملان بعضهما.
ومن جهته، أكد ناشر ورئيس تحرير صحيفة «إيلاف» الإلكترونية عثمان العمير أن الوطن العربي بشكل عام والبحرين بشكل خاص تعيش مرحلة مميزة ولابد من تكرار مثل هذه المنتديات لأنها تفتح آفاقاً جديدة وتدفعنا لمحاولة وضع أيدينا على الأخطاء الموجودة.
وأضاف أن الحكومات والشعوب بحاجة ماسة للثقافة السياسية وأن العرب بحاجة إلى حرية أكثر من الموجودة للقدرة على التفاهم والقدرة على فهم الحياة السياسية بأبسط صورها.
وقال العمير «علينا ألا نكون أوصياء على أحد، دعهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي ودعهم يمارسون حريتهم، ففي أي تجربة من التجارب لابد من وجود أخطاء وممارسات تتعدل في المستقبل وتتحول إلى مميزات».
970x90
970x90