أكد الناقد المسرحي يوسف الحمدان التجربـة الكوميديــــة المتميــــزة لمسرح البيادر، خلال مشاركته في فعاليات مهرجان الكويت المسرحي الرابع عشر بحضور عدد كبير من المسرحيين والأكاديميين الخليجيين والعرب. وقال الحمدان «في البحرين الآن، تجربة مسرحية كاريكاتيرية مهمة، متى ما تم استثمارها جيدا والبناء عليها، وهي تجربة مسرح البيادر في عرضيه (بلاليط) التي حاز فيها الفنان الشعبي الشاب المتدفق عادل جوهر جائزة أفضل ممثل دور أول في مهرجان الفرق المسرحية ألأهلية الخليجية الذي أقيم العام الماضي بصلالة سلطنة عمان، و(ديايه طارت) والتي أيضا قام بدور محورها الأساسي الفنان نفسه». وأضاف «هذان العرضان اللذان تصدياً للبيروقراطية في بلداننا العربية، بشكلها القاتل والممل، تمت معالجتهما بشكل كاريكاتيري معبر ومضحك، وإن حملا ثيمة النص الدائري، إلا أنه تمت معالجتهما وفق تقنيات المسرح الحديث، الذي احتفى بالإضاءة وتنويعاتها، وبالصورة الفيلمية واللقطة الكاريكاتيرية في خطوطه العامة». وأكد أن هذين العرضين ممكن أن يكونا مشروعاً مسرحياً كوميدياً مهماً في البحرين والخليج العربي، إذا استوعب فريق العرض أفق ما يتبناه من رؤية لهذا المسرح، وإذا ما كرس المخرج المؤلف جمال الصقر والمخرج لمسرحية بلاليط (احمد جاسم)، خاصة، جل اهتمامهما بهذا التوجه، خاصة وأن الفنان جمال الصقر من المخرجين الفريدين الذين أخلصوا لتوجههم المسرحي، كتابة وعرضا، منذ مسرحيته (رجل ضاع في نفسه) و(الضفادع)، فهو خالق للعرض الكوميدي الجماعي الذي يتحول فيه كل فريق العرض إلى أبطال كوميديين، ويبني من خلاله موقفه الفكري والفني. وأوضح الحمدان أن هذه التجربة لمسناها في عروض مسرح البيادر، والتي استطاعت أن تلقي بظلها قوياً على لغتي المخرج الشاب أحمد جاسم والفنان عادل جوهر خاصة، وبالتالي استطاعت أن تكون امتداداً لمشروع كوميدي أسس له الفنان جمال الصقر وينتظر المراكمة على ما قدمه كمؤلف للنص والعرض في آن، مشيراً إلى أن تجربة جمال الصقر، تمنح فريق العرض رؤية أخرى في تشكيل العرض، الذي يتأسس على التشكيل وبناء الكتل وتقاطعها في فضاء العرض المسرحي، إذ أن نصوص الصقر كتبت لفضاء العرض، وللارتجال في حيزه ولاكتشاف فضاءات متعددة عبره، تمنح بالمقابل مساحات خلقية أخرى لدى المؤدي، وتحفزه على المشاركة في تأليف العرض وتشظية الحالة الساخرة فيه، وهي منطقة جديدة في مساحة التأليف العرضي للكوميديا في المسرح، لم يخضها مخرج مسرحي بحريني غيره في مسرحنا، ونتمنى ألا يخذلنا المسرح فيشحب وهج هذه التجربة البيادريـــة الكوميدية الساخـــرة المهمة. يشــــار إلــــى أن الناقـــد يوســـــف الحمدان من المتابعين النشيطين المتخصصين على مستوى الوطن العربي إذ يعد من أهم من رصد الحركة المسرحية في الوطن العربي والخليج بشكل وتعتبر هذه الأطروحة في غاية الأهمية إذا استوعب مسرح البيادر لعمق مفرداتها وفلسفتها التي يجب أن تدرس لإحياء أمل جديد في هذا النوع من المسارح المفقودة في الفترة الأخيرة. وعلق المخرج أحمد جاسم على ورقة الحمدان قائلاً «إن يوسف الحمدان هو أستاذ لنا جميعاً في المسرح يبصرنا ويرشدنا لطرائق متعددة ويفتح لنا آفاق فكرية وجدلية رائعة في الاشتغال بالعمل المسرحي، وأتمنى من أساتذتنا المسرحيين الخبراء أن يقفوا معنا ويدعموا حماس شبابنا للمسرح كما فعل الأستاذ يوسف بعيداً عن أجواء الإحباط والهروب كما هو حاصل عند كثير من المهتمين بالمسرح وسوف نضع هذا النقد القيم في مكانه في عروضنا القادمة بإذن الله».
970x90
970x90