عواصم - (وكالات): أوقعت عمليات القصف الجوي التي يشنها الطيران السوري على مناطق المعارضة في مدينة حلب وريفها شمال البلاد اكثر من 400 قتيل خلال 10 أيام، بينما دعا البابا فرنسيس لضمان وصول المساعدات الإنسانية لسوريا. في غضون ذلك، وقعت دمشق مع شركة روسية أول اتفاق للتنقيب عن النفط والغاز في مياهها الإقليمية، في تحد للعقوبات الدولية المفروضة عليها. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «ارتفع إلى 410 بينهم 117 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و34 سيدة، و30 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة، عدد الذين قضوا جراء القصف المستمر من قبل القوات النظامية بالبراميل المتفجرة والطائرات الحربية على مناطق في مدينة حلب ومدن وبلدات وقرى في ريفها، منذ فجر 15 الشهر الجاري وحتى أمس». ويضاف إلى الحصيلة، 9 مقاتلين من «الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش» المرتبطة بالقاعدة، قضوا في القصف، بحسب المرصد.
وفي اليوم الحادي عشر من الحملة المكثفة، تعرض حيا الصاخور وجبل بدرو في مدينة حلب لقصف من الطيران، الذي استهدف كذلك بلدتي النقارين وماير وقرية الزيارة في ريف حلب، بحسب المرصد.
وأتى القصف على النقارين تزامناً مع اشتباكات في محيطها بين القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني وضباط من «حزب الله» الشيعي اللبناني حليف دمشق من جهة، ومقاتلين إسلاميين بينهم مرتبطون بالقاعدة.
وتتهم المعارضة السورية ومنظمات غير حكومية نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام «البراميل المتفجرة» المحشوة بأطنان من مادة «تي إن تي» والتي تلقى من دون نظام توجيه، في استهداف المناطق الخارجة عن سيطرته، في حملة دامية تتواصل منذ منتصف الشهر الجاري. من جانبها، أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن «قلقها العميق» من الغارات الجوية المتواصلة ضد حلب واستخدام «البراميل المتفجرة»، مشيرة إلى آثارها التدميرية «المخيفة» في مناطق سكنية. كما طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي «قوات الحكومة السورية بوقف عمليات القصف الجوي واستخدام الصواريخ والبراميل المتفجرة ضد الأحياء السكنية المأهولة في حلب»، مديناً سقوط «مئات المدنيين الأبرياء خاصة من النساء والأطفال».
ودعا العربي مجلس الأمن الدولي إلى «تحمل مسؤولياته واتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار في سوريا». وفي رسالته بمناسبة عيد الميلاد قال البابا فرنسيس أمام 70 ألفاً في ساحة القديس بطرس «إن النزاع في سوريا حطم حياة كثيرين في الآونة الأخيرة وحرك مشاعر الحقد والانتقام». وأدى النزاع السوري إلى مقتل أكثر من 126 ألف شخص، وتهجير الملايين إلى الدول المجاورة وفي داخل سوريا.
في غضون ذلك، وقع وزير النفط والثروة المعدنية السوري سليمان العباس عقداً لمدة 25 عاماً مع شركة سويوز نفتاغاز الروسية، للتنقيب البحري عن النفط والغاز في المياه الإقليمية. وأشار الوزير السوري إلى أن العقد يغطي مساحة تبلغ 2190 كلم مربع، وأن كلفة «التنقيب والاستكشاف تبلغ 100 مليون دولار».
وفرضت دول غربية داعمة للمعارضة السورية عقوبات اقتصادية ضد دمشق بعضها في مجال النفط. كما باتت العديد من حقول الإنتاج خاصة شرق البلاد وشمال شرقها، تحت سيطرة المقاتلين المعارضين للنظام.