أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى أن «مسؤولية حفظ الأمن مسؤولية وطنية جليلة نحرص عليها كل الحرص انطلاقاً من رؤيتنا بأن الأمن هو مظلة النهوض وأساس البناء، مشيراً إلى أن جهود رجال الأمن وتضحياتهم في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره وحماية الأرواح والممتلكات وفرض النظام العام محل تقدير كبير.
وأعرب عاهل البلاد المفدى، خلال زيارة إلى وزارة الداخلية أمس، عن «الشكر والتقدير لجهود رجال الشرطة الطيبة ودورهم البناء وما يتحلون به من روح معنوية عالية واحترافية وانضباط لأداء رسالتهم السامية حمايةً لمكتسبات الوطن ووحدته وسلامة وأمن المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة»، مؤكداً على «قواعد الانضباط والالتزام بالقانون عند تنفيذ المهام الأمنية واحترام الحقوق والحريات التي كفلها ميثاقها الوطني ودستور البحرين مصون».
وشدد العاهل المفدى على أن «كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية يأتي انطلاقاً من قيمنا الإنسانية التي نعتز بها ، لتظل شرطة البحرين بإذن الله محافظة على أدائها الحضاري وسلوكها الوطني المسؤول».
وقال جلالته «أحببنا أن نزوركم وأن نشكركم على ما تقومون به من واجبات لخدمة البحرين والمواطنين ونحن لانزال في جو احتفالاتنا الوطنية وفرحة أهل البحرين هذه السنة ما كان يمكن أن تكون لولا الجهود الكبيرة التي بذلتموها لإسعادهم وبذلتموها لراحتهم».
وأضاف العاهل المفدى، مخاطباً رجال الداخلية: «أقل شيء أن نأتيكم وأن نشكركم ونحن نراكم كل يوم وكل لحظة حول الجميع لراحتهم ولإسعادهم وهذه البحرين التي نعرفها، وهذه الداخلية ورجال الأمن معروفون عبر التاريخ، وهذا يشجع بلا شك الخطط سواء خطط البناء وخطط التدريب والتعليم ألا تتوقف حتى دائماً نكون مواكبين للمتطلبات المستقبلية التي هي في ازدياد، العالم بدأ يتداخل ويترابط والتقنية كذلك تزيد بحيث هي تساعدنا في كيفية أن نحل أمورنا بأسهل الطرق».
وتابع جلالة الملك: «أنا أعتقد أن الذي يقوم به وزير الداخلية من تطوير في وزارة الداخلية ليس شيئاً بسيطاً خاصة، وإذا نظرنا إلى المدة التي كلف في تطوير هذه المؤسسة والمؤسسات لأن الداخلية في الحقيقة هي مؤسسات كثيرة متشعبة لها جانب خاص وعام، عسكري ومدني تحتاج بالفعل إلى متابعة دقيقة».
وتابع جلالته: «أحب أن أشكركم مرة أخرى على قيامكم بواجبكم وكذلك أخص الضباط وضباط صف وأفراد الذين قاموا بالواجب وتحملوا كذلك تبعات الواجب والقيام بالواجب وصبروا على الإجراءات ولله الحمد ، في الأخير فازوا فيما يمكن أن نعتبره فوزاً لهم ولشرفهم العسكري ونزاهتهم في العمل فلهم الشكر والتقدير وبلغوهم السلام».
وأكد العاهل المفدى أنه «لاشك أن من تضرر من أبنائنا أثناء تأدية واجبه، وهذا الإنسان لاشك مكانه في العين والقلب لأنه ضحى بكل ما يملك من أجل إسعاد الآخرين ونحن نشجع الرجال الذين يتجهون هذا الاتجاه ولله الحمد عندنا رجال نستطيع أن نعتمد عليهم ولا شك في ذلك».
وقال جلالته: «أنا لم أزركم في هذا المكان منذ سنة تقريباً لكن زرناكم في مواقع عمل وهذا المكان له تاريخه ومعروف عندكم حتى تاريخ فتح البحرين موجود كتاريخ على البوابة الرئيسية سنة 1783 في الواقع لازم أن يكون هذا الشيء واضحاً، إن هذه الدولة دولة عربية مسلمة مستقلة منذ ذلك التاريخ ولم نجد في الوثائق ولا في التاريخ ما يدل على عكس ذلك».
وأضاف العاهل المفدى: «بل نجد أن الحكم والنظام منذ عام 1783 وهو نظام عربي مسلم مستقل بنى نفسه في أجواء صعبة في ذلك الوقت لكن تمكن وها نحن أبناؤه نرث ذلك العهد والله يقدرنا أن نقوم بالواجب كما هو، وما مطلوب منا وبمساعدة الرجال إن شاء الله».
وأردف: «أشكركم على ما قمتم به وإن شاء الله نراكم في مناسبات أخرى كلها مناسبات سعيدة ومناسبات خير والحقيقة أن الذي يقوم بواجبه أحياناً يكون محسوداً من الذي يجب أن يقوم بالواجب، فالإنسان اليوم الذي يقوم بواجب الرجولة يشكر ولا شك يكون محل حسد وأكبر دليل أنني سمعت أن الناس في ازدياد للتجنيد في وزارة الداخلية والأمن العام والشرطة يعني أن هناك زيادة عندكم كل سنة من شبابنا الذين يريدون العمل وهذا يدل بالفعل على شيء عظيم من الروح الوطنية المخلصة في خدمة البحرين وشكراً على هذه القيادة الحكيمة».
واستمع جلالة الملك إلى إيجاز حول تطوير أقسام وزارة الداخلية لتوفير أفضل الخدمات الأمنية والإنسانية لكافة أفراد المجتمع البحريني، والمقيمين على أرضها الطيبة.
والتقى جلالته خلال الزيارة بعدد من كبار المسؤولين والضباط بوزارة الداخلية، حيث هنأهم جلالته بمناسبة يوم شرطة البحرين.
من جهته، قال وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة: «يشرفني ببالغ الفخر والاعتزاز أن أرحب بجلالتكم بين رجالكم المخلصين الذين لم يألوا جهاداً في بذل أقصى التضحيات من أجل أمن البلاد واستقرارها، معتزين بانتمائهم إلى شرطة البحرين التي لها تاريخ عريق من العطاء والإنجازات على امتداد ما يقارب قرناً من الزمان، مرت في العديد من التجارب، واكتسبت المزيد من الخبرة والاحتراف، وواكبت مسيرة البناء والنهوض»، مؤكداً أنه «اليوم نعمل جاهدين لتنظيم شرطة على درجة عالية من الاحتراف والجاهزية تواكب روح العصر وتعمل وفق المشروع الإصلاحي الكبير لجلالتكم».
وأضاف وزير الداخلية أن «مهمتنا كانت واضحة في مواجهة الأحداث التـي مرت على البلاد، وقد اتخذنا ما يلزم من الإجراءات لحفظ الأمن والنظام دفاعاً عن الشرعية، وإن كان هناك شيء من التـردد في تطبيق الإجراءات اللازمة في بداية الأمر وذلك بسبب المبالغة في مراعاة النهج الديمقراطي».
وأشار إلى أنه «امتثالاً للأمر الملكي السامي غيـر المسبوق بتشكيل اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق ؛ قمنا بالتعاون الكامل مع هذه اللجنة لتسهيل مهمتها، في حين أننا لا نسمح لأي جهة كانت في التدخل بشؤوننا الداخلية وما نتخذه من إجراءات».
وأكد وزير الداخلية أن «أحداث عام 2011 سوف لن تتكرر بإذن الله، ونحن اليوم نواجه مواقف خارجية سلبية تجاه البحرين لأننا أفشلنا المخطط الذي كان يستهدف تقسيم المنطقة وتغيير هويتها بما يحقق أهداف رسمتها سياسة ابتعدت عن الحكمة وارتكزت على تقديم المصالح دون الالتفات إلى المبادئ والقيم المشتركة».
وتابع: «إننا اليوم نتعامل مع ملف حقوق الإنسان وسوف نظفر في نهاية الأمر بإذن الله من خلال تمسكنا بإرادة الحق وصواب المسيرة والنهج وبفضل الإنجازات الحقوقية المتميزة لمملكة البحرين».
وشدد وزير الداخلية على أن «كل ما تعرضنا له من ظروف وملابسات لا يمكن أن يخفي الإنجازات الكبيـرة التي تشهدها البحرين في ظل عهد جلالة الملك الزاهر»، مشيراً إلى أن «هذه الإصلاحات الملكية الوطنية تشكل جزءاً أساسياً من المقرر الدراسي للثقافة الوطنية في المناهج المعتمدة في الأكاديمية الملكية للشرطة».
وأضاف أن «التحديات الأمنية هي من أصعب ما يمكن أن تتعرض إليه الدول، حيث إنها تؤثر على الحياة العامة وتعيق حركة التقدم والنهوض إضافة إلى الآثار الاجتماعية السلبية، ورغم كل الظروف فقد حفظتم يا صاحب الجلالة وحدة البحرين وسيادتها، وحملتم راية الإصلاح والبناء، وإنكم المظلة للجميع من أبناء الوطن، ترسون دعائم العدل والمساواة والإصلاح . واليوم وبحمد الله وفي ظل قيادتكم الرشيدة نتطلع إلى مستقبل من البناء والرخاء لتمضي مسيرة التقدم والنهوض نحو آفاق أرحب لبناء الدولة العصرية».
وخلص وزير الداخلية، في ختام كلمته مخاطباً جلالة الملك: «نعاهد الله أن نظل الأوفياء لقيادتكم، وأن نعمل بكل ما أوتينا من جهد للحفاظ على أمن الوطن واستقراره، مسترشدين بتوجيهات جلالتكم السديدة بالالتزام بالانضباط، والتقيد بالقانون، واحترام الحقوق والحريات، وإننا بعون الله قادرون على حمل المسؤولية والارتقاء إلى طموحات جلالتكم حفظكم الله ورعاكم، حمى الله البحرين، وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار في ظل قيادة جلالتكم الحكيمة وفي عهدكم الزاهر، وأيدكم سبحانه وتعالى بالنصر والتمكين».
ولدى وصول جلالته، كان في الاستقبال الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية ووزير الدولة للشؤون الداخلية ورئيس الأمن العام والمحافظون ووكلاء الوزارة وعدد من كبار الضباط، قبل أن يؤدي حرس الشرف التحية لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، وعزفت الفرقة الموسيقية السلام الملكي ترحيباً بمقدم جلالته.