قال سفير البحرين لدى المملكة العربية السعودية الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة إن الارتقاء بعلاقات التعاون بين دول الخليج العربية إلى مستوى الاتحاد هو هدف أساسي من أهداف مجلس التعاون الخليجي منذ إنشائه، مؤكداً أن الاتحاد الخليجي قائم في النفوس قبل النصوص.
وأشار الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة، في مقال نشرته صحيفة «الرياض» السعودية الصادرة أمس، إلى أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين لهذه الغاية حظيت وتحظى منذ إعلانها بالترحيب والتأييد والارتياح في مختلف دول المجلس.ولعل الظروف والتحديات الراهنة التي تواجهنا جميعاً تجعل الاتحاد الخليجي مطلباً ملحاً وأولوية قصوى.
وأضاف «نتطلع إلى المباشرة بتنفيذ هذه المبادرة التي قوبلت بالتأييد والترحيب والدعم من سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حيث جاء خطابه التاريخي في الأعياد الوطنية البحرينية معبراً أسمى تعبير عن رغبة الشعب البحريني كله في البدء بالإجراءات الاتحادية فوراً واستعداد البحرين التام لهذه الخطوة المباركة».
وأشار إلى ما عبرت عنه التصريحات التي صدرت عن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وكبار مسؤولي الدولة ورئيس وأعضاء مجلس النواب ورئيس وأعضاء مجلس الشورى والشخصيات العامة وممثلي الهيئات والفعاليات الشعبية المختلفة. مما يعكس الإجماع الرسمي والشعبي على أهمية الاتحاد الخليجي المنشود وضرورته للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها وتعزيز مسيرتها التنموية ورفاهية شعوبها.
وقال إنه «لا ريب في أن العلاقات السعودية – البحرينية الوثيقة هي علاقات وحدوية بامتياز ولا نحتاج هنا إلى تأكيد ما هو مؤكد وراسخ في الضمير الوطني العام لأبناء الشعبين الشقيقين من أنهما في الحقيقة والواقع شعب واحد وأسرة واحدة متآلفة ومتكاتفة في السراء والضراء دائماً. وقد عشنا منذ الصغر على هذه القناعة التي لم ولن تتغير».
وأضاف «وعبر سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عن هذه الحقيقة الراسخة أصدق تعبير في كل مناسبة وخاصة في خطابه السامي في الاحتفال بالأعياد الوطنية لمملكة البحرين قبل أيام قليلة. وهي المناسبة الوطنية العزيزة التي أعرب خلالها الأشقاء السعوديون (ملكاً وحكومة وشعباً) عن مشاعرهم الدافئة تجاه البحرين (ملكاً وحكومة وشعباً) بتوافدهم الملحوظ إلى حفل سفارة البحرين في الرياض يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض وأصحاب السمو الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين في تعبير عفوي صادق يعكس عمق الروابط الأخوية والتاريخية على المستويات الرسمية والشعبية كافة. فلهم جميعاً أعرب عن شكري وتقديري واعتزازي».
وأكد السفير أنه «لا يخفى هنا أن الشعب البحريني والشعب السعودي يعيشان حالة وحدوية وثيقة منذ أمد بعيد وهو ما ينعكس في علاقاتهما الاجتماعية الراسخة قبل العلاقات السياسية والاقتصادية القائمة. وهذا ما يعبرون عنه في شتى المناسبات واللقاءات من مشاعر المودة والإخاء والتكاتف والتعاطف والتراحم. وهذا المستوى الثنائي الذي هو الواقع المشهود يمكن له أن يتسع ليصبح ثلاثياً أو رباعياً أو أكثر دون أدنى شك وبالسرعة المأمولة. ولعلنا لا نحتاج إلى أن نضرب الأمثلة بتجارب الشعوب والأمم الأخرى كالاتحاد الأوروبي أو سواه».
وبين بأننا «نلاحظ هذه العلاقات الوثيقة الراسخة بين البلدين على مستوى القيادتين الحكيمتين والشعبين الشقيقين- ماضياً وحاضراً- مما يجعل الاتحاد بينهما قائماً على مستوى القلوب والنفوس وهناك حاجة إلى بعض الإجراءات الرسمية لاستكماله، ونعتقد أن هذا ينطبق على مختلف دول المجلس، ويحدونا الأمل في أن تسارع حكومات دول المجلس إلى تلبية تطلعات الشعوب الخليجية وآمالها المشتركة. فالمصالح واحدة والقلوب متوحدة والنفوس عامرة بالمحبة والإخاء. وتبقى النصوص التي تيسر وتسهل الوصول إلى هذه الغاية النبيلة بأقصر الطرق وأيسرها».