بقلم - الشيخ زياد السعدون:
لاشك في أن المشكلات الزوجية تعتبر من أكبر منغصات الحياة، ولهذا نجد في السنة النبوية ومن خلال أقوال وأفعال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حلولاً عملية لبعض تلك المشكلات، بل وضع عليه الصلاة والسلام طرقاً وقائية تحمي الزوجين من الخلاف والاختلاف، ومثال ذلك لو أن المرأة التزمت باستئذان زوجها حين خروجها من منزلها، فبذلك تطيب نفس الزوج، ولا يتسلل الشك إلى قلبه «أين ذهبت؟، ومن أين جئت؟»، وكم ستكبر الزوجة في عين زوجها، بل سترتفع أسهم المحبة في قلبيهما إلى أرقام قياسية.
ومن الأساليب التي كان يعالج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بها الخلافات الزوجية: الدعابة والابتسامة عندما يريد إرضاء الطرف الآخر كما حصل مع السيدة عائشة رضي الله عنها حين نزلت برائتها من فوق سبع سموات، ومن أساليبه عليه الصلاة والسلام، غض الطرف والتغاضي عن أخطاء الطرف الآخر، ومنها أسلوب الحوار والإقناع، وهناك فرق بين الصراخ والجدل، ويخطئ كثير من الناس حين يصفون الجدل بين الزوجين بأنه «عقيم»، بل نقولها صريحة إن الجدل بين الأزواج ليس عقيماً بل يلد لكنه يلد مولوداً غير محبوب للجميع ألا وهو المزيد من الخلافات وتشرذم الأسرة وتفككها، ولذلك لابد من الوعظ والإرشاد، كما قال النبي الكريم لعائشة رضي الله عنها حين قالت في حق صفية رضي الله عنها «حسبك من صفية كذا كذا -تعني أنها قصيرة- فقال: «لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته».
ومن أعظم هذه الأساليب حين حدوث مشكلة أو خلاف، التروي والتثبت قبل صدور الأحكام، فكثير من المشكلات الزوجية التي أدت إلى هدم للبيوت وتشتيت للشمل، ولو كان التعامل معها بحكمة وتثبت لكان بالإمكان حلها، مثلاً زوجة همس هامس بأذنها أن زوجها قد تزوج عليها أو عنده علاقة بأخرى، فهل من الحكمة أن تأخذ أغراضها وتذهب إلى بيت أهلها وتطالبه بالطلاق، أم أن عليها التصرف بحكمة لتعرف صدق هذا الخبر من كذبه، ثم حتى لو كان الخبر صحيحاً ما هو الحل الأمثل لإصلاح الأمر بأقل خسارة، وحادثة الإفك أكبر مثال نبوي على أن التثبت والحكمة من أفضل الطرق لحل الخلافات.