اختتمت مدينة المنامة فصل «السياحة البيئية»، كآخر فصول اختيارها عاصمة للسياحة العربية للعام 2013، بعد فعاليات عدة وأنشطة تفاعلية مع الجمهور ونقاشات تناولت قضايا البيئية والاستدامة والطبيعة، إضافة إلى فعاليات عائلية وترفيهية وفنية على مدار ثلاثة شهور.
واشتمل اختيار «المنامة عاصمة للسياحة العربية 2013» على 4 فصول سياحة: «السياحة الثقافية»، «السياحة الرياضية»، «السياحة الترفيهية» و» السياحة البيئية».
واهتم فصل السياحة البيئية عبر فعالياته -التي امتدت منذ أكتوبر الماضي وحتى ديسمبر الحالي- بعلاقة هوية الإنسان البحريني بمكانه وبيئته، وركز على نشر الوعي بأهمية الحرص على البيئة المحيطة كمساحة يلتقى عليها الجميع.
وفي آخر الاشتغالات الثقافية في آخر شهور السياحة، احتفلت وزارة الثقافة بمناسبة الأعياد الوطنية في يومي 16و17 ديسمبر، إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح ككيان عربي إسلامي العام 1783، والذكرى 42 لانضمامها في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى 14 لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى لمقاليد الحكم، عبر تنظيم حفل استعراضي موسيقي تحت اسم «البحرين... أرض الخلود»، وأحيت الفنانة اللبنانية غادة شبير الحفل الذي أقيم الحفل على مدى يومين متتابعين. وغنت شبير برفقة أوركسترا روس فيل هارمونيك من بلغاريا وفرقة محمد بن فارس للفنون الشعبية. وشارك في الحفل راقصون جسدوا أسطورة جلجامش التي تتحدث عن بحثه عن الخلود في أرض حضارة دلمون.
ودشنت وزارة الثقافة خلال ديسمبر المرحلة الأولى من مشروع مركز زوار شجرة الحياة بمنطقة الصخير بدعم من شركة نفط البحرين «بابكو»، وذلك بعد عام كامل من الجهود لتهيئة بيئة ملائمة للشجرة واستثمار المكان لتكوين نقطة جذب سياحي ثقافي. المركز الذي دشنت المرحلة الأولى منه وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، يعتبر الخطوة الأولى على طريق استكمال المركز الذي وضع حجر أساسه العام 2012. ويتخذ المركز شكل دائرة قطرها 125 متراً، ويحتوي على أماكن لإقامة الفعاليات الثقافية والاجتماعية، كما يشمل عدداً من المعارض التي تتحدث عن شجرة الحياة والموجودات الأثرية في الموقع.
الشهر الأخير من «فصل السياحة البيئية» شهد كذلك احتفاء وزارة الثقافة بمرور 25 عاماً على تأسيس متحف البحرين الوطني، الذي يعد أول متحف في منطقة الخليج العربي، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
وناقشت وزارة الثقافة ،في بداية احتفائها بهذه المناسبة، أساليب تطوير العروض المتحفية عبر المؤتمر الدولي (إعادة النظر في طريقة العروض المتحفية)، لتستكمل احتفالها بمرور 25 عاماً على تأسيس المتحف الوطني من خلال فعالية «ما نامت المنامة». الفعالية التي تقام لأول مرة في مملكة البحرين أحيت 12 ساعة متواصلة قضى خلالها الجمهور ساعات الليل ،وحتى الفجر، في متحف البحرين الوطني ومحيطه. واحتوت الليلة على عدد من الفعاليات الموسيقية والمعارض الفنية، إضافة إلى أنشطة ثقافية وأدبية.
وفي نوفمبر، تسلم ولي العهد شهادة إدراج موقع طريق اللؤلؤ على قائمة التراث الإنساني العالمي. ورافق حفل تسليم الشهادة افتتاح مركز زوار قلعة بوماهر، الذي يحتوي على خارطة توضيحية لمسار طريق اللؤلؤ ونموذج للمواقع التي يمر عليها مساره.
وشهد الشهر انعقاد حلقة نقاشية نظمها قطاع السياحة بوزارة الثقافة بعنوان (السياحة البيئية: هوية سياحية جديدة للبحرين)، وذلك في مبنى أركابيتا بمشاركة وزيرة الثقافة، وحضور خبراء واختصاصيين من منظمة السياحة العالمية، الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بالأردن، وغيرها من الجهات المهتمة بالسياحة البيئية. كما تواجد في الحلقة النقاشية عدد من المعنيين والمختصين في وزارة الثقافة. واستهدفت الحلقة وضع ملامح استراتيجية البحرين للسياحة البيئية، من خلال الاطلاع على مجموعة من التجارب العربية والعالمية للسياحة البيئية، والتعرف على آلية تنميتها وأنماط عمارتها ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وعاش «فصل السياحة البيئية» نوفمبر مناسبة مرور عام على تأسيس مسرح البحرين الوطني. وبهذه المناسبة استضاف المسرح على خشبته القنان العالمي بلاسيدو دومينغو، الذي كان أول من غنى في المنامة عاصمة الثقافة العربية بعد افتتاح المسرح في العام 2012، حيث عاد دومينغو إلى المنامة، وهي عاصمة للسياحة العربية 2013م، ليقدم روائعه الأوبرالية. وشد بلاسيدو دومينغو الجمهور بمعجزة صوته ودرامية الموسيقى داخل قلبه، وارتدى لمرة أخرى موسيقاه ومعزوفاته كي يتعرف إليه العالم من موقع مسرح البحرين الوطني الذي انطلق منه قبل عام. أما شهر أكتوبر، أول شهور السياحة البيئية، فانطلقت فيه (ورشة عمل لتحديد الملامح الرئيسية لتطوير استراتيجية قطاع السياحة). ورشة العمل التي نظمتها وزارة الثقافة أكدت على أهمية الانفتاح على القطاع الخاص وعلى المعنيين بالشأن السياحي في المملكة، وأهمية تحديد استراتيجية سياحية للعشر سنوات المقبلة، وركزت الورشة على السياحة الإقليمية التي تستهدف جذب السائح من دول الجوار.
وعاشت مملكة البحرين أجمل أيامها الثقافية مع أول شهر في «فصل السياحة البيئية»، إذ انطلق أكتوبر «مهرجان البحرين الدولي للموسيقى» في نسخته الثانية والعشرين، وذلك في سياق احتفاء المنامة بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى. مهرجان البحرين الدولي للموسيقى تجاوب هذا العام مع حضارات شعوب العالم، وانطلق بأشكال موسيقية متنوعة جاءت من لبنان، مرورًا بكوبا، فلسطين، أذربيجان، جمهورية التشيك وأخيرًا سوريا. واستقطب المهرجان نخبة من العازفون والفرقٌ موسيقية، التي قدمت كلها أشكالاً موسيقية متعددة، منها الكلاسيكية، الجاز، الموسيقى الشرقية، الأوبرا وغيرها.
ودشن مهرجان البحرين الدولي للموسيقى 22 أولى فعالياته برفقة «أوبرا مجنونة» على خشبة مسرح البحرين الوطني، التي قدمت مزيجًا رائعًا من المقطوعات الأوبرالية الغربية والإيقاعات والغنائيات العربية الأصيلة، في قالب فريد يجمع بين الموسيقى والرقص والغناء. وتبع «أوبرا مجنونة» خلال أيام الموسيقى الأخرى حفل لـ»الإخوة كلاز وفرقة الإيقاع الكوبي»، وحفل للفرقة الوطنية للموسيقى العربية من فلسطين، وعرض موسيقي روحاني من أذربيجان للفنان عليم قاسيموف وابنته. وقدمت «أوركسترا براغ لموسيقى الحجرة» من جمهورية التشيك مقطوعات موسيقية كلاسيكية مشهورة. واختتمت الفنانة السورية من أصول أرمنية «لينا شاماميان» بأجمل أغنياتها مهرجان الموسيقى، بغناء من روح الجاز الشرقي المنسجم مع الألحان الدمشقية الأصيلة والأرمنية، إلى جانب الكلاسيكية الغربية.
أما أولى الاشتغالات الثقافية ل»فصل السياحة البيئية» ، فقد كانت افتتاح «معرض النسيج الروسي: القطن المطبوع من الزخارف التقليدية إلى التصاميم الدعائية السوفيتية»، حيث دشنته وزيرة الثقافة بمتحف البحرين الوطني، وسط حضور رسمي ودبلوماسي، إلى جانب المهتمين بالتراث الشعبي والإنساني.