كتبت - أميرة محمد أحمد:
كشأن منتجات لا حصر لها يتم الترويج لها عبر الإنستغرام وشبكات التواصل الاجتماعي، تجد الكثيرات ضالتهن في وصفات طبيعية وكريمات تبييض يعلن عنها صانعها حتى ولو كان اسماً وهمياً!. فيما تتهم أخريات صانعات هذه الوصفات بالاحتيال واللعب على عقول النساء، محذرات من آثار سلبية على صحتهن وبشراتهن!.
وتؤكد نورة أحمد -21عاماً- أنها لا تفضل شراء مثل هذه المنتجات لكونها مجهولة المكونات رغم أن البائعات تذكرن بعض مكوناتها، «لكن ذلك لا يكون بالضرورة صحيحا، الأمر الذي يدعو إلى الشك».
وترفض موزة عبدالله اقتناء مثل هذه الخلطات وتفضل استخدام المنتجات الطبية التي تباع بالصيدليات، لافتة إلى أن المنتجات المجهولة ربما أدت لآثار جانبية على المدى البعيد، مشيرة إلى أن من تبيع هذه الخلطات تهتم بالربح المادي على حساب صحة المستهلك.
وتشير الشابة «م.. ف» لتجربة صديقتها حين اشترت زيوتا لإطالة الرموش تسبب لها بانتفاخ في العين لاحتوائها على مواد ضارة كالرصاص. وتذكر أم محمد -45 عاماً- أنها أنفقت 40 ديناراً على خلطات زيوت وأعشاب مختلفة بلا نتيجة، بعد أن شرتها من بائعة خليجية عن طريق الإنستغرام.
أما أمينة خليفة -21 عاماً- فتؤكد أن هذه الخلطات أوهام وأكاذيب تباع على الناس بحجة مفعولها الخارق من خلال وضع عبارات وشعارات رنانة جذابة للمستهلك كالحصول على بشرة أصغر بعشر سنوات، وجسم مشدود في أسبوع، وغيرها كثير مما لا يدخل عقل!.
ورغم متابعتها مثل هذه الوصفات من باب الفضول، إلا أن أم أحمد لا تقتني مثل هذه الخلطات.
إحدى بائعات هذه الخلطات –فضلت عدم ذكر اسمها- تؤكد أنها تحرص عند صنع مثل هذه الخلطات على البحث عن تجارب الناس وآرائهم ودراسة ما يحتاجه الزبائن من مكونات ومدى ملائمتها البشرة، بل إنها تجرب خلطتها على نفسها، وتواصل مع الزبائن.
وتذكر فاطمة أحمد -27 عاماً- أنها استخدمت خلطات عدة لكن لم تستفد سوى من صاحبة الخلطات أعلاه، مشيرة إلى أنها تقدم منتجات بسعر مناسب، وتتواصل معها ما يجعلها مطمئنة.
من جهتها تحذر أخصائية الأمراض الجلدية والتناسلية د.مريم باقي من كريمات التبييض المباعة في وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن البعض يبيع هذه الكريمات بأسعار زهيدة في علب تخلو من ذكر المواد المصنعة، والأسوأ هو إقبال الناس عليها وشرائها خصوصاً الفتيات بحجة فعاليتها.
وتبين د. باقي أن علاجات التبييض تعتمد على كريمات تستخدم مواد كيميائية معينة تثبط عملية إفراز مادة الميلانين المسؤولة عن إحداث التصبغات، وهناك العديد من المركبات الكيميائية التي تقوم بعمل التفتيح، لكن المشكلة تكمن في مدى أمان هذه المركبات.
وتشير إلى أن بعض المركبات مثل الكورتيزون القوي، يقوم بعمل التفتيح فعلاً، لكن إساءة استخدامه تؤدي إلى أضرار وخيمة إذ يسبب ترهل البشرة وظهور بقع وشعيرات الدموية فيها، كذلك بالنسبة إلى مستحضر الهيدروكوينون الذي منع من أغلب أسواق الولايات المتحدة الأمريكية بسبب أضراره على المدى البعيد.
وحول خلطات شد الجسم والنفخ المباعة، تؤكد د. باقي أنه ليس هناك مواد تساعد على الشد والنفخ بالمعنى المطلوب، لكن قد يتم تضمين هذه الخلطات بمواد غنية بمضادات الأكسدة تحافظ على بشرة نضرة وبأقل تجاعيد، كالفاكهة الملونة والغنية بفيتامين سي والشوكولاتة الداكنة الخام، لافتة إلى توافر بعض المواد الطبيعية التي من الممكن أن تساعد في عملية تقشير البشرة مثل أحماض الفاكهة، وللتبييض مثل الحليب الذي يحتوي على حمض اللاكتيك والكركم وغيرها من المواد، لكن كونها غير مصنعة جعل تأثيرها ومدى معالجتها بسيط جداً وكثير من الناس تتحسس منها.
وتؤكد د. باقي أن الجمال هبة من المولى عز وجل منحها كل فتاة وامرأة، فكل فتاة جميلة ولابد من الحفاظ على هذه الهبة والنعمة من خلال حسن الاعتناء بها والمحافظة عليها وعدم الانجذاب إلى كل عبارة يتم سماعها أو قراءتها.