عواصم - (وكالات): أعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس أن «المملكة العربية السعودية قررت تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 3 مليارات دولار للجيش اللبناني، هي الأكبر في تاريخه، تقوم على شراء الأسلحة من فرنسا». وأوضح سليمان خلال كلمته المتلفزة من القصر الجمهوري في بعبدا شرق بيروت أن «هذا الدعم هو الأكبر في تاريخ لبنان والجيش اللبناني، وهو يكفي لتمكين الجيش من تنفيذ مهامه». ونقل الرئيس اللبناني عن خادم الحرمين قوله إن «شراء الأسلحة سيتم من فرنسا وبسرعة نظراً للعلاقات التاريخية التي تربطها بلبنان ولعمق علاقات التعاون العسكري بين البلدين».
وأشار إلى أن هذه المساعدة العسكرية ستكون «مدار بحث واتفاق بين خادم الحرمين والرئيس الفرنسي خلال القمة السعودية الفرنسية» التي عقدت في الرياض. ويعاني الجيش اللبناني من نقص في التسليح خاصة السلاح الحديث. وتقتصر أسلحته على ناقلات جند مدرعة أمريكية الصنع ودبابات سوفيتية ومدافع ميدانية، إضافة إلى بعض المروحيات المخصصة للنقل. من ناحية أخرى، شيع لبنان أمس الوزير السابق محمد شطح، السياسي البارز في قوى 14 آذار المناهضة لدمشق، الذي اغتيل الجمعة الماضي في تفجير ضخم وسط بيروت أودى أيضاً بحياة 6 أشخاص آخرين. وسيطرت أجواء من الحزن والغضب على الجنازة التي تعهدت فيها قوى «14 آذار» بـ «تحرير الوطن من احتلال السلاح غير الشرعي»، في إشارة إلى سلاح «حزب الله» الذي تتهمه هذه القوى بالوقوف خلف الاغتيال مع حليفه النظام السوري.
وعبر المشاركون في تشييع «شهيد الاعتدال» شطح عن غضبهم ضد سوريا والحزب اللذين يتهمونهما بقتله، وفي الوقت ذاته عن إحباط ويأس ناتجين عن سنوات طويلة من القتل والإفلات من العقاب. وهتف المشاركون خلال التشييع «حزب الله إرهابي، ونصرالله عدو الله»، في إشارة إلى الأمين العام للحزب حسن نصرالله، و»عمر، عثمان، أبو بكر، وعلي.. دم السنة عم يغلي غلي»، في مؤشر جديد على زيادة الاحتقان السني الشيعي في البلد ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة والمنقسم بشكل حاد حول الأزمة السورية.
ووصل جثمانا شطح ومرافقه الشاب طارق بدر الذي قتل معه في انفجار السيارة المفخخة إلى المسجد صباح أمس. واستقبل الجثمانان بالدموع وصرخات «لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله». وبدأت الصلاة في حضور العديد من قيادات قوى 14 آذار خاصة من تيار المستقبل الذي ينتمي إليه شطح ويرأسه سعد الحريري، وبينهم رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، بالإضافة إلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي نادراً ما يتنقل بسبب التهديدات الأمنية.
ووري الجثمانان في الثرى في الضريح الذي يرقد فيه رئيس الحكومة رفيق الحريري. وأعلن السنيورة في كلمة ألقاها باسم قوى 14 آذار بعد انتهاء التشييع «قرارنا أن نسير مع شعب لبنان المسالم إلى مقاومة سلمية مدنية ديمقراطية. قرارنا تحرير الوطن من احتلال السلاح غير الشرعي لكي نحمي استقلاله ونصون سيادته وسلمه الأهلي».
وأضاف «قررنا أن أوان العودة إلى الوطن والدولة والشرعية قد حانت ساعتها»، مشيراً إلى أن «قوى 14 آذار على موعد مقبل في ساحات النضال السلمي». وأضاف «أيها القاتل أنت من أهل الباطل، وأهل الباطل إلى زوال. الشهيد البطل محمد شطح، ما كان قبل اغتياله لن يكون بعده».
وكانت قيادات من قوى 14 آذار صعدت خلال اليومين الماضيين مواقفها من مسألة تشكيل حكومة جديدة في لبنان يتعثر تأليفها منذ اكثر من 8 اشهر بسبب الانقسام السياسي الحاد. وطالبت القيادات بحكومة تضم ممثلين عن 14 آذار ووسطيين، بعدما كانت تطالب بحكومة حيادية لا تضم أياً من ممثلي الطرفين المتنافسين كمخرج للأزمة.
ويتمسك حزب الله بـ «حكومة وحدة وطنية» تضم الجميع، إلا أن قوى 14 آذار تصر أنها لن تقبل بـ «الجلوس مع القتلة» في حكومة واحدة. ويأخذ خصوم حزب الله عليه مشاركته في القتال إلى جانب النظام السوري في سوريا، معتبرين أن ذلك يجر النار السورية إلى لبنان. كما يتهمونه باستخدام سلاحه لفرض إرادته على الحياة السياسية.
في سياق متصل، منع شبان غاضبون مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني من المشاركة في تشييع الشاب محمد الشعار الذي قضى في التفجير الذي أودى بشطح، بحسب ما أظهرت لقطات مباشرة عرضتها قنوات التلفزة. ويأتي الحادث وسط خلافات عميقة بين المفتي وتيار المستقبل الذي يعد الممثل السياسي الأبرز للسنة، واحتقان شعبي على خلفية مواقف المفتي من النزاع السوري ومهادنته لـ «حزب الله» حليف دمشق.
من جانب آخر، قصف الجيش الإسرائيلي منطقة العرقوب الحدودية في جنوب لبنان بنحو 20 قذيفة.
من جهة أخرى، تمكنت قوة أمنية لبنانية من تحرير المواطنين العمانيين اللذين خطفا في منطقة البقاع شرق لبنان، بحسب ما ذكر مصدر أمني.