جوبا - (وكالات): توقفت جهود السلام في جنوب السودان المهددة بحرب أهلية ومحادثات السلام بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار لم تبدأ بعد في وقت تتهم جوبا مشار بحشد الآلاف من المقاتلين من أفراد قبيلته النوير الذين يطلق عليهم قوات «الجيش الأبيض». وفي وقت بدأت الأوضاع هادئة، جددت حكومة جنوب السودان اتهامها لنائب الرئيس السابق رياك مشار بتعبئة آلاف الشباب المسلحين لمهاجمة مواقعها.
وقال المتحدث باسم الحكومة مايكل ماكوي إن «رياك يجند شبانه من قبائل النوير، بإعداد تصل إلى 25 ألفاً ويريد استخدامهم لمهاجمة الحكومة» في ولاية جونقلي. وفقاً للقائم بأعمال حاكم جونقلي اوغاتو تشان فإن العاصمة الإقليمية بور تبدو رغم ذلك «هادئة». ورد المتحدث باسم المتمردين موسى رواي، مؤكداً أن نائب الرئيس السابق «لا يعبئ قبيلته»، لافتاً إلى أن الشبان المذكورين هم جنود في الجيش قرروا طوعاً حمل السلاح ضد الحكومة.
وتأتي الاتهامات في وقت ناشد قادة دول السلطة الحكومية للتنمية «ايغاد» المنظمة التي تضم بلدان القرن الأفريقي وشرق أفريقيا كير ومشار التحاور ووقف القتال قبل نهاية العام. ووافق الخصمان على التحاور من حيث المبدأ دون أن يحددا تاريخاً لذلك. ويرفض مشار الدخول في مفاوضات ويشترط الإفراج عن معاونه باقان أموم الذي كلفه «قيادة فريق» التفاوض. واموم هو أمين عام سابق للحركة الشعبية «الحزب الحاكم» وكان أيضاً كبير المفاوضين في محادثات جوبا التي كانت تهدف إلى حل النزاعات مع الخرطوم بعد الاستقلال. ويتهم الرئيس سلفا نائبه السابق مشار بتدبير محاولة انقلابية. إلا أن مشار نفى هذه الاتهامات. ومن أسباب النزاع، عداوة قديمة بين قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها سلفا كير وقبيلة النوير التي يتحدر منها رياك مشار، لكنه يكتسي أيضاً بعداً سياسياً. ومنذ عدة أيام تفيد معلومات عن أعمال عنف واغتيالات وعمليات اغتصاب ومجازر ذات طابع قبلي. وحذرت الأمم المتحدة من انزلاق البلاد إلى الحرب الأهلية.