صار واضحاً أن محور إيران في المنطقة يريد البحرين بأسرع وقت جزءاً من لعبة الموت الإقليمية، حريقاً تكتوي بناره السعودية. وكلما زاد تهديد خسارة إيران لمواقع نفوذها التقليدية في لبنان وسوريا والعراق زاد استعار محاولاتها لحرق البحرين.
وفي حين لم تنجح لعبة إدخال البحرين قسراً ضمن دول ما يعرف بـ«الربيع العربي»، إذاً لا بأس من الانتقال إلى اللعبة الأخرى، المفخخات والمتفجرات!
لماذا البحرين؟ لأن طهران تعتقد أن لديها في المملكة أدوات لوجستية مساعدة، وبعداً طائفياً يمكن استنهاضه وتوظيفه. ولا ضير في الإمساك بخطين يبدوان متوازيين ظاهرياً: سياسي ضاغط عبر خط تمثله «الوفاق»، وعسكري مفجر عبر «أحرار البحرين» و»الأشتر» و«السرايا الشعبية» وغيرها. ورغم التناقض النظري بين الخطين فإن الحقيقة تقول إن كلاً منهما يحاول خدمة الآخر لوضع البحرينيين، كل البحرينيين، أمام خيارين: إما سيطرة النفوذ الإيراني أو حرق البحرين.
لم يعد هذا تحليلاً سياسياً، إنه وقائع على الأرض كان أخيرها، ولن يكون آخرها، ما كشف عنه اللواء طارق الحسن أمس مدعماً بالصور والأدلة. ولو نجحت هذه المخططات، لكنا الآن نعيش ربما وضعاً عراقياً أو لبنانياً جديداً في بلد صغير كالبحرين الذي يهز حياة الناس فيه تفجير واحد من نوعية ما يشهده العراق أو لبنان.
نحن إذاً أمام محاولة عرقنة قديمة تستعر أدواتها أكثر فأكثر. وكل الجهد والأموال المبذولة من قبل حلفاء إيران محلياً لإقناع الناس أن البحرين تعيش «أزمة سياسية»، وأن التنازل لـ«المعارضة» سياسياً سيحل الأزمة و«نجعلكم تعيشون بأمان»، تنسفه القنابل الإيرانية السورية التي حاولت المرور عبر العراق، والسيارات التي جرى تفخيخها بالفعل.
إنها دعاية تنطلق من أساس خاطئ يقوم على أن الجمهور قابل للتضليل، لذلك لم ولن تنجح مهما ادعى مطلقوها من ذكاء.
البحرينيون واعون ويعرفون ما يراد لهم، وثبت أن لديهم أعيناً ساهرة مفتوحة دائماً، وحولها التفاف شعبي قل وجوده في أي مكان آخر، وهم يقدرون معنى الأمن الذي يعيشونه بفضل أولئك الرجال الحقيقيين. ومن يغادر أوهامه وخيالاته لينظر إلى الواقع سيعرف أن البحريني مستعد لتقديم كل الدعم والمساندة لرجال الأمن حتى لو كلفه ذلك حياته حفاظاً على عروبة البحرين واستقلالها وأمانها.