منح «المنتدى الثقافي اللبناني» بإجماع أعضائه في باريس جائزته السنوية للإبداع العربي للباحثة والمحللة النفسية والناشطة في مجال حقوق الإنسان التونسية رجاء بن سلامة، على ما جاء في بيان.وحملت جائزة الإبداع العربي هذا العام اسم عالم النفس المصري مصطفى صفوان المقيم في باريس منذ الخمسينات والذي يعمل بعيداً عن الأضواء وله مؤلفات مهمة في مجال علم النفس ومعروف في هذا الوسط فرنسياً وعالمياً.ويمنح المنتدى سنوياً منذ سنوات جائزتين إحداهما للإبداع اللبناني والأخرى للإبداع العربي. وقد منح قبل أيام جائزة الإبداع اللبناني للكاتبة اللبنانية باللغة الفرنسية فينوس خوري غاتا.وفي تعليق لها على منحها الجائزة، قالت رجاء بن سلامة لوكالة فرانس برس إن الجائزة «لها قيمة رمزية واعتبارية وتشجعني في مجال عملي وفي الوقت نفسه كمثقفة ومدافعة عن حقوق الإنسان لأن عمل المثقف ليس سهلاً ووظيفة المثقف تعقدت اليوم حيث أصبحت حياتنا العامة لا تتسع للمثقف وسط الرغبة بتعويضه بالخبير والمحلل السياسي».وحول نشاطها في مجال حقوق الإنسان والمراجع التي يرتكز عليها عملها أكدت الباحثة التونسية «أنا حاولت أن أبقى مثقفة وحاولت أن أدافع عن حقوق الإنسان من وجهة نظر كونية وتونسية تأخذ تاريخ تونس بعين الاعتبار وتوفق بين الأمرين».ورأت رجاء بن سلامة أن مهمة الدفاع عن حقوق الإنسان في تونس اليوم «أصبحت أسهل مما كان عليه الأمر في السابق نظراً لأن المكسب الأساسي في تونس ما بعد يناير 2011 كان حرية التعبير والانتماء السياسي والحزبي» وذلك بالرغم من إشارتها إلى وجود مخاطر أمنية بالنسبة لبعض الإعلاميين وبعض الناشطين.وأضافت بن سلامة «حرية التعبير تعطيني شخصياً سعادة كبرى رغم المخاطر. تجربتي رغم صعوباتها مهمة وغنية ومحرضة».وبخصوص منحها الجائزة التي تحمل اسم مصطفى صفوان أعربت عن سرورها بـ«أن يرتبط اسمي باسم مصطفى صفوان الذي يعتبر من أبرز المحللين النفسيين في باريس وكان مشرفاً على ممارستي وتجربتي في التحليل النفسي. كانت مفاجأة سارة».من ناحيته اعتبر نبيل أبوشقرا رئيس «المنتدى الثقافي اللبناني» أن إطلاق اسم مصطفى صفوان على الجائزة جاء لكونه «من أهم المحللين النفسيين في العالم وبقي مغمورا في العالم العربي ولكونه شخصية بقيت غائبة عن وعي المثقفين العرب ولكونه اشتغل على المجتمع العربي وله كتاب «لماذا العرب ليسوا أحراراً» وفيه يحلل العلاقات الاجتماعية وإشكاليات العالم العربي من منطلق نفسي».وحول سبب اختيار المنتدى لمجال علم النفس ولشخصية رجاء بن سلامة نوه أبو شقرا باجتهاد الفائزة في عملها خصوصاً «في التحليل النفسي للإنسان العربي الذي لا يعتبر مواطناً بقدر ما هو جزء من قطيع وبمشاركتها في إنشاء مؤسسات ثقافية للدفاع عن العلمانية في فرنسا».وقال أبوشقرا إن المنتدى الذي منح العام الماضي جائزتيه لكل من وائل غنيم وسمر يزبك قرر «أن يبقى في الإطار نفسه واخترنا رجاء من بين أسماء أخرى من تونس لأنها كانت شرسة ضد النظام السابق وفي سياق مواكبتنا للحراك العربي الساعي لبناء مجتمع تقدمي علماني بعيد عن الظلامية».وكتبت رجاء بن سلامة عن الموت وطقوسه وعن «العشق والكتابة» وهذا كان عنوان أطروحتها للدكتوراه وهي ترجمت إلى العربية أخيراً كتاب «التحليل النفسي» لفتحي بن سلامة.وصدر لها عدد من الكتب أهمها «العشق والكتابة» (2003) عن دار الجمل في ألمانيا وأولها «صمت البيان» الصادر في القاهرة العام 1998.ولها عدد من المقالات العلمية والأكاديمية التي صدرت في كتب جماعية كما صدر لها كتابان في بيروت عبارة عن تجميع لمقالاتها هذه منها كتابها: «في نقد إنسان الجموع» (2008).
970x90
970x90