كتب – حذيفة إبراهيم:
كشف رئيس الأمن العام اللواء طارق حسن الحسن عن ضبط وإحباط 4 عمليات إرهابية نوعية خلال يومي السبت والأحد 28 و29 ديسمبر مع رصد أكثر من مؤشر يكشف الصلة الوثيقة فيما بينها، مشيراً إلى أن العمليات تضمنت تفكيك سيارة مفخخة، وإحباط محاولة تهريب عدد من المطلوبين إلى خارج المملكة، وإحباط محاولة إدخال متفجرات وأسلحة وذخائر ضبط مستودع متفجرات وذخائر في القرية.
وأضاف الحسن أن «أعمال البحث والتحري، كشفت عن مخططات لتنفيذ أعمال إرهابية وجرى تكثيف الانتشار الأمني في جميع ربوع المملكة من خلال الدوريات ونقاط الأمن والسيطرة، سواء أكان ذلك في البر أو في المياه الإقليمية للمملكة بهدف تعزيز حفظ الأمن وبسط النظام، وبحمد الله تكللت تلك الجهود بالنجاح والتوفيق».
وأوضح أن «مجموع من تم القبض عليهم 17 شخصاً، 13 منهم في القارب الذي حاول تهريب مطلوبين، فيما تم ضبط 2 في قارب تهريب الأسلحة، أما الآخرون فقد تم إلقاء القبض عليهم من خلال التحقيقات والمعلومات»، مشيراً إلى أن «الأقوال الأولية للـ13 الذين تم إلقاء القبض عليهم قبل هروبهم تشير إلى أنهم كانوا في طريقهم إلى إيران».
وأشار إلى أن «القارب الثاني، الذي تم ضبط مواد متفجرة وأسلحة فيه استلم المواد من (بانوش) آخر كان قادماً من العراق وذلك في خارج المياه الإقليمية لمملكة البحرين»، موضحاً أن «الشخصين اللذين تم ضبطهما في قارب تهريب الأسلحة، اعترفا بأنهما تلقيا تدريب في إيران على تهريب الأسلحة وتخزينها والمواجهات المسلحة واستخدام القنابل والمتفجرات».
وتابع الحسن أن «أحد المتهمين، كشف عن أن شقيقه الموجود في العراق هو من عبأ البانوش بالأسلحة والمتفجرات من العراق والذي توجه إلى البحرين»، موضحاً أن «قائمة الأهداف لم تتضح بعد وهي قيد التحقيق، إلا أن من الأقوال المبدئية وما تم ضبطه من عمليات سابقة تشير إلى أن الأهداف عسكرية وشرطية أمنية».
وأكد أن «العديد من الأفراد يتم تدريبهم في معسكرات الحرس الثوري في إيران والعراق، وهو أمر يتكرر في العديد من القضايا».
وشدد على أن «التجهيز والتطوير مستمر سواء للقوة في البحر أو البر، إضافة إلى تطوير التدريب والاستعانة بالخبرات الدولية في كل المجالات سواء العملياتية أو حقوق الإنسان، أو حتى الإجراءات القانونية»، مشيراً إلى أن «خطة الانتشار التي تم تنفيذها سواء كانت في البر أو البحر هي بناء على معلومات وتحريات وردت من الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية وغيرها».
تهريب مطلوبين
وقال الحسن في مؤتمر صحافي أمس إنه «في ضوء ما توصلت إليه الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية من معلومات من خلال أعمال البحث والتحري عن عمليات تسلل لأشخاص وتهريب لأسلحة عبر الحدود البحرية، فقد تم تنفيذ خطة انتشار بحري لدوريات خفر السواحل مسندة بطيران الشرطة وبالتنسيق مع سلاح البحرية الملكية».
وأضاف أن «المنظومة الرادارية التابعة لخفر السواحل رصدت طراد على متنه عدة أشخاص وهو خارج من ساحل كرانة باتجاه الشمال، حيث تمت مطاردته وإيقافه على بعد عشرة أميال بحرية من سواحل المملكة»، مشيراً إلى أنه «تمت متابعة الهدف بالاستعانة بطيران الشرطة وعدد من زوارق خفر السواحل حتى تمكنت من تطويقه واستيقافه عند الساعة 14.40 بعد مطاردة بحرية بمنطقة شرق الجارم (على بعد 10 ميل بحري من سواحل البحرين)».
وأوضح: «تبين أن الهدف المطارد عبارة قارب بطول 29 قدم ذو محركين 200 حصان لكل منهما وعلى متنه عدد (13) شخصاً من المطلوبين بقضايا أمنية (أحدهم يحمل الجنسية السعودية) وبحوزتهم جوازات سفرهم ومبالغ نقدية متنوعة وهواتف نقالة وملابس ومتعلقات شخصية وقد تم تصوير وتوثيق العملية ومازالت أعمال البحث والتحري جارية».
إدخال متفجرات وأسلحة
وأشار الحسن إلى أنه «في ضوء خطة الانتشار البحري لدوريات خفر السواحل والتي تم تنفيذها بناء على معلومات استباقية توفرت من خلال عمليات البحث والتحري التي قامت بها الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية بخصوص عمليات تسلل الأشخاص والتهريب عبر الحدود البحرية لإدخال أسلحة إلى المملكة بالاستعانة بالمنظومة الرادارية التابعة لخفر السواحل تم رصد الهدف على بعد حوالي 118 ميل بحري في المياه الدولية شمال شرق البحرين قادماً باتجاه المملكة».
وأضاف أنه «تم متابعة الهدف حتى دخوله المياه الإقليمية والاستعانة بطيران الشرطة للرصد والمتابعة ومطاردته من قبل دوريات خفر السواحل من شرق الجارم والتي تمكنت من توقيفه عند الساعة 1650 على بعد 2 ميل بحري من ساحل كرانة، حيث وجد أن الهدف هو قارب بطول 29 قدم ذو محركين 200 حصان لكل محرك وعلى متنه شخصان بحرينيان وبعد تفتيش القارب تم ضبط العديد المن المواد».
وأوضح أن المواد المخبأة بالقارب تضمنت «38 عبوة متفجرة بالفحص المبدئي تبين أنها سي 4، و31 عبوة متفجرة مضادة للأشخاص (كليمور)، و12 متفجرة EFP خارقة للدروع، و6 عبوات متفجرة تحتوي على مغناطيس للصق، و30 هاتف نقال نوكيا مع بطارياتها، وهاتف ثريا مع شريحة، وجهاز تحديد المواقع «GPS»، و29 لوحة إلكترونية لتشغيل الدوائر الكهربائية يتم توصيلها بالهواتف المستخدمة لتفجير القنابـــل، ورشـــاش PK أو أوال مـــع 12 شرشور للطلقات، عدد كبير من طلقات رشاش PK، علبتين كبيرتين تحتويان على كبسولات إشعال، 3 فتائل متفجرة، و50 قنبلة يدوية إيرانية الصنع، و295 صاعقاً تجارياً موصولة بمقابس كتب عليها صنع في سوريا».
وأشار إلى أن المتفجرات المضبوطة هي «بشكل عام سي4 وتي إن تي»، مضيفاً أنه «تم توثيق العملية بالتصوير ومازال التحقيق مستمراً في هذه القضية».
مستودع متفجرات بـ «القرية»
وقال الحسن إنه «استكمالاً لأعمال البحث والتحري وعلى إثر عملية اعتراض وضبط قارب أثناء محاولته تهريب كمية من المتفجرات والأسلحة والذخائر عبر المياه الإقليمية للمملكة أدت التحريات إلى العثور على أكثر من موقع يتم فيها تخزين تلك المواد المهربة وتمكنت الشرطة من مداهمة ثلاثة مواقع مشتبه بها أدت إلى ضبط العديد من المواد».
وأوضح أن المواد المضبوطة تضمنت «6 قوالب متفجرة لها خاصية المغناطيس، 4 قوالب مستطيلة الشكل لفت بشريط لاصق أبيض اللون تحتوي على مواد متفجرة، كمية من مسحوق لمواد متفجرة، 11 هاتف نقال، 4 دوائر كهربائية، 4 قنابل يدوية شبيهة بالتي تم ضبطها على القارب الذي تم القبض عليه، 56 صاعقاً تجارياً يستخدم للتفجير كتب على مقابس موصولة بها عبارة صنع في سوريا، مسدس أسود اللون إضافة إلى عدد من الطلقات النارية».
وأضاف الحسن أنه تم أيضاً ضبط «كيس بولوثين شفاف بداخلة مادة متفجرة رصاصية اللون لف بشريط لاصق، قنينة بلاستيكية تحتوي على مادة مشابهة لمادة الزئبق، طلقة إشارة أسطوانية الشكل حمراء اللون، قنينة أسطوانية الشكل تحتوي عدداً من القضبان المعدنية، قالبين لمواد متفجرة، 6 مخازن كلاشنكوف معبأة بالطلقات، 4 عبوات متفجرة، جهاز لاسلكي، مجموعة من أجهزة التفجير»، مشيراً إلى أن «أعمال البحث والتحري مازالت مستمرة».
تفكيك «مفخخة»
وقال الحسن إن «قوات الأمن العام تمكنت من تفكيك سيارة مفخخة بعد أن اشتبهت دوريات إدارة العمليات في سيارتين متوقفتين في موقعين مختلفين بمنطقة الحورة، واتضح بعد فحص بياناتهما بوجود بلاغ عن سرقة إحداهما».
وتابع «عند الساعة 14:00 أبلغت إحدى دوريات إدارة العمليات، غرفة العمليات الرئيسة بالعثور على سيارة تشير بياناتها إلى أنها مسروقة وهي متوقفة في ساحة بمنطقة الحورة، وفوراً تم توجيه الدوريات التابعة لمديرية شرطة محافظة العاصمة وقامت بتطويق الموقع وضبط عملية الدخول والخروج إلى المواقع القريبة واستدعاء الفرق المختصة».
وأوضح أنه «بعد الكشف والمعاينة التقنية تبين أن السيارة مفخخة وباشرت فرق التعامل مع المتفجرات والدفاع المدني التعامل مع السيارة وتمكنت من إبطال القنبلة وإفراغ محتويات السيارة والتي تمثلت في، أسطوانتي غاز وصفيحتي بنزين وقنبلة أنبوبية محلية الصنع موصولة بهاتف للتحكم بها عن بعد، وقد تم تحريز المضبوطات ورفع الأدلة المادية من على السيارة ومحتوياتها والبدء بمباشرة عمليات البحث والتحري، والتي مازالت مستمرة، بغية تحديد هوية الجناة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة».
وأضاف أن «دورية أخرى قد اشتبهت بسيارة أخرى في موقع آخر بمنطقة الحورة وبعد التأكد منها وتفتيشها، لم يعثر فيها على شيء يذكر».
وأوضح أن وزارة الداخلية تعمل وفق استراتيجية من عدة مستويات لحفظ الأمن، سواء في الأمن الخارجي والحدود وغيرها، وأن الهدف من ذلك حفظ الأمن والأمان، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية تحاول جاهدة أن تدفع الجريمة أو أي خرق أمني إلى خارج حدود البحرين بأبعد ما يمكن. وأشار إلى أنه ومن خلال التعاون الدولي والرصد والمعلومات المستمرة، إضافة إلى تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية في الميدان وعلى البحر، وهو ما حافظ على أمن البحرين. وحول مثول أمين عام الوفاق علي سلمان أمام «النيابة»، أكد الحسن «وفقاً لما يتوفر لدينا من دليل يوجه الاتهام ونتخذ الإجراءات القانونية، ومسألة التحريض والخطاب الطائفي والتحريض على الطائفية، وما ينتج عنها هي مسألة يتم رصدها، وهو ما جرى في التحقيقات الأخيرة، وقد تم إحالة المتهمين إلى النيابة وهي الجهة المعنية بالبحث».