كتبت- أمل بوحمود:
تعددت وسائل الترفيه والتسلية لدى الصغار في وقتنا الحاضر، فلم تعد الألعاب التقليدية تغريهم بل على العكس كلما زاد وجود هذه الألعاب زاد نفورهم لها، وأصبح البديل هي الأجهزة الإلكترونية بمختلف أنواعها وأشكالها، وكثيراً ما نرى أطفالاً لا تتعدى أعمارهم الأربع سنوات يقضون أوقاتهم بالألعاب الإلكترونية. و لنا أن نتساءل عن تأثير هذه الأجهزة على الأطفال بشكل خاص، لأنهم يستخدمونها لفترات طويلة وبشكل مستمر.
مما لا شك فيه أن هناك آثاراً سلبية نتيجة الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة، وتشمل الآثار السلبية عدة جوانب للأطفال كالصحية، الاجتماعية، السلوكية والتربوية. وأبرز تلك الآثار ما نلاحظه على سلوك الأطفال في المجال الاجتماعي، حيث يكون هناك انفصال اجتماعي على مستوى الأسرة الواحدة في المنزل الواحد. أما الجانب النفسي، قد يتكون عند الطفل مرض الإدمان على استخدام هذه الأجهزة وقد يؤدي هذا المرض إلى إدمان أشياء أخرى مثل الإنترنت، الألعاب الإلكترونية و مما يترتب عليه فقدان القدرة على التواصل مع أقرانه من الأطفال أو حتى عائلته وجهاً لوجه.
أما الجانب الجسدي، عندما يجلس الطفل لساعات متواصلة مستمراً فهذا غير طبيعي بالنسبة لهم لاحتياجهم للحركة المستمرة، كما يسبب زيادة الوزن وبالتالي زيادة الأمراض، كذلك إجهاد العين بسبب النظر المستمر إلى نقطة واحدة، التأخر في النشاطات البدنية والألعاب اليدوية التي تنمي مهارات إنسانية مهمة لأي طفل.
بالإضافة إلى ما سبق قد يكون هناك تأثيرات سلبية للاستخدام الخاطىء لهذه الأجهزة على النواحي التربوية للأطفال، فقد يعتمد كثير من الأطفال بدرجة كبيرة على التعلم، والحصول على المعارف والمعلومات من كثير من البرامج المتوافرة التي يمكن تحميلها بسهولة عليها، هذه البرامج غير معدة من قبل خبراء في هذه المجالات بشكل مناسب، وقد تحمل أفكاراً تربوية غير سوية.
المشكلة الأساسية أن كثيراً من أولياء الأمور يوفرون «الآيبود» و«الآيباد» لكل من أطفالهم بغض النظر عن أعمارهم، ولا يقوم الكثير منهم بمراقبة ما يحمله هؤلاء الأطفال أو متابعة ما يشاهدونه أو تحديد أوقات للتعامل مع هذه الأجهزة .و لنا أن نتوقع ما سيكون عليه حال هؤلاء الأطفال في الأيام القادمة.
تقع على أولياء الأمور مسؤولية كبيرة في حماية أطفالهم من سلبيات التعامل غير المدروس أو غير المقنن لهذه الأجهزة، وتأثيراتها عليهم، وأن يتابعوا ويراقبوا استخدام أطفالهم لها، ونوعية البرامج التي يحملونها، وأن يبذلوا الكثير من الجهد في توعيتهم بأضرارها في حالة سوء استخدامها، وتوظيفها غير المقنن، وأن يوجهوهم إلى الاستخدام الأمثل لهذه الأجهزة، الذي يحقق لهم الترفيه والتسلية المناسبة والنظيفة التي تساعدهم في التعلم المفيد.