عواصم - (وكالات): أطلقت إسرائيل فجر أمس سراح 26 أسيراً فلسطينياً تحتجزهم منذ ما قبل 1993، تنفيذاً للالتزامات التي حددتها أمريكا لإعادة إطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك قبيل عودة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى المنطقة في مسعى جديد للدفع قدماً بعملية السلام.
ووصل 18 أسيراً مفرجاً عنهم إلى مقر السلطة الفلسطينية في رام الله حيث احتشد لاستقبالهم مئات الفلسطينيين في مقدمهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولون في القيادة الفلسطينية. واستقبل الفلسطينيون المفرج عنهم كالأبطال في جو من الاحتفال والتأثر لدى مئات الفلسطينيين. وتجمعت العائلات في قاعة كبيرة تحت صورة عملاقة للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وصافح الرئيس محمود عباس جميع الأسرى الذين وصلوا إلى مقر الرئاسة الفلسطينية، وإلى جانبه مسؤولون من القيادة الفلسطينية، قبل أن يتوجه الأسرى المفرج عنهم ألى ضريح عرفات لوضع أكليل من الزهور. وقال الرئيس عباس في كلمة له أمام أهالي الأسرى «أعدكم بأنه لن يكون هناك اتفاق نهائي إلا وكل الأسرى في بيوتهم».
وفي غزة، قال رئيس حكومة حماس المقالة في غزة إسماعيل هنية إن الإفراج عن دفعة من الأسرى «مكسب» للشعب الفلسطيني، مؤكداً في الوقت نفسه رفض حركته للمفاوضات الجارية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وهنأ هنية الأسرى الذين أفرج عنهم، مشيراً إلى أنه «في صفقة وفاء الأحرار والتي تمت فيها مبادلة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بألف أسير في 2012، وتم تحرير خمس الأسرى في سجون الاحتلال».
وتم الإفراج عن الدفعة الثالثة بعد إطلاق دفعتين من الأسرى في 13 أغسطس و30 أكتوبر.
ومن المقرر الإفراج عن دفعة رابعة من الأسرى الفلسطينيين في وقت لاحق.
من جهته، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس إن الدفعة الرابعة من عملية إطلاق سراح الأسرى والتي من المقرر أن تشمل أسرى من «عرب 48»، ستطرح إشكالية. وبالتوازي مع إطلاق سراح الأسرى من المتوقع أن تعلن الحكومة الإسرائيلية برامج لتشييد وحدات استيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، بحسب مسؤول حكومي إسرائيلي رفيع المستوى. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن 3 سيارات يملكها فلسطينيون أحرقت في بلدة الجلزون القريبة من رام الله مقر السلطة الفلسطينية، بعد ساعات على إطلاق سراح الأسرى في خطوة دانها اليمين المتطرف.
من ناحية أخرى، قتل 27 فلسطينياً بيد جنود إسرائيليين في الضفة الغربية عام 2013 وهو رقم أكبر بثلاث مرات من العدد الذي سجل في 2012، كما أعلنت منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية أمس.
من جهة أخرى، أوقد الآلاف من عناصر حركة فتح، التي يتزعمها عباس، شمعة انطلاقتها التاسعة والأربعين في قطاع غزة بعد أن سمحت لهم حكومة حماس التي تسيطر على القطاع بالاحتفال بها.
وأكد عباس خلال احتفال برام الله أن الفلسطينيين سيستخدمون حقهم كدولة مراقب في الأمم المتحدة «للتحرك الدبلوماسي والقانوني» لوقف الاستيطان الإسرائيلي.